نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حوار وزير الإعلام, اليوم الجمعة 21 مارس 2025 01:13 صباحاً
نشر بوساطة عماد بن محمد العباد في الرياض يوم 20 - 03 - 2025
استضاف برنامج الليوان في قناة روتانا قبل أيام، وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري، ورغم أنني شاهدت مقاطع متفرقة من اللقاء في وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنني كنت حريصاً جداً على مشاهدة الحلقة كاملة، لأسباب عديدة من أهمها أنه الحوار المطول الأول الذي يجريه منذ توليه قبل سنتين، وفيه ومن خلاله نستطيع التعرف على توجهاته وإلى أين تشير بوصلة إعلامنا المحلي، خصوصا وأنه ومنذ أن استلم حقيبة الإعلام لم يتعامل مع الوزارة بالطريقة التقليدية التي اعتدنا عليها، كانت لمساته في التغيير سريعة وتحركاته رشيقة ومبادراته استراتيجية، ناهيك عن شغفه الكبير، الذي بدا واضحاً خلال الحلقة، تجاه التغيير في الصناعة الإعلامية.
الحوار مع وزير الإعلام تناول محورين مهمين؛ سلمان الصحفي، وسلمان الوزير، وفي كلا المحورين تحدث بشفافية وصراحة لافتة، وتخلل الحوار نقاط مفصلية كثيرة كالحديث عن المشاريع الإعلامية المستقبلية التي تعمل عليها المملكة، وسقف الحرية في الصحافة، وفوضى الإعلام الرياضي، والمشاهير وغيرها، لكن هناك نقطة مهمة أشار لها وزير الإعلام أود التوقف عندها، وهي تقاعس الصحافة عن أداء دورها كسلطة رابعة، حيث قال المديفر إن التحقيقات الصحفية أصبحت أشبه بحملات علاقات عامة، ولم تعد تقوم بدورها في لفت انتباه الحكومة للتقصير الذي تعاني منه بعض الجهات الحكومية، ليجيب الوزير أن هذا بالضبط عكس ما تريده الحكومة، وأن من حق الوطن والمواطنين على الصحفيين أن يقوموا بواجبهم وأن يكشفوا أوجه التقصير في أداء الجهات الحكومية، لأن هذا ما سيساعدنا في بلوغ غايتنا النهضوية والتنموية، وليس المديح الزائف.
هذه النقطة تحديداً تحتاج الكثير من التأمل، إذ إن تراجع التقارير والمقالات والتحقيقات الصحفية التي تتناول النقد البناء لأوجه القصور ينعكس بشكل سلبي على التنمية فالخطأ لا يجب أن يستمر والمكسور يجب أن يُصلح، والكثير من الهفوات والتقصير تحتاج أن تسلط عليها قوة الكاميرا، وقلم الصحفي لتقويمها، وليس بالضرورة أن تراجع الصحافة في هذا الملف النقدي هو نتيجة لارتباك في معرفة حدود النقد أو سقفه، ولكن لأن معادلة توازن القوى الإعلامية قد تغيرت، لكن لا تزال الكثير من وسائل الإعلام الكبرى قادرة على صناعة التغيير وتحقيق الانتشار عبر التناول الاحترافي الذكي للمادة الصحفية.
اليوم من حق الوطن على المشتغلين بالإعلام أن يعيدوا للنقد الإعلامي البناء والهادف مكانته وأن يُمنح كل القوة والتمكين ليصبح عيناً تساعد القيادة على اكتشاف مواطن الخلل وتقويم كل ما من شأنه أن يخل بمسيرتنا أو يعطلها، فنحن في مهمة إصلاح كبرى ولدينا رؤية تاريخية نركض بالوطن تجاهها، وهذه المرحلة لا تستوعب المقصرين والمهملين، والواجب يحتم علينا كإعلاميين أن نكشف مواطن قصورهم وإهمالهم، لأن المسيرة كلما قل فيها المقصرون والمهملون كانت أسرع في مشيها، وفي وصولها لوجهتها المنشودة.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :