نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإذاعة السعودية.. ماضٍ عريق وإرثٌ خالد, اليوم الجمعة 14 مارس 2025 02:51 صباحاً
نشر بوساطة عبد العزيز بن سليمان الحسين في الرياض يوم 14 - 03 - 2025
من المؤكد أن الإذاعة السعودية لعبت دورًا محوريًا في تشكيل وعي المجتمع، ونقل الأخبار والثقافة والترفيه، خاصة في الفترات التي كانت فيها الوسائل الإعلامية محدودة. فقد كانت وسيلة رئيسة لنقل المعلومات وتعزيز الهوية الثقافية والاجتماعية، وساهمت في توعية وتثقيف المجتمع السعودي، وربط الشعب بقيادته من خلال إيصال القرارات والتوجيهات الرسمية بوضوح.
بدأت الإذاعة السعودية في عام 1949م عندما أُنشئت أول محطة إذاعية في مدينة جدة، بمبادرة حكومية تهدف إلى توفير مصدر رسمي وموثوق للمعلومات، ونقل الأخبار المحلية، وتقديم المحتوى الديني والثقافي الذي يعكس القيم الإسلامية والعربية، مما عزز الهوية السعودية. في بداياتها، كان البث محدودًا من حيث المدة والتغطية، حيث اقتصر على الأخبار الرسمية، البرامج الدينية، والشعر، وكان يُبث باللغة العربية لتلبية احتياجات المواطنين السعوديين، في وقت لم تكن هناك وسائل إعلام أخرى واسعة الانتشار،
مع تزايد أهمية الإذاعة، أصبح من الضروري توسيع نطاق بثها، ما أدى إلى إنشاء محطات إضافية في الرياض والدمام، الأمر الذي ساهم في زيادة التغطية وتعزيز التأثير الإعلامي. لاحقًا، تم توحيد البث الإذاعي تحت اسم "إذاعة المملكة العربية السعودية"، قبل أن يُعاد فصله ليكون هناك بث مستقل من الرياض وآخر من جدة، بهدف توفير تنوع في المحتوى وتقديم برامج تناسب مختلف الفئات المجتمعية، لم يقتصر التطور على البنية التحتية فحسب، بل شمل أيضًا المحتوى، حيث توسعت مجالات البث لتشمل الثقافة، التعليم، الترفيه، والمسابقات، مما جعلها أكثر جاذبية للمستمعين. كما لعبت الإذاعة دورًا بارزًا في نقل الأحداث الرياضية، إذ تميز المعلقون بأسلوبهم الحماسي الذي جعل المستمعين يشعرون وكأنهم داخل الملاعب.
في ظل قلة الوسائل الإعلامية في ذلك الوقت، كانت الإذاعة المصدر الرئيسي للأخبار والمعلومات، ولعبت دورًا أساسيًا في تعزيز الهوية الوطنية والتواصل بين القيادة والشعب. كما ساهمت في نشر القيم الإسلامية والعربية من خلال برامجها الدينية والثقافية، وكانت وسيلة فعالة في توعية المجتمع بالقضايا الاجتماعية والتعليمية.
كانت الإذاعة السعودية موجودة في كل مكان، من المنازل إلى المحلات التجارية والمقاهي، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من تفاصيل الحياة اليومية. بدأ يومها بتلاوة القرآن الكريم بأصوات مشاهير القراء، ثم تتوالى البرامج التي تركت أثرًا عميقًا في ذاكرة المستمعين.
مع مرور الزمن، قدمت الإذاعة السعودية مجموعة من البرامج التي أصبحت أيقونات في الإعلام السعودي، ومنها:
* "البيت السعيد": تناول القضايا الأسرية والاجتماعية بأسلوب تثقيفي وتوجيهي.
* "تحية وسلام": برنامج تفاعلي شهير قدّمه الإعلامي بدر كريم.
* "طريق النور": برنامج تثقيفي من إعداد الإعلامي محمد أحمد الجعار.
* "أم حديجان": المسلسل الإذاعي الشهير بطولة عبدالعزيز الهزاع، والذي كان من أبرز الأعمال الكوميدية الإذاعية.
شهدت الإذاعة السعودية حضورًا قويًا لعدد من الإعلاميين البارزين الذين ساهموا في تطوير المحتوى الإذاعي، ومنهم:
* الإعلاميون: غالب كامل، ماجد الشبل، حسين النجار، بدر كريم، سامي عودة، عبدالكريم الخطيب، رشاد المحتسب، ناصر الدعجاني، عبدالله الزامل (شاعر، إعلامي، مؤرخ)، أمين رويحي.
* الإعلاميات: دنيا بكر يونس، سلوى شاكر، مريم الغامدي، نوال بخش، سناء بكر يونس، نجدية الحجيلان، فاتنة شاكر، أسماء زعزوع، ولا شك أنني لم أستطع حصر جميع رواد العمل الإذاعي منذ تأسيس الإذاعة، ولكن اجتهدت بما أستطيع وأعتذر ممن لم أتذكرهم. ولعل يتم العمل على كتاب يدون تاريخ إذاعتنا الرائدة، يوثق مسيرتها ويكرم جميع من ساهم في بنائها وتطويرها، وعلى مر السنين مرت الإذاعة السعودية منذ نشأتها الأولى حتى يومنا الحاضر بمراحل ومحطات مختلفة من التطوير وتم إطلاق محطات اذاعية جديدة ومتنوعة حتى بلغ عدد محطاتها الإذاعية اليوم (9) محطات إذاعية رسمية تحت مظلة هيئة الاذاعة والتلفزيون وهي :
(إذاعة الرياض، وإذاعة جدة، وإذاعة القرآن الكريم، وإذاعة نداء الإسلام، وراديو السعودية، والإذاعات الدولية، وإذاعة هنا العزم، واذاعة الاخبارية، وإذاعة خزامى).
ورغم تطور الوسائل الإعلامية وظهور المنصات الرقمية، لا تزال الإذاعة السعودية تحتفظ بمكانتها كإرث إعلامي خالد، حيث تمكنت من مواكبة العصر عبر البث الرقمي وتطبيقات الهواتف الذكية، مما جعلها قادرة على الاستمرار في أداء رسالتها الإعلامية والتواصل مع الأجيال الجديدة.وكنت في حوار مع الصديق أ. سعود القحطاني مدير اذاعة هُنا العزم عن تاريخ إذاعتنا الرائدة وأثراني ببعض المعلومات القيّمة مشكورًا.
فبإذن الله، ستظل الإذاعة السعودية نافذةً على الماضي وإرثًا إعلاميًا خالدًا، حيث حفظت في ذاكرتها أصواتًا صنعت التاريخ، وتركت أثرًا لا يُنسى في وجدان المجتمع السعودي. فهي ليست مجرد وسيلة إعلامية، بل جزء من الهوية الثقافية للمملكة، وستواصل رسالتها في نشر الثقافة والمعلومات وتعزيز الروابط الاجتماعية، لتبقى صوتًا لا يغيب عبر الأجيال.
شكلت الإذاعة ذاكرة الأجيال
عبدالعزيز بن سليمان الحسين
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :