اليوم الجديد

هل تعيش على مزاجك؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل تعيش على مزاجك؟, اليوم الأحد 16 مارس 2025 03:17 صباحاً

هل تعيش على مزاجك؟

نشر بوساطة عبد العزيز العمران في الرياض يوم 16 - 03 - 2025


يتردد أحياناً في منصات التواصل فكرة مفادها: «لا تعش على اختيارات والديك». وهي فكرة عقيمة ستنشئ لنا جيلًا منحلًا أخلاقيًا متمردًا على الوالدين، وتفتك بفكرة الحوار وتبادل أطراف الحديث، يروج لهذه الفكرة مجموعة من «مشاهير الفلس» كما يحب أن يطلق عليهم البعض.
قبل الدخول في تحليل الفكرة والانغماس في حيثياتها وما يترتب عليها، أفضل دائمًا أن أناقش مرجعية قائلها، وأفضل كذلك الغوص قليلًا في تعليمه ومختلف آرائه، أشترك غالباً مع متبني هذا الرأي بالآراء التي تسمى «الآراء الحديثة» والتي أسميها آراء «الترند» التي تستهدف دائمًا تناقل الناس لها من مؤيد ومعارض، ولكن السؤال الهدف خلف الرأي هذا الترند ومدى التداول؟ أو الحديث عن رأي يمثل صاحبه؟ تساؤلات يجب أن يجيب عنها مصدر الرأي.
عندما نناقش الفكرة الواسعة تلك يجب علينا أن نفصلها بشكل جيد ويتلاءم مع حجمها الذي يتجاوز حجم صاحبها، فالعيش بطريقتك الخاصة وباختياراتك والرمي بآراء من سبقوك بالتجربة والعمر عرض الحائط فيه من الكبر الشيء الكثير. نقطة النقاش الأولى وهي: أختار من أتزوج بطريقتي، وهي فكرة أنانية وبعيدة كُل البعد عن أهداف الزواج وماهيته، عندما يقدم الرجل لطلب الزواج يجب عليه أن يدرك تمام الإدراك بأنه مقبل بشكل مباشر لتأسيس كيان مجتمعي جديد ولهذا الكيان احتياجات ومتطلبات لأن ينشأ بشكل صحيح ضمن إطار صحيح وطبيعي، فكرة الترويج للحب بأنه سيذلل كل الصعوبات ويمهد الطريق المليء بالعثرات هي فكرة اخترعها الكاذبون الباحثون عن تصدر المشهد في وسائل التواصل الاجتماعي ومن يروج لهم هم المراهقون المغترون في عناوين الحب الجميلة والخلابة.
ولكن خلف العناوين تلك قصص حزينة وفاشلة ولنا بالتاريخ أسوة، قيس ولبنى الأنموذج الوحيد في التاريخ الذي تزوج الحبيب من محبوبته، ولكن ما النهاية؟ عدم تأقلم التكوين المجتمع، بمعنى الزوجة لم تتأقلم مع الأبوين وانتهى المطاف ب قيس أن يختار الحب الأول (الوالدين) أو حُب الحياة (لبنى)، وهنا دلاله واضحة على أن الحب ليس مكوناً منفرداً لتكوين أسرة صالحة منسجمة مع المجتمع الضيق (الأسرة) والمجتمع الواسع المدني.
الزواج هو مشروع يجب دراسته من جميع التفاصيل من قبل الطرفين المرأة والرجل إدراك الطرفين بأنهم مقبلين على تكوين مكون من مكونات المستقبل من حيث الأبناء حساس جدًا في ظل النهضة الاقتصادية التي نعيشها، ويجب أن يدركوا جواب ما دور ذريتك في تحقيق المستهدفات الوطنية الحالية والقادمة؟ وما موقعهم في الإعراب؟
النقطة الثانية والأهم: وهي ما العيب أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون؟ العيب الحقيقي أن نبدأ من حيث بدأ الآخرون أو من قبل ذلك، وهنا يجب علينا أن ندرك من هم الآخرون، آباؤنا وأمهاتنا وكل من يكبرنا بالعمر، يجب علينا فهم تجربتهم بشكل دقيق وواضح ومحاولة استلهام نقاط القوة واستشراف المستقبل، لنوسع النظرة قليلًا يقول ويليام غيبسون: «نحن نعيش المستقبل بالفعل، لكن أهم أجزاء منه وقعت منذ زمن بعيد»، ويقول آخرون بلهجة أوضح: إذا أردت أن تستشرف المستقبل اقرأ بالتاريخ، والتاريخ هنا من سبقونا بالعمر.
الخلاصة: اسأل وناقش واستفد من تجربة السابقين ولا تحيدها وتعيش بأخطاء استراتيجية بوسعك تداركها.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار متعلقة :