نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نحو اقتصاد مستدام, اليوم الأحد 16 مارس 2025 11:37 مساءً
نشر بوساطة تهاني عبد الله الخيال في الرياض يوم 16 - 03 - 2025
قبل عقد من الزمن، كان الاقتصاد السعودي يعتمد بشكل شبه كامل على النفط، وكانت القطاعات غير النفطية تلعب دورًا ثانويًا في الناتج المحلي الإجمالي. اليوم، تشهد المملكة تحولًا استثنائيًا، حيث قادت الإصلاحات الاقتصادية والتوجهات الطموحة لرؤية 2030 إلى تغيير جذري في المشهد الاقتصادي. الاقتصاد السعودي لم يعد رهينًا لتقلبات أسعار النفط، بل أصبح مركزًا للاستثمارات المتنوعة والابتكارات التي تفتح آفاقًا جديدة للنمو.
تشير الأرقام إلى نمو غير مسبوق في القطاعات غير النفطية بنسبة 4.6 % في عام 2024، وهو مؤشر واضح على نجاح الجهود الحكومية في تنويع الاقتصاد وتعزيز فرص الاستثمار. كما انخفضت معدلات البطالة إلى 7.8 %، مما يعكس زيادة الفرص الوظيفية وتطور بيئة العمل في المملكة، خاصة مع توسع القطاعات الناشئة التي تستقطب المهارات الوطنية.
لم يكن هذا التحول ممكنًا لولا الرؤية الحكيمة لقيادة المملكة، التي وضعت الأسس المتينة لتحويل الاقتصاد السعودي إلى نموذج عالمي في التنوع والاستدامة. بفضل التوجيهات السديدة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - مهندس رؤية 2030 وملهم الشباب - انطلقت المملكة في رحلة غير مسبوقة نحو اقتصاد حديث قائم على الابتكار والتقنية والمعرفة. عززت هذه الإصلاحات بيئة الاستثمار، حيث تم تبسيط الإجراءات، وإلغاء بعض القيود على الملكية الأجنبية، وتقديم حوافز مالية وتشجيعية، مما أدى إلى ارتفاع عدد الرخص الاستثمارية بنسبة 67.5 % خلال عام 2024، وجعل المملكة وجهة رئيسة للمستثمرين الباحثين عن فرص نمو في أسواق مستقرة ومزدهرة.
ورغم هذا التقدم، ما تزال هناك تحديات يجب مواجهتها لضمان استدامة النمو. تحقيق المزيد من التنوع الاقتصادي يمثل أولوية قصوى، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية. ما يزال التراجع في الأنشطة النفطية، الذي سجل انخفاضًا بنسبة 4.5 % في عام 2024، يشكل تحديًا في تحقيق التوازن بين تقليل الاعتماد على النفط وضمان استقرار الإيرادات الحكومية.
تشهد القطاعات الناشئة في المملكة نموًا ملحوظًا، حيث تستثمر الحكومة بشكل كبير في مجالات الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المالية، والصناعات المتقدمة. مشاريع مثل نيوم والهيدروجين الأخضر تعزز توجه المملكة نحو الاستدامة، بينما توسع الاستثمار في التصنيع الدفاعي والصناعات المتقدمة يسهم في خلق فرص اقتصادية جديدة. كما يشهد قطاع السيارات الكهربائية تطورًا كبيرًا، في ظل خطط إنتاج نصف مليون سيارة كهربائية سنويًا بحلول 2030، مما يعزز مكانة المملكة في هذا القطاع العالمي المتنامي.
تحسن الأداء الاقتصادي ينعكس إيجابيًا على جودة الحياة، حيث تؤدي الاستثمارات في البنية التحتية، والإسكان، والنقل إلى تحسين مستوى المعيشة. كما تساهم الإصلاحات في قطاعي الصحة والتعليم في دعم التنمية المستدامة وتعزيز تنافسية الموارد البشرية. وعلى المستوى الإقليمي، يرسّخ التصنيف الائتماني المرتفع للمملكة مكانتها كوجهة استثمارية موثوقة، مما يعزز دورها كمركز اقتصادي رئيس في المنطقة.
المستقبل يحمل العديد من الفرص، والمملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق تحول اقتصادي شامل. استمرارية هذا النجاح تتطلب التركيز على تنويع الاقتصاد، وتعزيز بيئة الابتكار، وزيادة التكامل مع الأسواق العالمية. تحقيق هذه الأهداف سيجعل المملكة نموذجًا رائدًا في التنمية المستدامة، ويعزز مكانتها كواحدٍ من أقوى الاقتصادات في العالم.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :