اليوم الجديد

جملة إعتذارات للجميع

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جملة إعتذارات للجميع, اليوم الجمعة 21 مارس 2025 01:13 صباحاً

جملة إعتذارات للجميع

نشر في الرأي يوم 20 - 03 - 2025



بقلم/ عبدالله غانم القحطاني
لم ينتهي السحر بعد، فالعقد مع الصحيفة قائم، لكن يبدو أن الدكتور الذكي ضحك على الغلبان المتذاكي..
المقال الأسبق بعنوان (العبيدي محمد شاعر طريب الأول..)، حظي بقبول، وأيضاً بعض الملاحظات، وسأظل عند رأيي بأنه شاعر طريب الأول، والأول مكرر، ولا غيره إلى اليوم كشاعر وصف مبدع وخاصة في الإتجاه الوطني. وغريب ومحبط أن أحد لم يناقش أو ينقد القصيدة فكرياً وفنياً وهي لأول مرة تنشر بالصحيفة، وهي صلب المقال كمحتوى فكري جميل من طريب.. ولكن وبما أنني لست بشاعر، فسامحني الله وعفى عنّي وغفر لي، لسوء فهمي لأبعاد أبيات الشاعر العبيدي الأشهر في الجزيرة العربية فراج بن ريفه، حين قال:
يامرقب جاك من الأمطارهمالي**نصوب صيف من المنشى يهل بها
لهم علينا شدوق الثفن لا سالي**وعطفة طريب الي زافت عجايبها
لماغدا الفيض كنه زرع عمالي**سيله من القدم للبطنان ناهبها.
وأستغفر الله العظيم على ظلمي للجغرافيا، فالشاعر الكبير بدأ بشدوق الثفن وهي مرابع جماعتنا البادية، ولا أعلم كيف فاتني أنهم الأقرب وقد بدأ بهم مادحاً لموقعهم ثم بما يليهم من هناك سنوداً إلى عطفة طريب ألتي تبدأ من النقطة الأخيرة شمالاً إلى حيث تنتهي، وهي ليست أسفل الوادي كما قلته مدعياً بلا وعي، بل هي الأعلى وحاشا أن أقول بعد اليوم عنها الأسفل، وأزيد وأستغفر الغفّار وأن الفيض ليس الأعلى.. وكيف فاتني أن أبن ريفه رحمه الله بدأ إعجابه بشمال الديار مابين الثفن وعطفة طريب بدليل أنها جاءت في صدر قصيدته مما يدل على أنها ليست بالأسفل بل هي الأجمل وتستحق كل الخير والمجد، وأن الغرور العابر الذي دفعني للإعجاب بقريتنا الصغيرة وبالفيض الخالي ليس في محلّه فهي أسفل السافلين بغض النظر عن اتجاه سيول الوديان وعن تفسيري الأناني.. رب أغفر لي جهلي وتجاوزي ولمن أجاز المقال ولم ينبهني.. كيف لي تجاهل أن أبياته الرائعة هي بمثابة التقرير بأن مابين "العطفة" كما وصفها وبين "شدوق" في قصيدته هي بمثابة رأس ورقبة الحصان العربي الأصيل الأبيض السامق الجميل ذو الوجه الأجمل بينما أرجله وشكمانه تقع في قريتنا القديمة المتسامحة الفارغة من الوعي بعلم الأرض… بل وأزيد، وأتوب الى الله مما قلته سابقاً من أي إطرأ أو إشادة على مدى سنوات حديث السَّحر حول أماكن أو مخلوقات ليس هناك إجماع على قبولها سواء داخل المحافظة أو المنطقة أوخارجهما أو خارج البلاد.. والغيب يعلمه الله وكيف لي علم مالا أدرك..
وأزيد وأبالغ في الإعتذارات، وأقول إنه بإستثناء الشاعرين العملاقين أبن ريفه وبن كدم، أعترف وأقر بأن أشعار وأدب شعراء طريب القديم والحديث الأحياء منهم والأموات السابقين واللاحقين هي أفضل مما قاله المتنبي وأصحاب المعلقات السبع ومن أبن لعبون وبركات الشريف..
وللأخ الصديق المحترم الذي طلب بكل أدب ولباقة إعتذار، ها أنا علناً قلت من الإعتذارات أكثر وأبعد مما يمكن توقعه، وحتى الجهة التي أساءت لك وذكرتها لي من خارج المحافظة جنوباً، أيضاً عنهم أعتذر مع أنني لست مسؤولاً عنهم ولا أعرف منهم وليس لدي موقف ولا خبرة في المشاكل القبلية ولا في من هُم المشائخ الأهم أو الأقل أهمية بحسب الموقع الجغرافي أو المسار التاريخي، فأنا بذلك أجهل الناس واكثرهم بلادة. لكن وبناءً على كلامك أقول ما عندهم سالفة، بل هم السفالة ونحن العلاوة لا أباً لهم، والحمد لله أنني لم اسمعهم ولا أعرف من هو القائل، ولا هل قيل أم لا، وحتى وإن قيل فهذا يدل على الغيرة وكل ذي نعمة محسود مع أن محافظتنا ومراكزها لايوجد بها شيء يختلف عمّا لدى غيرها.
وشكراً لك اخي المحترم المحب، فقد ساعدتني ملاحظتك الأخوية في بناء حديث هذا السحر الذي هذا هو طابعه وشكله المعتاد منذ سنين، بين الجاد والساخر بهدف أن نخرج جميعاً وخاصة شبابنا من براثن وأفكار الماضي وترسباته ومن التقوقع والإنغلاق القديم إلى مضامين رؤية المستقبل والنهضة الفكرية ومحبة الجميع والتسامح لأجل مستقبل أبناءنا وأحفادنا خاصة وأن منطقتنا تشهد تحولاً إستراتيجياً غير مسبوق.. أما نحن الموجودين بأعمارنا المتقدمة فقد أزفت وأخذنا ربما أكثر مما نستحق، والقطار لن يتوقف لمن تأخر.
أخيراً، ما أجمل أغلب محاورات الشعر الشعبي وساحاته، تستحق الإعجاب لروح التسامح بين شعراءها على إختلاف اللهجات والأعراق وعلى الرغم من خشونة الكلمات، ما أروع تقبلهم لبعضهم وفهمهم شفرة الغازهم "المعرفطة والمسمومة" التي ظاهرها الناعم بعكس عمقها القاسي.. وهكذا نبني تآلفنا ومحبتنا بغض النظر عن إختلاف آراءنا..
غداً نلتقي في حديث سَحر قادم ..

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار متعلقة :