نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جازان تودّع ربع قرن من البناء.. وتستقبل أفقًا جديدًا من الطموح, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 04:01 مساءً
نشر في الرأي يوم 09 - 05 - 2025
- الرأي - خلود النبهان - جازان :
عبّر الإعلامي البارز الأستاذ علي الجبيلي، في مقالٍ كتبه لصحيفة الرأي، عن مشاعره وتقديره خلال لحظة انتقال تاريخية عاشتها جازان، بين وداعٍ مفعم بالوفاء، واستقبالٍ مشرق بالأمل، وجاء في مقاله، مسترجعًا ذاكرة اللقاء الأول:
قبل 25 عامًا، أُتيح لي —على قلة بضاعتي— أن أجري واحدة من أطول وأشهر اللقاءات الصحفية مع شخصية قيادية تُعد من أبرز الشخصيات في الأسرة المالكة الكريمة، وذلك بعد صدور الأمر الملكي حينذاك بتعيينه أميرًا لمنطقة جازان، وهو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، حفظه الله، وأطال في عمره، وجعل ما قدّمه من عمل وإخلاص وتفانٍ لهذه المنطقة وأبنائها، بدعم ورعاية من القيادة الكريمة، في ميزان حسناته.
حاولت حينها استنباط ما يمكن فهمه من رؤية سموه الكريم لتحقيق توجهات وتطلعات الدولة —وفقها الله— في تنمية وتطوير البنية التحتية والاقتصادية لمنطقة حيوية، تضم موارد طبيعية متنوعة، بما في ذلك الموارد البشرية.
وذُهلت كثيرًا بما لدى سموه من رؤية وطموح وتطلع لخدمة جازان وأهلها، وجعلها درّة من درر المدن والمناطق السعودية المؤهلة لكل أبعاد النمو الحضاري والاجتماعي.
وجاءت الزيارة التاريخية للملك عبدالله بن عبدالعزيز —رحمه الله— لتعزّز هذا الطموح، باعتماد أضخم المشاريع التنموية في جازان، مثل المدينة الاقتصادية، والمصفاة، والميناء الصناعي، والجامعة، ومئات المشاريع والمصانع الاستثمارية. وكان للعهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز —حفظهما الله— أثر بالغ في مواصلة مسيرة التطوير، لتلحق جازان بركب التنمية في شتى المجالات، وتصبح حديث الإعلام والناس لما شهدته من تطور وجمال.
وكان أمير التنمية وعرّابها وقائدها هو الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، الذي عمل بإخلاص لتنفيذ توجيهات القيادة الكريمة، وتوفير سبل الحياة الكريمة لأهالي جازان، في جبالها وسهولها وجزرها وسواحلها. انتشرت أرقى خدمات الطرق والجسور والكليات والمدارس، والخدمات الاجتماعية والإنسانية، ولم تمضِ سنوات قليلة حتى أشرقت شمس التنمية على أنحاء جازان.
وانطلقت المهرجانات الاقتصادية برعاية سموه الكريم، كمهرجانات البن، والعسل، والمانجو، والحريد، إلى جانب المهرجانات السياحية، وشركات الاستثمار، والفعاليات الاجتماعية والثقافية، والمشاريع الفندقية والتجارية.
وأصبحت جازان، بتراثها العريق وتاريخها التليد، وجهة جاذبة للسياح والزوار من داخل المملكة وخارجها.
ووضع الأمير الهمام بصماته على كل تطور وتميّز، وأشهد —شهادة لله— أنني أتحدث بإنصاف بالغ عن والدنا الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، ونحن نودّعه بحب ووفاء، وأنا لم أطلب منه يومًا شيئًا لنفسي، ولا شفاعة لأحد من أبنائي أو أقاربي، لأننا كنا منشغلين بالمشاركة في تحقيق تطلعات وخطط سموه الكريم.
كان سموه يعمل ليلًا ونهارًا دون كلل، في مكتبه وقصره، وفي أعالي الجبال ووسط الجزر، يزور المحافظات والقرى، يلتقي الناس والمشايخ، يتفقد احتياجاتهم، ويوصل إليهم تحيات القيادة، وأبوابه مفتوحة، وأذنه صاغية، وتوجيهاته حازمة، لا يقبل التقصير ولا يتغافل عنه.
مواعيد سموه الدقيقة، وإدارته للعمل، وتوجيهاته، ومنجزاته، تُدرّس في أرفع الأكاديميات القيادية. وعطفه ودعمه للمحتاجين والبسطاء بلا حدود.
يا أبا تركي، لك القَدر المعلى، والمكانة الرفيعة في قلوب الجازانيين، سكنت حبهم وتقديرهم، فعشت همومهم وتطلعاتهم، وكنت وراء كل نجاح وتميّز حققه أبناء جازان. لم تُخفِ الشمس بصماتهم، ولم تحجب غربالًا ضوءها.
أما وقفاتكم معي، سيدي، في كل ملمة صحية ألمّت بي، ومتابعتكم لحالتي، وتوجيهكم بالرعاية، فهي وسام على صدري، ما حييت. رعيتمونا كأحد أبنائكم، وكنتم بلسمًا شافيًا. أطال الله في عمركم، وحفظكم، ورعاكم ذخرًا لمحبيكم.
وبذات المحبة والتقدير، نرحب بالشخصية القيادية، عضدكم الأول يا سمو الأمير، وهو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود. نتقدّم له بالتهنئة بمناسبة صدور الأمر الملكي الكريم بتعيينه أميرًا لمنطقة جازان بمرتبة وزير، ليواصل مسيرة الإنجاز التنموي والتاريخي في جازان، بما يحمله سموه من خبرات قيادية وطموحات عالية في خدمة أبناء المنطقة.
كما يرحب أبناء جازان بسمو نائب أمير المنطقة، الأمير ناصر بن محمد بن عبدالله آل جلوي، ويقدمون له التهنئة بالثقة الملكية الكريمة بتعيينه في منصبه الجديد بالمرتبة الممتازة، ويتمنون له التوفيق والنجاح، عضدًا وسندًا لسمو أمير المنطقة.
نحمد الله تعالى أن ولاة أمرنا الكرام منا وفينا، يسيرون على هدي القيادة الرشيدة، لتحقيق تطلعات المواطنين في جميع مناطق ومحافظات ومدن وقرى الوطن الغالي.
وفقهم الله ورعاهم، وحفظ لنا والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. وللوطن دومًا شروق وبهاء وإنجاز.
‹ › ×
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق