المواطنة الرقمية المسؤولة

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المواطنة الرقمية المسؤولة, اليوم السبت 10 مايو 2025 09:36 مساءً

المواطنة الرقمية المسؤولة

نشر بوساطة علاء عدنان يماني في الوطن يوم 10 - 05 - 2025

1164934
في عصر أصبحت فيه المنصات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، صار من الضروري أن يتحلى كل مواطن بالمواطنة الرقمية المسؤولة، التي تمكننا من الاستفادة المثلى من إمكانيات العصر الحديث، مع حمايتنا وحماية الوطن من التحديات والمخاطر المحتملة في العالم الرقمي. ويمكن تعريف المواطنة الرقمية المسؤولة بأنها: مجموعة من الضوابط والمبادئ التي تنظم استخدام المواطن للمنصات الرقمية بشكل آمن، لحماية الأمن الوطني، والمواطن من المحتوى الذي يستهدف العقيدة أو الهوية الوطنية أو الخصوصية الشخصية.
ويمكن أن نستخلص تلك الضوابط والمبادئ من المادة التاسعة والثلاثين من النظام الأساسي للحكم، التي ألزمت مستخدمي وسائل الإعلام والنشر، وجميع وسائل التعبير (ومن ضمنها المنصات الرقمية)، بالتقيد بأنظمة الدولة، وباستعمال الكلمة الطيبة، وبالإسهام في تثقيف الأمة، ودعم وحدتها، وحظرت نشر كل ما يؤدي إلى الفتنة أو الانقسام، أو يمس بأمن الدولة وعلاقاتها مع الدول الأخرى، أو يسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه.
وعند تطبيق هذه المبادئ القانونية على الممارسات اليومية في الفضاء الرقمي، نجد أن هناك عدة سلوكيات تتعارض مع مفهوم المواطنة الرقمية المسؤولة، ولعل من أكثرها شيوعًا إعادة نشر الأخبار أو المعلومات، دون التأكد من صحتها أو مصدرها، مما قد يعرض المستخدم للمساءلة القانونية، خصوصاً إذا ترتب على ذلك ضرر لشخص أو جهة معينة.
ومن السلوكيات التي تتعارض مع المواطنة الرقمية المسؤولة أيضاً، التفاعل غير المنضبط في الفضاء الرقمي، مع منشورات أو تعليقات تهدف إلى استفزازك وإثارة غضبك، فالانفعال والغضب قد يدفعانك إلى الإساءة للآخرين بالشتم، أو التشهير، أو التجريح، أو التخوين، وغيرها من السلوكيات المشينة. لذا، من الضروري على كل مواطن مسؤول أن يبتعد عن كل ذلك، وأن يتحلى بأدب الحوار، وأن يدرك عاقبة الكلمات التي تكتب في لحظة غضب وانفعال، فما يُكتب في الفضاء الرقمي ليس مجرد «كلام في الهواء»، والاعتقاد بإمكانية الإفلات من العقاب بالاختباء خلف الهاتف، أو باستخدام اسم مستعار هو مجرد وهم.
كذلك، من الضروري تحقيقًا للمواطنة الرقمية المسؤولة، التأكد من هوية الحسابات الرقمية، وأغراضها قبل التفاعل معها، فليس كل من نتواصل معهم على هذه المنصات يسعون إلى مصلحة الوطن؛ فهناك آلاف الحسابات المزيفة، بأسماء سعودية، تديرها جهات معادية للوطن، تسعى لنشر الإشاعات، أو تضليل الرأي العام، أو زرع الفتن، أو التحريض على الكراهية.
ختامًا، الحضور الرقمي مسؤولية وطنية تتطلب منا الوعي والحذر، فكل كلمة نكتبها، وكل محتوى نتفاعل معه، يعكس وعينا ويحدد موقفنا، فلنحرص على أن نكون مواطنين مسؤولين رقميًا، نسهم في نشر الوعي، وحماية أمن وطننا، بالكلمة الطيبة، بعيدًا عن الضجيج والاساءة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار ذات صلة

0 تعليق