نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مسرحية "كانت غضبة" تفتح باب التساؤل عن "أبناء فتكة", اليوم الخميس 8 مايو 2025 03:50 صباحاً
نشر بوساطة ثقافة اليوم في الرياض يوم 08 - 05 - 2025
في عرض مسرحي يتجاوز المألوف ويضع الجمهور وجهًا لوجه أمام خشبة المسرح، حرفيًا ودراميًا، ينطلق اليوم أول عروض مسرحية "كانت غضبة" بوصفها تجربة مسرحية معاصرة تتناول صراعًا داخليًا بين الإبداع والتاريخ، بين الرؤية الفنية والرؤية الفكرية، وبين الثأر كفعل تاريخي والغضب كموروث نفسي. وتستمر المسرحية ثلاثة أيام.
من تأليف وإشراف الكاتب رجا العتيبي، وإخراج جلواح الجلواح، يستند العرض إلى بناء سردي مزدوج، حيث "المسرحية داخل المسرحية" تتحول إلى مساحة صدام بين شخصيات العمل، وأفكارهم، وخطاباتهم المتضادة. تقدم المسرحية في مسرح استديو إيقاع بحي القادسية، على خشبة مستطيلة بارتفاع 30 سم تتوسط الجمهور المتقابلين، بأسلوب "Traverse Stage" الذي يُغرق المتلقي في التوتر الدرامي من موقع المواجهة.
يؤدي أدوار البطولة كل من معتز العبدالله، وبندر الحازمي، وغيداء سلام، وغازي حمد، مجسّدين شخوصًا تتصارع على مستوى الفكرة والهوية والرؤية.. بينما يشارك في التمثل: عبدالملك العبدان، وياسر القحطاني، فيما محمد عبدالرحمن يتولى جانب الصوت والموسيقى، وغناء طلال المختار.
تدور أحداث المسرحية حول صدام بين مستشار مسرحي يقترح مشهدًا يعتقد أنه سينقذ عرضًا على وشك السقوط، ومخرجة شابة تصرّ على حماية رؤيتها من أي تدخل. ما يبدأ كمناقشة إبداعية يتحول إلى صراع مكتوم ينفجر في ليلة العرض، ويقود إلى نهاية مأساوية لم تكن في النص.
لكن تحت هذا المستوى السردي الظاهر، تشتبك المسرحية مع سؤال أعمق: هل الغضب العربي الحديث امتداد لثقافة الثأر الجاهلي؟
يقدّم المستشار هيثم هذه الفرضية عبر مدرسة أرسطو الدرامية، رابطًا بين "فتكة" عمرو بن كلثوم والممارسات الانتقامية المعاصرة، بينما تواجهه المخرجة العنود بفكر عقلاني حسب مدرسة بريخت، فكر يحاول كسر هذه السلسلة الدموية، تصميم البوستر يعكس هذا الصراع بدقة، عبر استخدام مثلثات حادة رمزية تعبّر عن الشراسة والانقسام، مقابل صور ناعمة وألوان متزنة تنقل التوتر الداخلي. أسلوب التصميم ينتمي إلى التيار البصري ما بعد الحداثي، تمامًا كما تنتمي المسرحية إلى بنية "المسرح داخل المسرح"، حيث لا شيء يُعرض كما هو، وكل شيء يُعاد النظر فيه. "كانت غضبة" ليست مجرد عرض مسرحي، بل تفكيك رمزي لفكرة الغضب العربي المتوارث، تساؤل حيّ حول التاريخ والمصير، وتجربة أدائية تهدف إلى إشراك الجمهور لا كمشاهدين فحسب، بل كعناصر في المعادلة الدرامية.
يشارك في العمل فرقة شغف عبر أداء استعراضي حي يضيف بعدًا بصريًا وجسديًا للنص، بينما يتولى عبدالعزيز النخيلان إدارة الإنتاج.
ويأتي هذا العرض ضمن برنامج "ستار" لدعم الأعمال المسرحية، الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية، تأكيدًا على دعم التجارب المسرحية الجريئة والحديثة التي تطرح أسئلة ثقافية جوهرية بلغة فنية معاصرة.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق