اليوم الجديد

دليل المعرفة الشامل طريقك للنجاح

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دليل المعرفة الشامل طريقك للنجاح, اليوم السبت 15 مارس 2025 12:01 مساءً

دليل المعرفة الشامل طريقك للنجاح

نشر بوساطة ناصر زيدان التميمي في الوطن يوم 15 - 03 - 2025


المعرفة هي النور الذي يضيء درب الإنسان، ويقوده إلى الفهم الصحيح لذاته وللكون من حوله. وقد جعل الإسلام المعرفة أساسًا لبناء الحضارات ونهضة الأمم، وكان القرآن الكريم هو المنبع الأول للمعرفة الإنسانية، فهو ليس كتابا يقتصر على العبادات، بل هو منظومة معرفية متكاملة، تشمل مختلف جوانب الحياة، وتوجه الإنسان نحو التفكر والتدبر، والسعي وراء الحقائق التي تسهم في تطويره ورقيه.
القرآن الكريم يربط المعرفة بالإيمان، ويجعلها وسيلة للارتقاء الروحي والعقلي، حيث كانت أول آية نزلت منه تأمر بالقراءة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، وهذه دعوة صريحة لاكتساب المعرفة بوصفها المفتاح لفهم أسرار الوجود. ومن خلال آياته، يؤكد القرآن أن العلم هو وسيلة للتمييز بين الحق والباطل، وهو طريق الإنسان إلى معرفة ربه وعظمته، حيث قال تعالى «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ»، وهذه الآية تؤكد بوضوح أن هناك فرقًا بين من يمتلك المعرفة ومن يجهلها.
المعرفة في القرآن ليست محصورة في العلوم الدينية فقط، بل تمتد لتشمل العلوم الكونية والاجتماعية والإنسانية، فهو يحث على التأمل في خلق السماوات والأرض والبحار والنجوم، ويدعو الإنسان إلى دراسة الظواهر الطبيعية، وفهم قوانين الكون. وقد سبق القرآن العلم الحديث في الإشارة إلى العديد من الحقائق العلمية التي اكتشفها العلماء لاحقًا، مثل مراحل تكون الجنين ودورة المياه في الطبيعة واتساع الكون، وغيرها، وهذا دليل على أن المعرفة التي يدعو إليها القرآن تشمل كل ما ينفع الإنسان ويخدم تطوره.
وإلى جانب المعرفة العلمية، يولي القرآن أهمية كبرى للمعرفة الاجتماعية التي تنظم العلاقات بين الأفراد والمجتمعات، فهو يدعو إلى العدل والإحسان والتسامح، ويُنهى عن الظلم والجور. كما يضع أسس التعامل بين البشر، بما يضمن تحقيق الاستقرار والسلم الاجتماعي. وهذه القيم المعرفية تعكس منهجًا متكاملًا يوجّه الإنسان نحو بناء مجتمع قائم على التعاون والاحترام المتبادل.
المعرفة التي يدعو إليها القرآن ليست نظرية فقط، بل هي معرفة عملية تدفع الإنسان إلى العمل والتطبيق، حيث قال تعالى «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ»، ما يوضح أن العلم يجب أن يكون مقرونًا بالعمل والإنتاج، فالمعرفة الحقيقية هي التي تؤدي إلى تغيير إيجابي في حياة الإنسان، وتحقق له التوازن بين حاجاته الروحية والمادية.
القرآن الكريم هو أعظم مصدر للمعرفة وأشملها، فهو يدعو الإنسان إلى التفكر والتأمل، والسعي وراء العلم، ويربط بين المعرفة والهداية، ويؤكد أهمية الجمع بين العلم والإيمان. وباتباع تعاليمه، يمكن للإنسان أن يبني حياة متوازنة تجمع بين الروح والعقل وبين الإيمان والعلم، مما يحقق له السعادة الحقيقية في الدارين.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار متعلقة :