نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في رحاب المسجد النبوي.. روح التطوع وقيم الخير, اليوم الجمعة 14 مارس 2025 04:37 صباحاً
نشر بوساطة نورة الحربي في الرياض يوم 14 - 03 - 2025
تسهم الأعمال الخيرية في بناء المجتمعات والأفراد وترسم صورًا مهمة لتعزيز روح التعاون وقيم الخير والعطاء في نفوس الأجيال، ويعد العمل التطوعي من أسمى الاعمال التي يقوم بها الفرد، كونه يقدم وقتاً وجهداً بدافع الخير والثواب دون انتظار أي مقابل مادي، وبهدف المساهمة في خدمة المجتمع أو تحسين البيئة المحيطة به. ويعتبر العمل التطوعي من أهم الوسائل الفعالة في تعزيز روح التعاون والمشاركة بين أفراد المجتمع، وتتعدد صور العمل التطوعي في شتى المجالات، مثل التعليم، والرعاية الصحية، والمساعدة في المنظمات الإنسانية، والمشاركة في الأنشطة الدينية والثقافية والاجتماعية. ويعد العمل التطوعي باختلاف صوره عامل قوي في تنمية المجتمعات، ويعزز المهارات الشخصية، وروح التعاون بين افراد المجتمع. مكانة راسخة
باعتباره معلماً دينياً مهماً وراسخاً في نفوس المسلمين، يتمتع المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة بمكانة عظيمة في قلب كل مسلم، ويعد من أقدس الأماكن في الإسلام بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة. والروضة الشريفة التي تقع بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
منذ أسسه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في السنة الأولى للهجرة، أصبح المسجد النبوي مكاناً لتوجيه الصحابة وتعليمهم وتبادل المعرفة، وكان يجتمع فيه المسلمون للصلاة والتعلم، كما لا يخفى فضل الصلاة فيه حيث ورد في الحديث الشريف الصلاة في المسجد النبوي تعادل ألف صلاة في غيره من المساجد، إلا المسجد الحرام في مكة. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام" (رواه مسلم). ومر المسجد النبوي الذي يعد من أكبر المساجد في العالم، بعدة توسعات عبر التاريخ مروراً بعهد الخلفاء الراشدين والدولة الاموية فالعباسية والعثمانية وأخيرًا في عهد الدولة السعودية، حيث شهد توسعات هي الأكبر والاضخم في تاريخه، ومن الجدير بالذكر أن المسجد النبوي هو أول مكان في الجزيرة العربية تتم فيه الإضاءة عن طريق استخدام المصابيح الكهربائية في عام 1327ه، وكذلك يعد ثاني مسجد بناه النبي عليه الصلاة والسلام. وشهد المسجد مراحل وتوسعات عديدة على أيدي عدد من الخلفاء الى يومنا هذا، ولا يزال الاهتمام به ورعاية شؤونه ومساعدة ضيوفه هي من أولويات حكامنا.
كوادر عاملة
تبعاً لهذه المكانة العظيمة، فالعمل والتطوع في رحاب المسجد النبوي شرف عظيم يسعى الكثير لنيل الثواب فيه، وفرصة عظيمة للمساهمة في خدمة الحرمين الشريفين وزوارهما. وفي المسجد النبوي تجسد الأعمال الإنسانية والتنظيمية التي تبذلها الكوادر العاملة من مختلف الجهات المعنية بخدمة المصلين وقاصدي المسجد النبوي، أروع معاني العطاء والتآخي، في تقديم الخدمات في مختلف محاور الخدمة على مدار الساعة. ويجول آلاف العاملين من منتسبي القطاعات الأمنية والخدمية والارشادية، ولجان المتابعة الميدانية، إضافة الى ما يزيد على 9000 متطوع ومتطوعة في تقديم الخدمات والمساندة في مختلف ارجاء المسجد النبوي والساحات والمرافق التابعة له، لينعم المصلون بالطمأنينة، وليؤدوا العبادات بيسر وامان، من خلال تأمين كافة أوجه الرعاية الصحية والارشادية، والتوعوية، وتنفيذ خطط توجيه الحشود خلال أوقات الذروة، والحراسات، ودخول وتفويج المصلين، وخدمات السقيا، والخدمات المرتبطة بسفر الإفطار، وتنفيذ برامج تنظيف وتعقيم الساحات والممرات والسجاد، وبرنامج التعطير والتبخير، وتكثيف خدمات المساندة الميدانية الموجهة لكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة وتوفير خدمات النقل، وتأمين العربات الكهربائية والكراسي المتحركة في نقاط الخدمة، لينعم المصلون بكافة سبل الراحة في بيئة امنة وصحية.
أوقات الذروة
وفي رمضان تشهد الساعة الأخيرة من وقت الصيام وحتى انقضاء صلاة التراويح ذروة العمل الميداني للكوادر العاملة في ساحات المسجد النبوي، بدءا باستقبال المصلين، وتهيئة سفر الإفطار للصائمين، وحصر دخول الأغذية المسموح بها إلى المسجد والساحات، وتوزيع الوجبات، وعبوات مياه زمزم على الصائمين في هدة نقاط في الساحات لحظة دخولهم، وتوفير سقيا المياه بأكثر من 18 الف حافظة مياه داخل المسجد، وجدولة إعادة تعبئتها بشكل مستمر حتى اذان الفجر. كما لا تقتصر الخدمات الميدانية على ما تراه العين في المسجد والساحات، فقد جندت مختلف الجهات العاملة كوادر في غرف تدار تقنيا، وترتبط بالفرق العاملة في الميدان، لمتابعة وتنفيذ الخدمات الصحية، والإسعافية، ومباشرة الحالات الطارئة الى جانب خدمات متابعة للحالة الأمنية، وخدمات الصيانة والانارة، والتكييف ومكبرات الصوت، وفتح وغلق المظلات في الساحات، وتشغيل مراوح الرذاذ تبعا لحالة الطقس، إضافة الى المراقبة اللحظية لمواقف السيارات اسفل المسجد، وانتظام دخول وخروج المركبات المرخصة، وتشغيل السلالم الكهربائية لضمان انسيابية انتقال الحشود الى السطح والنزول بشكل ميسر.
المرأة تساهم
وفي وقتنا الحالي تساهم المرأة في خدمة ضيوف المسجد النبوي الشريف والبقاع المقدسة، وعلى الرغم من أن مشاركة المرأة في النشاطات داخل المسجد كانت محدودة تاريخيا وقليلة، ومع ذلك، فإن مشاركتها في هذا الشرف العظيم تعد مهمة وبارزة في العصر الحديث، واصبح لها دور متزايد في مختلف المجالات المرتبطة بالمسجد النبوي، في العمل التطوعي تعمل المرأة كمنظمة ومرشدة، وتوجيه المصلين، خاصة في موسم الحج والعمرة الذي يشهدان وفود كبيرة من المسلمين من جميع بقاع الأرض، كما تشارك المرأة في تقديم دروس ومحاضرات تعليمية، مثل دروس تفسير القران الكريم، وفي مجال الحديث النبوي. مما يساهم في تعزيز الفهم الديني وتوعية الزوار. وفي بعض الأحيان، تتواجد النساء العاملات في الخدمات الصحية او الخدمية في المسجد النبوي لتقديم الدعم للزوار الذين يحتاجون الى مساعدات طبية او دعوية. اجمالا، المرأة تقوم بدور محوري في تقديم الخدمات التنظيمية والتعليمية، كما تلعب دورا هاما في تعزيز بيئة المسجد النبوي بكل الطرق الممكنة.
المرأة تدير الحشود
ومن الجدير بالذكر أن إدارة الحشود تعتبر من أدق وأصعب العلوم الإدارية التي تعتمد على كيفية التعامل في آن واحد مع الأعداد الهائلة بتكاتف وانسجام لتحقيق بيئة آمنة تتسم بأعلى معايير الوقاية والسلامة، وهذا ما تقوم به إدارة الحشود والتفويج النسائية التابعة لشؤون النسائية بالمسجد النبوي في عملها الدقيق الذي يتم بمنأى عن أي اجتهادات في التعامل مع الحشود الكبيرة حيث تعمل وفق خطط استراتيجية ترفع من جاهزيتها في الإدارة والتنظيم بالتكامل مع الجهات المشاركة خلال شهر رمضان المبارك الذي يتوافد فيه أعداد وأفواج كبيرة الى المسجد النبوي باعتباره موسماً للطاعة ويحرص الكثير على تأدية العبادات على أتم وجه. وعلى الرغم من زيادة الحشود عاما تلو الاخر، الا ان المرأة في المسجد النبوي شكلت حضورا لافتا ورسمت مسارا رياديا في تنظيم وإدارة الحشود محققة بذلك إنجازات نوعية تتلاءم مع الجهود المنوطة بها، بدءا من استقبال الزائرات وتوجيههن الى مواقع المصليات وتنظيم الممرات الداخلية والخارجية لضمان انسيابية الحركة بين أروقة المسجد النبوي وصولا الى خدمات التنقل التي اتاحتها لكبيرات السن وذوي الاحتياجات الخاصة لتخفيف عبء تنقلهن بين أروقة القسم النسائي. كما يبرز دورها الريادي والمحوري في إدارة تنظيم الحشود في جنبات الروضة الشريفة بجهود تنظيمية تشمل تجهيز المسارات المؤدية الى الروضة الشريفة بهدف تنظيم دخول الزوار بسلاسة لأداء الزيارة، والتأكد من تصاريح الدخول عند نقطة الفرز المؤدية الى الروضة الشريفة من خلال أجهزة مخصصة لقراءة "الباركود"، كما تتولى تجهيز وترتيب مواقع انتظار الزائرات مع تطبيق إجراءات محددة للحرص على تجنب تدافع الزائرات أثناء دخولهم الى الروضة وفي تنظيم مقنن اثبتت المرأة حنكتها وحسن ادارتها من خلال اعداد خطط التفويج وبناء السيناريوهات المحتملة للكثافات البشرية ومواقعها في شهر رمضان المبارك لا سيما العشر الاواخر منه وذلك بالتركيز على المداخل الرئيسية والتدفق البشري المتجه اليها بالتنسيق مع الجهات المعنية.
مبادرات ومراكز
وفي هذا الاطار تحرص وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي على امن وسلامة وتيسير الشعائر على الوفود والقادمين للمسجد النبوي وعلى مواجهة العقبات والطوارئ المحتملة، حيث اطلقت عدد من المبادرات ومنها، مبادرة "دعم الحشود" بالتزامن مع الشهر الفضيل لخدمة وسلامة قاصدات المسجد النبوي، وذلك بإنشاء مركز مراقبة لإدارة العمليات النسائية للتنسيق المباشر مع إدارات تنظيم الحشود والامن والسلامة والابواب النسائية لتسيير الافواج الغفيرة عبر أجهزة لاسلكية فيما عملت بالوقت ذاته على تدريب فريق العمل على معرفة المخاطر والتنبؤ بها، كما قامت بتزويد الشاشات الاعلانية في الطرق الرئيسية المؤدية للمسجد النبوي بحالة الانشغال في المصليات والساحات التابعة لها. وقد عمدت المرأة في خدمة والتطوع في البقاع المقدسة خلال السنوات الماضية الى اثبات كفاءاتها وجدارتها باعتبارها احد المقومات الرئيسية التي تقوم عليها الإدارة الرصينة مما جعلها تحظى بثقة قاداتها وتمكينهم لها في مختلف المجالات، وهي تمضي قدما نحو تحقيق الأهداف المرجوة بكفاءة ونجاح ملحوظ لتحدث بدورها الاستثنائي تغييرات منقطعة النظير تعكس الصورة المشرفة التي حظيت بها الشؤون النسائية بجميع ادارتها والوحدات التابعة لها مثبتة من خلال ما حققته ولا زالت تحققه من إنجازات متوالية أنها أهل لهذه الثقة الكريمة.
تكثف الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جهودها على مدار السنة، وخاصة في شهر رمضان المبارك لخدمة ضيوف الرحمن في المسجد النبوي، حيث تقوم بتوزيع 227،000 وجبة إفطار يوميا، و18،00 حافظة زمزم، 30،000 كرسي لكبار السن، 180 سلم كهربائي، 25 مصعد ، 300 عربة متحركة، 161 سيارة لغسيل الارضيات، 4 مرات يوميا تبخير المسجد النبوي، 5 مرات يومياً غسيل وتطهير المسجد النبوي. وغيرها من الجهود المبذولة يوميا لغاية التسهيل والتيسير على قاصدي المسجد النبوي الشريف، لينعم الزائر بتجربة ايمانية ميسرة وامنة وسلسة. تؤكد هذه الأرقام ان المملكة العربية السعودية تستمر جهودها في جميع المجالات، وتحرص دائما على تقديم ما هو يتناسب مع امكانياتها وقدراتها العظيمة، لتتألق بهذا العطاء اللامتناهي، وبدعمها للمرأة وإشراكها في جميع المجالات، لتتمكن من خدمة مجتمعها ووطنها وتواصل في مسيرة التنمية والتطور، وتحقق نجاحاتها وأهدافها المرجوة.
المرجوة.
خدمات إسعافية
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :