نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
26 مليارا حجم الاستثمارات الحكومية في قطاع التصنيع الذكي, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 06:37 مساءً
نشر في الوطن يوم 14 - 05 - 2025
في ظل التحوّلات العميقة التي يشهدها القطاع الصناعي العالمي، برز "أسبوع الرياض الدولي للصناعة 2025" بوصفه محطة استراتيجية تستعرض فيها المملكة العربية السعودية ملامح نهضتها الصناعية المتسارعة، حيث رسّخ الحدث مكانة الرياض كمركز محوري للتصنيع المتقدّم، والابتكار التقني، والاستثمار في اقتصاد المستقبل.
وشكّلت الفعالية منصة كبرى استعرض خلالها أكثر من 500 عارض من 20 دولة، أحدث الحلول الصناعية في مجالات التصنيع الذكي، والذكاء الاصطناعي، وسلاسل الإمداد، وتقنيات الأتمتة، بما يعكس التوجه السعودي نحو بناء قطاع صناعي تنافسي، يواكب مستهدفات الاستدامة والتنويع الاقتصادي.
وفي هذا السياق، أوضح بندر الخليفة، استشاري نظم التحكم والأتمتة، أن المملكة تشهد نموًا ملحوظًا في نشاطها الصناعي، مدعومًا بزيادة الإنتاج بنسبة 1.3% في يناير 2025، وبارتفاع واردات المعدات والآلات.
كما أشار إلى أن عدد الوحدات الصناعية بلغ 11,549 وحدة، فيما تم إصدار 1,379 رخصة صناعية جديدة، تصدّرتها قطاعات المنتجات الغذائية، والمعدنية، وغير المعدنية، والمطاط، والبلاستيك.
وأشار الخليفة إلى أن المعارض الأربعة المقامة ضمن الأسبوع، تُعد من أبرز التجمعات الصناعية المتخصصة، إذ جمعت تحت سقف واحد صنّاع القرار، والمستثمرين، والخبراء، لعرض أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وفتح آفاق جديدة للشركات الصغيرة والمتوسطة في مجال الأتمتة الذكية.
وأضاف أن حجم الاستثمارات الحكومية في قطاع التصنيع الذكي بلغ نحو 26 مليار دولار، ما أسهم في تقدم المملكة إلى المرتبة 16 عالميًا على مؤشر التصنيع التابع للأمم المتحدة، مؤكدًا أن المعرض يشكّل منصة استراتيجية لبناء القدرات الوطنية وتمكين الابتكار التقني.
حلول نوعية للاستدامة والكفاءة
وفي "معرض البلاستيك والبتروكيماويات"، تم الكشف عن تقنيات متقدّمة تعتمد على مواد كيميائية متخصصة منخفضة الاستهلاك للطاقة، شملت تطوير نوعيات محسّنة من البولي بروبلين، تُستخدم في صناعات الطيران والسيارات والمجالات الطبية، وتمتاز بخفة الوزن، وإمكانية إعادة التدوير، وتحملها للحرارة العالية. كما تم عرض نموذج تقني لتحويل غازات الانبعاث الصناعي إلى مواد بلاستيكية أولية، ضمن مبادرات الاقتصاد الدائري.
ذكاء الطباعة والتغليف
وفي قطاع الطباعة والتغليف، برزت الابتكارات المرتبطة بالتغليف الذكي والمواد المستدامة، حيث تم استعراض تقنيات طباعة متقدمة تعتمد على الحبر الرقمي المتغير، والذي يُمكّن الشركات من تخصيص التغليف بالزمن الحقيقي، بناءً على سلوك المستهلك أو سلسلة التوريد، كما تم استعراض مواد تعبئة جديدة مصنوعة من بوليمرات عضوية، قابلة للتحلل بنسبة 100%، تستهدف القطاعات الغذائية والطبية، وتمتاز بخصائص تحفظ المواد لمدة أطول، دون الحاجة لإضافات صناعية، كذلك تضمن المعرض استعراض تقنيات التغليف التفاعلي القائمة على تقنية QR nano tags، والتي تتيح للمستهلكين تتبع معلومات المنتج كاملة من المصدر حتى وصوله للمتجر، مما يعزز شفافية سلاسل الإمداد ويخدم متطلبات الأمن الغذائي والدوائي.
روبوتات تعاونية وحلول استشرافية
كذلك تضمن المعرض، مجموعة من الابتكارات، التي تعكس عمق التحول الرقمي في القطاع الصناعي، والتي برز من بينها أنظمة روبوتية تعاونية (cobots) قادرة على العمل جنبًا إلى جنب مع البشر، في بيئات إنتاج مرنة، حيث تقوم بمهمات دقيقة تشمل اللحام، الفحص البصري، والتجميع، دون الحاجة إلى فواصل أمان تقليدية، بالإضافة إلى استعراض منصات صناعية قائمة على الذكاء الاصطناعي، متخصصة في توقّع الأعطال قبل حدوثها، تعتمد على تحليل بيانات المستشعرات في المعدات الصناعية، وهو ما يُعرف بصيانة التنبؤ الذكي، كما شملت أبرز الابتكارات في مجال التصنيع الذكي "مصنع رقمي مصغّر"، يمثل منصة تعليمية ونموذجية، تحاكي العمليات الصناعية بكفاءة واقعية، عبر بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد، مما يسهم في تدريب الكوادر الوطنية، وتمكينها تقنياً دون الحاجة لبيئات مادية مكلفة.
ويؤكد هذا الحدث – الذي تحتضنه العاصمة الرياض بمشاركة واسعة من دول وشركات رائدة – عزم المملكة على التحوّل إلى قوة صناعية معرفية في الشرق الأوسط، تقودها التقنية، وتؤطرها الاستدامة، وتُشرك فيها العقول والمصانع والابتكارات على حدّ سواء.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق