التراث السعودي في المراسم الملكية: هوية ثقافية راسخة وقوة ناعمة عالمية

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التراث السعودي في المراسم الملكية: هوية ثقافية راسخة وقوة ناعمة عالمية, اليوم السبت 17 مايو 2025 09:41 مساءً

التراث السعودي في المراسم الملكية: هوية ثقافية راسخة وقوة ناعمة عالمية

نشر بوساطة فاطمة بنت محمد آل فطيح في الوطن يوم 17 - 05 - 2025

1165260
يُعد التراث الثقافي غير المادي جزءًا أصيلًا من هوية المملكة العربية السعودية، حيث يتجسد في المراسم الملكية التي تعكس عراقة التقاليد وتنوع الممارسات الثقافية والاجتماعية التي تميز المملكة، ومن خلال رؤية المملكة 2030، تم تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي وتوظيفه كقوة ناعمة تُعزز الهوية الوطنية وتقوي الصلات الثقافية بين المجتمع السعودي والعالم الخارجي وفي هذا الإطار، تأتي المراسم الملكية السعودية كلوحة فنية حية، تتناغم فيها أصالة الماضي مع طموحات المستقبل، لتقدم للعالم مشهدًا ينبض بالفخر والاعتزاز بالهوية.
وفي هذا السياق، جسدت مراسم استقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – للرئيس الأمريكي دونالد ترمب حدثًا ثقافيًا استثنائيًا في الرياض، وجاءت كرسالة دبلوماسية تحمل في طياتها الأصالة والكرم، حيث تَجلّت ملامح التراث السعودي في أبهى صورة، لتقدم للعالم لوحة ثقافية بديعة تُجسد اعتزاز المملكة بثقافتها وجذورها الراسخة، بدأت تلك المراسم «بالحفاوة» المتجذرة في كل فرد سعودي والتي تُعد أسلوب حياة ليس مجاملة؛ بل هي رسالة عميقة تتجاوز حدود الكلمات، تمتد في نظرات العيون، وفي ملامح الوجه، وفي التفاصيل التي تُصمم بعناية لتروي قصة وطنٍ يقدّر ضيوفه ويحتفي بهم بروح عربية أصيلة، إنها لغة غير منطوقة، تتحدث بها التصرفات، ويرويها التراث.
وفي لحظة تعبيرية تحمل بين ثناياها أسمى معاني الكرم العربي الأصيل، قُدمت القهوة السعودية بأسلوبها التقليدي، حيث توسطت دلال النحاس الفاخرة المكان، تُصب بفناجين صغيرة مزخرفة بأشكال تراثية، نكهة القهوة المختلطة بالهيل والزعفران تعبر عن أصالة البادية وعبقها الذي يتجاوز حدود الزمن، فيما ترافق تقديمها طبق من تمر العجوة الفاخر، في مشهد يعكس روح الضيافة العربية المتجذرة في وجدان الشعب السعودي.
وفي مشهد حمل بين ثناياه قوة التاريخ وعبق الفروسية، أبهرت الخيل السعودية الأصيلة الحضور باستعراضٍ يفيض بالأصالة والعزة، تلك السلالات التي ارتبطت منذ الأزل بملاحم البطولة والشموخ، بدت وهي تتهادى بخطوات ثابتة لتصنع مشهدًا يأخذ الألباب، متزينة بالسروج والأوشحة المطرزة بخيوط ذهبية وألوان تراثية، وكأنها تروي للعالم حكاية الفارس العربي الأصيل، فيما الفرسان يقدمون استعراضات تحاكي مهارات الأجداد تمايلت الخيول بخطوات واثقة تحت إيقاعات الأهازيج التراثية التي ملأت الأجواء بحكايات الفخر والمجد، ليُعيد المشهد للذاكرة صورًا خالدة من بطولات الفرسان وشجاعتهم التي توارثها السعوديون جيلاً بعد جيل.
امتدت مساحات الاستقبال على سجاد بنفسجي فاخر، مستلهم من ألوان زهور الخزامى البرية التي تنمو في الصحارى السعودية، كان السجاد البنفسجي بمثابة رسالة بصرية تنقل للعالم سحر الصحراء وهدوء الطبيعة، وهو لون ارتبط حديثًا بالهوية البصرية للمملكة، وقد جاء اختيار فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لربطة عنق بنفسجية أثناء زيارته؛ كتعبير عن احترامه لهذا التراث ورمزيته، في موقف يعكس عمق التأثير الثقافي الذي تحمله المراسم الملكية السعودية في جذب أنظار العالم وإيصال رسائلها الثقافية.
وعند مدخل موقع استقبال الضيوف، كانت الأنظار تتجه نحو حًراس الشرف الذين اصطفوا بانتظام مهيب، مرتدين الشماغ الأحمر المنسدل على أكتافهم، يعكس شموخ الصحراء وهيبتها، متناسقًا مع الزي العسكري المطرز بخيوط ذهبية تُعبر عن الفخامة والقوة، كما أن مشهد وقوف الإخوياء بزيهم التقليدي الذي يجسد مزيجًا من العراقة والفخر وصفوفهم المنتظمة وأزياؤهم التي تروي قصة الانتماء للتراث السعودي العريق.
فيما كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – يظهر بلباسه الفاخر مرتديًا البشت الأسود، ذلك البشت الذي يُرتدى أيام الثلاثاء وفقًا للبروتوكول الملكي، حضور سمو الأمير بهذا الزي الملكي جاء ليُجسد ارتباط القيادة السعودية بتقاليدها العريقة، مؤكداً على الالتزام بالموروث والاعتزاز به كجزء من الهوية الوطنية التي يتوارثها الأجيال.
وفي مشهد يمزج بين عبق الماضي وإيقاعات الفلكلور، علت أنغام السامري النجدي، الفن الشعبي الذي ينبض بإيقاعات الطبول والدفوف، السامري يعبر عن الفخر والشموخ وتُحكي كلماته قصصًا من التراث البدوي وتصنع إيقاعاته صورة سمعية تعيد للأذهان أمجاد الأجداد وتؤكد على عمق الترابط بين الماضي والحاضر.
بهذا الحدث الثقافي، نجحت المملكة العربية السعودية في تحويل مراسم استقبال الرئيس ترامب إلى عرض ثقافي متكامل، حمل في طياته رسائل حضارية ودبلوماسية بأسلوب مُبدع وراقٍ، فمن القهوة السعودية التي عكست روح الكرم والضيافة، إلى السجاد البنفسجي الذي جسّد جمال الصحراء وهدوءها، ومن استعراضات الخيل التي روت قصص الشجاعة والبطولة، إلى إيقاعات السامري التي بثّت في المكان روح الفخر والانتماء.
جاءت هذه المراسم لتُجسد رؤية المملكة 2030، التي وضعت التراث والثقافة في قلب المشهد الدبلوماسي، لتُعرّف العالم بعمق الهوية السعودية وتراثها الزاخر بالقيم والمبادئ، وفي مشهد يُحاكي الفخر والعزة، أكدت المملكة على أن التراث ليس مجرد ذكريات ماضية، بل هو حاضرٌ نابضٌ ومصدر قوة ناعمة تُعزز مكانتها على الساحة الدولية.
وفي سياق الحديث عن الاعتزاز بالتراث ودوره في تعزيز الهوية الوطنية، يأتي تصريح سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله –:
«إننا نفخر بإرثنا الثقافي والتاريخي السعودي والعربي والإسلامي، وندرك أهمية المحافظة عليه لتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ القيم العربية والإسلامية الأصيلة، إن أرضنا عرفت على مر التاريخ بحضاراتها العريقة وطرقها التجارية التي ربطت حضارات العالم بعضها ببعض، مما أكسبها تنوعًا وعمقًا ثقافيًا فريدًا»
هذه الكلمات من سموه ترسم خارطة طريق تعانق فيها المملكة مجد الماضي وتطلعات المستقبل، فهي ليست مجرد دعوة للاعتزاز بالإرث الثقافي والتاريخي، بل هي تأكيد على أن السعودية بحضاراتها المتجذرة وطرقها التي ربطت شعوب العالم منذ آلاف السنين، ستبقى منارةً للثقافة والتاريخ وعنوانًا للأصالة والعراقة، إنها رسالة ملهمة تعيد تعريف الهوية الوطنية كقوة حضارية تمتد جذورها في أعماق التاريخ، وتستمر في بناء جسور التواصل والتأثير، لترسم للمملكة ملامح المستقبل المشرق بملامح الماضي التليد.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق