بين التراث والابتكار.. كيف يعيد "شيدي الحجر" تعريف الضيافة الفاخرة في العلا؟

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين التراث والابتكار.. كيف يعيد "شيدي الحجر" تعريف الضيافة الفاخرة في العلا؟, اليوم الأربعاء 5 مارس 2025 11:41 صباحاً

بين التراث والابتكار.. كيف يعيد "شيدي الحجر" تعريف الضيافة الفاخرة في العلا؟

نشر في الرياض يوم 05 - 03 - 2025

2121751
في قلب العلا، حيث تروي الصخور الشامخة تاريخ الحضارات القديمة، وحيث يلتقي التراث العريق بالرؤية المستقبلية الطموحة، يتجلى فندق شيدي الحجر كتحفة معمارية تعيد تعريف تجربة الضيافة الفاخرة داخل موقع تاريخي استثنائي، باعتباره الفندق الوحيد داخل موقع الحجر المُدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، يشكل الفندق نموذجًا متفردًا يمزج بين الأصالة والحداثة، حيث تلتقي الفخامة الراقية مع روح المكان العريقة.
في هذا الحوار الحصري، نناقش مع السيد محمود سكر، المدير العام لفندق شيدي الحجر، الرؤية التي قادت هذا المشروع الرائد، والتحديات التي صاحبت عملية تحويل محطة قطار الحجر التاريخية إلى وجهة ضيافة عالمية، مع الحفاظ على أصالتها المعمارية وهويتها الثقافية، كما نتطرق إلى دور الفندق في تعزيز السياحة الفاخرة في العلا، وتبني ممارسات الاستدامة، والتعاون الوثيق مع المجتمع المحلي لإبراز الحرف والتقاليد التراثية.
يشاركنا السيد محمود سكر رؤى فريدة حول فلسفة التصميم، التجارب الاستثنائية التي يقدمها الفندق لضيوفه، وطموحاته في أن يكون "شيدي الحجر" أكثر من مجرد فندق، بل بوابة إلى تاريخ العلا وتجربة غامرة تجمع بين التراث والابتكار.
الهوية التاريخية
كيف تم دمج التصاميم الحديثة مع الجماليات التراثية للحفاظ على هوية محطة قطار الحجر؟
-في فندق "شيدي الحجر"، نجحنا في دمج العناصر التصميمية الحديثة مع الجماليات التراثية لمحطة قطار الحجر، حيث يكرّم كل جانب من جوانب الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي التاريخ العريق للموقع، مع تقديم تجربة فاخرة راقية، يستند السرد التصميمي إلى جوهر المكان، حيث ينعكس موضوع الرحلة بالقطار بشكل دقيق في جميع أنحاء الفندق، تعكس عناصر مثل المظلة الظلية (Lamellae)، والأثاث الإيطالي المصمم خصيصًا، والقاطرة المرممة رقم 964 في "Prima Classe" تكريمًا للماضي، في حين أن استخدام الألوان الترابية والمواد الطبيعية والمساحات الداخلية والخارجية المتدفقة يخلق أجواءً معاصرة ولكنها خالدة، وتم تنسيق كل تفصيل بعناية للحفاظ على هوية الحجر، مع تقديم تجربة غامرة ومترفة للضيوف.
ترميم الآثار
هل واجهتم تحديات أثناء ترميم المحطة وتحويلها إلى فندق دون المساس بأصالتها التاريخية؟
-كان تحويل المحطة التاريخية إلى فندق فاخر مصحوبًا بتحديات فريدة. لقد كان تحقيق التوازن المثالي بين الحفظ والتحديث هو المبدأ التوجيهي في عملية تحويل محطة قطار الحجر إلى "شيدي الحجر"، وقد تطلب ذلك تخطيطًا دقيقًا، واحترامًا عميقًا للنسيج التاريخي للموقع، وتعاونًا وثيقًا مع اليونسكو والجهات المختصة بالتراث، وكان أحد المبادئ الأساسية في نهجنا هو مبدأ "القابلية للعكس" أي ضمان أن تكون جميع التعديلات المعمارية قابلة للإزالة دون الإضرار بالهيكل الأصلي، كما صُممت الجدران الداخلية بتجاويف مخفية لاستيعاب الخدمات الحديثة دون المساس بالتصميم التاريخي، كما تمت دراسة جميع الفتحات، مثل الأبواب والنوافذ، بالتشاور مع اليونسكو، مما يعكس التزامنا الراسخ بالحفاظ على أصالة الموقع. والنتيجة هي تحفة معمارية تظل وفية لإرث الحجر، مع توفير ضيافة عالمية المستوى.
التصميم والبيئة الآثارية
هل تم استشارة خبراء التراث والآثار لضمان الحفاظ على القيم التاريخية للموقع؟
-كان الحفاظ على الأهمية التاريخية والأثرية للحجر في صميم نهجنا، خلال عملية التصميم والترميم، عملنا بشكل وثيق مع اليونسكو والجهات المختصة وخبراء التراث لضمان توافق كل قرار مع أعلى معايير الحفظ. امتد هذا التعاون إلى الجوانب الأساسية مثل اختيار المواد، والتعديلات الهيكلية، ودمج المناظر الطبيعية، لضمان أن عملية تحويل المحطة إلى فندق لم تمس سلامتها التاريخية، من خلال ترسيخ مبدأ الحفاظ على التراث في جوهر فلسفتنا التصميمية، أنشأنا وجهة تحتفي بالماضي مع وضع معيار جديد للفخامة الغامرة ثقافيًا.
دمج الأنماط المعمارية بالبيئة
كيف يؤثر الموقع الفريد للفندق في قلب العلا على تصميمه وهويته التشغيلية؟
-إن الموقع الاستثنائي لفندق "شيدي الحجر" داخل موقع تراثي عالمي لليونسكو له تأثير عميق على تصميمه ونهجه التشغيلي، فهو ليس مجرد فندق، بل بوابة إلى التاريخ، حيث يتم تنسيق كل عنصر معماري وتجريبي بعناية لتعزيز ارتباط الضيوف بالمشهد الثقافي والطبيعي الفريد للعلا، يعتمد التصميم على استخدام المواد المحلية، ودمج أنماط الصحراء الطبيعية في تنسيق المساحات الخارجية، وابتكار أماكن مفتوحة توفر إطلالات خلابة على التكوينات الصخرية المميزة للحجر، وتتشكل هوية الفندق التشغيلية من خلال هذا الموقع، إذ تم تصميم جميع التجارب المقدمة من البرامج الثقافية إلى العلاجات الصحية لتعكس روح المكان، ف"شيدي الحجر" ليس مجرد مكان للإقامة، بل هو رحلة عبر الزمن، تمنح الضيوف ارتباطًا أصيلًا وتحوليًا بتاريخ العلا الحي.
روح المغامرة
كيف تسعون لجعل الإقامة في "شيدي الحجر" تجربة فريدة تعكس روح العلا؟
-في "شيدي الحجر"، نقدم أكثر من مجرد إقامة فاخرة – نحن نصمم تجربة غامرة تكرّم روح العلا، باعتباره الفندق الوحيد داخل موقع الحجر المُدرج في قائمة اليونسكو، فإن كل لحظة هنا مليئة بالتاريخ والثقافة والإحساس العميق بالمكان. منذ لحظة وصول الضيوف، يغمرهم جوٌ يجمع بين التراث العريق والأناقة العصرية. سواء من خلال التجارب الثقافية المصممة خصيصًا، أو العروض الصحية الراقية، أو وجهات الطعام التي تحتفي بالنكهات المحلية بأسلوب راقٍ، فإننا نضمن أن يغادر الضيوف ليس فقط بذكريات رائعة، بل بشعور أعمق بالارتباط بقصة العلا.
الاستدامة والمشاركة المجتمعية
كيف يطبق الفندق ممارسات الاستدامة البيئية، خاصة بالنظر إلى الأهمية التاريخية للموقع؟
-يعد العمل ضمن موقع تراثي عالمي لليونسكو مسؤولية كبيرة، ولذلك فإن الاستدامة هي جوهر عملياتنا التشغيلية، لقد قمنا بدمج أحدث التقنيات لتقليل بصمتنا البيئية دون المساس بالفخامة، فنظام الإضاءة لدينا يعمل بالخلايا الضوئية لضبط السطوع بناءً على الضوء الطبيعي، كما أن محطة معالجة مياه الصرف الصحي (STP) تعيد تدوير المياه لاستخدامها في الري، مما يحافظ على المناظر الطبيعية الخضراء دون إهدار، وأيضًا يعمل نظام إدارة غرف النزلاء الذكي (GRMS) على تحسين كفاءة التكييف والإضاءة، بينما يضمن نظام إدارة المباني (BMS) عمليات تشغيلية مستدامة، كما أن الفندق خالٍ تمامًا من البلاستيك، حيث يتم توفير مستلزمات صديقة للبيئة، وعبوات خزفية قابلة لإعادة التعبئة، وممارسات تنظيف مستدامة، بالإضافة إلى ذلك، نحن في طور الحصول على شهادة "Green Globe"، مما يجعلنا نموذجًا للضيافة المسؤولة في الوجهات التراثية.
إشراك المجتمع المحلي
هل هناك تعاون مع المجتمع المحلي فيما يتعلق بالتوظيف أو عرض الحرف المحلية أو الترويج الثقافي؟
-بكل تأكيد، فجوهر العلا يكمن في أهلها، ونحن نفتخر بإشراك المجتمع المحلي والمواهب السعودية في رحلتنا، يتماشى "شيدي الحجر" مع مشروع التوطين في المملكة، حيث نوفر فرصًا متميزة للسعوديين في قطاع الضيافة الفاخرة، لا سيما من العلا، مع تقديم تدريب عالمي المستوى لصقل مهاراتهم. كما يحتفي الفندق بالحرف المحلية من خلال شراكته مع "مدرسة الديرة"، حيث يتم عرض إبداعات الحرفيين المحليين في جميع أرجائه. كل غرفة تضم قطعًا فخارية مصنوعة يدويًا تعكس تراث المنطقة. علاوة على ذلك، نتعاون مع منتجي العلا في العلاجات الصحية، والمكونات الطهوية، والعطور الحصرية، مما يجعل تجربة الضيوف متجذرة بعمق في هوية المكان.
التطلعات المستقبلية
ما الرسالة التي ترغب في توجيهها للراغبين في زيارة الفندق؟
-إن زيارة "شيدي الحجر" ليست مجرد تجربة إقامة فاخرة، بل هي رحلة عبر الزمن، وتكريمٌ للماضي، ونظرة إلى مستقبل الضيافة، سواء كنت مستكشفًا يبحث عن عمق ثقافي، أو ذواقة للطعام الراقي، أو مسافرًا ينشد الهدوء والاسترخاء، فإن أبوابنا مفتوحة لتقديم تجربة لا مثيل لها، ندعو الضيوف ليكونوا جزءًا من قصة العلا، والانغماس في أرقى معايير الضيافة وسط خلفية تاريخية آسرة. إن سحر الحجر في انتظاركم، رحلتكم الاستثنائية تبدأ من هنا.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار ذات صلة

0 تعليق