نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تصريح الحج حماية وتنظيم, اليوم الخميس 15 مايو 2025 03:26 صباحاً
نشر بوساطة ماجد بن عايد العنزي في الرياض يوم 15 - 05 - 2025
منذ أن فرض الله الحج على عباده، أصبح هذا الركن العظيم مقصدًا للملايين من المسلمين في كل عام، ومع قدوم موسم الحج يتكرر المشهد الروحاني قلوب تهفو إلى مكة، وأرواح تتمنى الوقوف بعرفات، وألسنة تلهج ب»لبيك اللهم لبيك»، لكن مع هذا الشوق العظيم، يقف النظام ليقول: لا حج بلا تصريح، قد يبدو الأمر للبعض تعقيدًا، أو عائقًا، أو حتى حرمانًا من نعمة عظيمة، لكنه في الحقيقة ليس كذلك أبدًا، هو نظام قائم على الرحمة والتنظيم والحرص على أرواح الحجيج، فقد جُعل التصريح وسيلة لتنظيم الحشود وضمان عدم تجاوز الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة، وليس من فراغ أتى هذا القرار، بل من تجارب مؤلمة سابقة، حينما ضاقت الطرق، وازدحمت المخيمات، وتدافعت الأقدام، وسقط الأبرياء في مشاهد هزت القلوب، وسُجلت أرواح بريئة رحلت بسبب مخالفة لا يراها البعض ذات أثر، من هنا يُدرك كل عاقل أن الأمر ليس شكليًا، بل شرعي وواقعي، ففي ديننا الحنيف جعل دم المسلم أعظم عند الله من زوال الدنيا، كما جاء في الحديث الشريف، وحيث أن المساعدة في دخول من لا يحمل تصريحًا، أو إيوائه، أو نقله، قد تكون سببًا مباشرًا في كارثة لا تُغتفر، وربما تؤدي إلى وفاة نفس بريئة، يقول الحق تبارك وتعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، لذلك حينما تُعلن وزارة الداخلية عن غرامات تصل إلى 100,000 ريال لمن يُسكن أو يُخفي أو يتستر على من لا يحملون تصاريح الحج، فهي لا تفعل ذلك من باب التضييق، بل من باب الحماية، ومن أجل الحفاظ على نظام لا يُحتمل فيه الخطأ، وهي ليست غرامة فقط، بل رسالة لكل من يستهين بأنظمة الحرم. إن مكة لها حرمتها، والحج له قداسته، ومن يسهل المخالفات فهو مشارك فيها وإن ظن نفسه محسِنًا، إن العاقل إذا فكر بعقله وقلبه، علم أن هذه الأنظمة لم توضع إلا رحمة بالناس، وتنظيمًا لمشهد الحج العالمي، فلا يصح أن يتحول يوم عرفات إلى يوم مأساة، ولا أن تُزاحم الأرواح بعضها البعض حتى تفقد الحياة، فالحج لمن استطاع إليه سبيلا، والاستطاعة ليست مادية فقط، بل تشمل القانونية والتنظيمية، ومن لم يحصل على تصريح، فليحتسب عند الله، فإن النية الصادقة تُبلغ الأجر، ورب دعاء من بعيد يُرفع إلى السماء ويُستجاب له وهو في بيته، أفضل من حجٍ لم يراعِ النظام أو سبب أذى للناس وإزهاق لأرواح الحجيج، لنجعل من هذا الموسم مثالًا في الالتزام، والرحمة، والوعي، ولنتعاون على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان، فإن أردت الخير فلا تعين على مخالفة وإن أحببت الحج، فلا تجعله سببًا في إزهاق روح.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق