الشيء المعتاد أنْ يصل المريض إلى الأطباء الاستشاريِّين؛ للحصول على العلاج.. ومن غيرالمعتاد أنْ يصل الأطباء إلى المرضى في مواقعهم؛ لتقديم العلاج بدون مقابل مالي، بل من خلال التطوُّع الاحترافيِّ بالتخصُّص.هذا ما يحدث في الطَّائف بشكل دوريٍّ، حيث يحرِّك التجمع الصحي، قافلة «الحياة الاستسشاريَّة الطبيَّة» شهريًّا، بمشاركة أطباء وممارسين صحيِّين متطوِّعين في مجالات طبيَّة متنوِّعة.. وتبدأ عمليَّات الاستعداد لتنفيذ القافلة، من خلال الإعلان للأطباء والممارسين الصحيِّين بالرغبة في تنفيذ قافلة لأحد المواقع المختارة عبر «التطوع»، ومن ثم يتم التسجيل لخدمة المرضى تطوُّعًا في مواقعهم من خلال اختيار أحد المستشفيات الصغيرة في الأطراف لتقديم الخدمة من خلاله.

«المدينة» رافقت إحدى القوافل المتَّجهة إلى أم الدوم (200)كم من الطَّائف، حيث انطلقت القافلة المكوَّنة من (30) كادرًا، منهم (17) استشاريًّا من السعوديِّين، والمقيمين، وعدد من الممارسين الصحيِّين في حافلة مخصَّصة لهذا الغرض في رحلة استمرت 3 ساعات حتى الوصول الى مستشفى أم الدوم.

وتولَّى أعضاء القافلة الكشف على ما يقارب 400 مستفيد في مختلف التخصصات، وتم إجراء بعض العمليات بالمنظار.

إيصال الخدمات للمواقع الطرفيَّة

وفي البداية قال الدكتور عبدالرحيم المالكي «مدير إدارة التطوُّع بالتجمُّع»: هذه القوافل تهدف إلى تسهيل الوصول إلى الخدمات التخصصيَّة في المواقع البعيدة، وتقديم الدعم للمستشفيات الطرفيَّة، ونقل الخبرات من الاستشاريِّين إلى الأطباء العاملين في المستشفيات الصغيرة، ورفع نسبة الرضا، وتعزيز الصورة الذهنيَّة الإيجابيَّة عن الخدمات الصحيَّة المختلفة، معربًا عن شكره وتقديره لكافة من شارك في هذه القوافل على مدار السنوات الأخيرة.. وأكَّد استشاريون مشاركون أنَّ التطوُّع الطبي يعتبر عملًا احترافيًّا، لافتين إلى أنَّهم يعملون منذ فترة طويلة في هذا المجال.

وأعرب الدكتور عويض محمد المالكي «استشاري جراحة المناظير والسُّمنة والجهاز الهضمي، أستاذ مشارك بكليَّة الطب بجامعة الطَّائف»، عن سعادته بالمشاركة في قافلة التطوُّع الطبيِّ، في تجمُّع الطَّائف، مشيرًا أنَّه من خلال هذا العمل التطوعيِّ، نرى أثرًا إيجابيًّا كبيرًا على المرضى والمجتمعات المحتاجة، حيث يتم تقديم الرِّعاية الصحيَّة والعلاج بكل إخلاص وتفانٍ.

وهذا العمل يعزِّز الشعور بالانتماء والتضامن بين أفراد المجتمع، ويعكس روح التكافل والتعاون أساس بناء المجتمعات القويَّة والمتضامنة.

ولفت إلى أهميَّة النظر إلى العمل الطبيِّ التطوعيِّ بوصفه استثمارًا في الإنسانيَّة، ورسالة سامية تهدف إلى تخفيف الألم والمعاناة عن الآخرين.

أهميَّة التطوُّع الاحترافي

أمَّا الدكتور ناصر العالول «استشاري جراحة العظام والمفاصل في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف» قال: شاركت ٧ مرات في العمل التطوعيِّ عبر هذه القافلة، ولا شكَّ أنَّ التطوُّع الاحترافي في المجال الصحيِّ له أثر إيجابي كبير لنقل الخدمة الطبيَّة المتخصِّصة، والخبرة إلى الأماكن البعيدة وتبادلها مع الزملاء، وتوفير مشقة السفر إلى المستشفيات المركزيَّة.

وقال الدكتور قصي محمود محمد أحمد النور «استشاري جراحة الأذن والأنف والحنجرة والرأس والعنق بمجمَّع الملك فيصل بالطَّائف»: شاركت في 3 قوافل لتقديم خدمة تخصصيَّة للمواطنين في مواقعهم، مشيرًا إلى أنَّ التطوُّع الصحي مهم للغاية؛ لانعكاساته الإيجابيَّة على المجتمع، ولاسيَّما من النواحى النفسيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة.

وقال الدكتور محمد أحمد أبو حشيش «استشاري الجراحة العامة وجراحة القدم السكَّري بمركز السكَّر والغدد الصمَّاء بالطَّائف» قال: التطوُّع الاحترافي، من الأعمال المهمَّة لخدمة المرضى، والمراجعين في الأماكن الطرفيَّة، كما يستفيد الأطباء في هذه المستشفيات بالتواصل مع الأطباء في المستشفيات الكبيرة.