نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف تعرف أنك في علاقة سامة؟, اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025 02:58 مساءً
نشر بوساطة NevenAbbass@ في البلاد يوم 27 - 08 - 2025
العلاقة السامة لا تكشف وجهها الحقيقي منذ البداية. إنها تبدأ بإشارات صغيرة كنبرة سخرية من أحلامك، تعليق يقلل من إنجازك، تساؤلات تحمل في ظاهرها حبًّا وفي باطنها مراقبة، شيئًا فشيئًا، تجد نفسك تعتذر كثيرًا؛ عن تأخيرك في الرد، عن رغبتك في الخروج، عن انشغالك بنفسك ولو للحظة، ومع التكرار تتحول حياتك إلى سلسلة من التبريرات، وكأنك مدين دائمًا بتفسير وجودك، الخطر الأكبر ليس في الممارسات نفسها، بل في أثرها الخفي، فالضحية يبدأ في فقدان ثقته في نفسه؛ حيث يقتنع أن المشكلة فيه وأنه لا يستحق أكثر، يختفي صوته الداخلي، تتلاشى قناعاته، ويصبح هدفه الوحيد هو تهدئة الطرف الآخر حتى لو على حساب نفسه، وهنا تتحول العلاقة من مساحة أمان إلى سجن نفسي، جدرانه مبنية من الخوف والشعور بالذنب، العلامات التي تكشف السُمية ليست دائمًا صاخبة، فقد تكون في شخص يجعلك تشعر بالذنب كلما طلبت مساحتك الخاصة، أو في شريك يضعك دائمًا موضع المتهم، بينما هو في موقع القاضي، الشخص السام بارع في التلاعب، يبدأ بالاهتمام المفرط الذي يخنقك، ثم يتدرج إلى العزلة، حيث يبعدك عن أصدقائك، يزرع الشك فيمن حولك، حتى تجد نفسك معزولًا بالكامل ومرهونًا بمزاجه؛ التعافي من علاقة سامة كهذه ليس سهلًا، لكنه ممكن، يبدأ أولًا بالاعتراف بأن المشكلة ليست فيك وحدك، وأنك لست مضطرًا للبقاء فقط لأنك تعلقت أو تخشي الوحدة، فالمسافة الجسدية والنفسية ضرورية، لذلك أوقف محاولات التبرير لنفسك، وامنحها وقتًا لإعادة اكتشاف صوتك الداخلي، كذلك الكتابة والعلاج النفسي، أو حتى الحديث مع صديق مقرب قد يكون طوق نجاة وأول خطوة للتعافي، الأهم من ذلك أن تعيد تعريف حدودك، ما الذي تقبله، وما الذي لم يعد مسموحًا بتجاوزه، ففي النهاية العلاقات خلقت لتضيف لقيمتنا لا لتسلبها، إذا وجدت نفسك في علاقة تستنزفك أكثر مما تمنحك فاعلم أن الشجاعة الحقيقية ليست في البقاء رغم الألم، بل في الخروج لحماية ذاتك.
0 تعليق