الفرق بين «ولد» و«ابن» في الشريعة

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الفرق بين «ولد» و«ابن» في الشريعة, اليوم السبت 10 مايو 2025 04:49 مساءً

الفرق بين «ولد» و«ابن» في الشريعة

نشر بوساطة محمد بن عبد المجيد الآبادي في الوطن يوم 10 - 05 - 2025

1164889
في الشريعة الإسلامية، تُعد الكلمات المستخدمة في النصوص الشرعية دقيقة جدًا في معانيها، حيث يمكن أن يكون هناك فرق كبير بين كلمة «ولد» وكلمة «ابن»، وهذا الفرق قد يؤثر بشكل كبير على تطبيق الأحكام في المواريث أو الوقف. كلمة «ولد» تحمل معنى أوسع، فهي تشمل كل ذرية الإنسان، سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا، بينما كلمة «ابن» تشير تحديدًا إلى الذكر دون الأنثى. هذا الاختلاف في المعنى يمكن أن يظهر تأثيره بوضوح في توزيع الأنصبة في التركة أو في تحديد المستحقين للوقف.
عندما يُذكر لفظ «ولد» في سياق المواريث، فإنه يُفهم على أنه يشمل الذكر والأنثى معًا، مثلما ورد في قوله تعالى: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين)، حيث تشير كلمة «أولادكم» إلى الذكور والإناث مع تحديد الأنصبة الشرعية لكل منهما. أما إذا ورد لفظ «ابن»، فإنه يقتصر على الذكور فقط. على سبيل المثال، إذا ورد نص في وصية أو وقف يفيد بأن المال مخصص «لأبناء الواقف»، فإن هذا يعني أن المستحقين هم الذكور فقط، ما لم تكن هناك قرينة تدل على شمول الإناث.
في مسائل الوقف، إذا قال الواقف: «أوقفت هذا العقار على أولادي»، فإن اللفظ يشمل الأبناء والبنات معًا، ما لم يتم تحديد خلاف ذلك. ولكن إذا قال: «أوقفت هذا العقار على أبنائي»، فإنه يُفهم عادة أن القصد هو الذكور فقط، إلا إذا أوضح الواقف نيته بشمول الإناث. الأمر هنا يعتمد على دلالة اللفظ وسياقه، حيث يمكن أن تكون هناك قرائن تشير إلى نية الواقف.
وفي حالات أخرى، قد تختلف الكلمتان بحسب النية أو القرائن. على سبيل المثال، إذا قال شخص: «هذا المال لأولادي»، ثم أوضح لاحقًا أنه يقصد الذكور فقط، فإن كلمة «ولد» تُفسر هنا بمعنى «ابن». وبالعكس، إذا لم يُخصص، فإن «ولد» تبقى على عمومها وتشمل الذكر والأنثى معًا.
هذا الفرق في الدلالة بين الكلمتين يظهر أثره بشكل كبير في قضايا الإرث والوقف. في الإرث، تُعد كلمة «ولد» أكثر شمولًا، لأنها تتعامل مع الذكور والإناث وفقًا للأنصبة الشرعية. أما في الوقف، فإن التفسير يعتمد بشكل كبير على نية الواقف وما إذا كان يريد التخصيص أو العموم. وبالتالي، فإن استخدام الكلمات في النصوص الشرعية يتطلب فهمًا دقيقًا للمعاني وسياقها لتحديد المستحقين وضمان تحقيق العدالة.
لذلك، ينبغي على كل من يتعامل مع النصوص الشرعية في الوقف أو الوصايا أو غيرها أن يكون دقيقًا في اختيار الألفاظ، وأن يوضح نيته بجلاء لتجنب اللبس وضمان وصول الحقوق إلى مستحقيها. كما يُنصح بالرجوع إلى أهل العلم والمتخصصين في صياغة هذه النصوص لضمان تطابقها مع الأحكام الشرعية وتحقيق العدالة المنشودة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق