نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بالرؤية.. السعودية مركزًا لصنع القرار العالمي وقبلة لكبرى الشركات, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 03:01 مساءً
نشر بوساطة مفضي الخمساني في الرياض يوم 07 - 05 - 2025
"الوصفة المتكاملة" التي كانت الفأل الحسن للمملكة تمثلت في الرؤية المعدة بعقول وكوادر وطنية شابة وبإشراف قيادة حكيمة وملهمة تعلم قدر شعبها وتدرك طموح وهمة مواطنيها، انقضت اليوم 9 أعوام منذ أن وقف ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - ليزف للشعب السعودي وللعالم أجمع نبأ إقرار رؤية المملكة 2030 وجاء اعتماد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لرؤية المملكة ليجسد دعم القيادة الكامل لمسيرة التحول الوطني بقيادة سمو ولي العهد، يقول الدكتور هادي علي اليامي عضو مجلس الشوري في دورتيه السابعة والثامنة إن الكثيرين ممن تابعوا تلك اللحظات التاريخية من المتابعين والمختصين من خارج المملكة ربما نظروا للرؤية على أنها مجرد تطلعات، ولا يلامون في ذلك لأنه لم تتح لهم الفرصة المناسبة ليتعرفوا على الأمير الشاب، ولم يتعاملوا معه عن قرب، لكن السعوديين الذين تابعوا ذلك الحدث التاريخي كانوا يعلمون أنه يعني ما يقوله تماما وبمنتهى الدقة، وأن ما أشار إليه سيتحقق - بإذن الله - وفق ما أشار إليه وبذات الكيفية وفي الوقت المحدد، لأنهم يعرفونه جيدا، فقد نشأ بينهم وأظهر في سنوات قلائل مقدرات استثنائية وكفاءة نادرة، ويضيف اليامي: في اليوم التالي مباشرة بدأت مرحلة تنفيذ المشاريع، وذلك لأن عناصر النجاح قد تم توفيرها كاملة قبل إعلان الرؤية، وهو ما أدهش المتابعين، ولم تكد تمض شهور قلائل حتى بادرت كبريات الشركات العالمية إلى التسابق لتقديم عروضها للمشاركة في هذا العمل غير المسبوق في تاريخ المملكة.
إنجاز 93% من البرامج
ومن أول ما يلفت النظر أن من وضعوا هذه الوصفة الشاملة لم ينساقوا وراء أمنياتهم، ولم تحركهم الرغبات، فقد وضعوا في حساباتهم أسوأ الفروض، واحتاطوا لجميع الاحتمالات، واستصحبوا المتغيرات المحلية والإقليمية والعالمية التي قد تحدث، لذلك – والحديث لليامي - وضعوا آجالا زمنية مناسبة لإنجاز كل المشاريع، لكن نسبة لجودة التخطيط ودقة التنفيذ والمتابعة المتواصلة فقد تم إنجاز %93 من جملة البرامج والمشاريع قبل خمسة أعوام كاملة من الموعد النهائي مقارنة بالمستهدف النهائي لعام 2030، واتباعا لأعلى معايير الشفافية فقد تم وضع آلية واضحة لمتابعة العمل وقياس مدى النجاح الذي تحقق، حيث تتم عملية المراقبة عبر لجان متخصصة تستعين بمنظومة إلكترونية متطورة تتيح المتابعة الدقيقة لكل برنامج ومبادرة، مما يضمن تحقيق مستويات عالية من الكفاءة، ويرسّخ نهج المساءلة في العمل الحكومي، كما تتم مراجعة أولويات البرامج بشكل دوري لمواكبة المتغيرات، وتحديث المسارات بما يعزّز كفاءة التنفيذ.
صنع القرار العالمي
ويتابع عضو الشورى السابق : جاءت الإنجازات في سنوات قليلة، ففي المجال السياسي تبوأت المملكة مكانة عالية بين الدول وأصبحت مركزًا لصنع القرار العالمي، وذلك من واقع الثقل الذي تمثله، والقبول الواسع الذي تحظى به، إضافة إلى أنه لا يكاد يمر أسبوع دون أن يزورها عدد من قادة دول العالم ومسؤولوها للتباحث مع قيادتها الرشيدة وتبادل وجهات النظر، أما في مجال الاقتصاد فتكفي الإشارة إلى الزيادة التي شهدها الاستثمار والتي تفوق %40 خلال التسعة أعوام، كما أصبحت المملكة مركزا عالميا لكبرى الشركات العالمية التي تسابقت لنقل مقراتها الإقليمية إليها؛ حيث وصل العدد إلى 571 مقرًا بدلًا من 500 المستهدفة لعام 2030، كما ارتفعت الإيرادات غير النفطية في ميزانية 2024 بنسبة %10 مسجلة ما يزيد على 502 مليار ريال مقابل 457.7 مليار ريال في عام 2023، وقد نجحت برامج الرؤية، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل في لعب دور بارز في رفع هذه الإيرادات.
القيادة والشباب
وقال الدكتور اليامي إن القيادة الرشيدة أولت اهتماما خاصا برفع قدرات الشباب وزيادة مهاراتهم عبر برامج الابتعاث إلى أرقى جامعات العالم وتنظيم الدورات التدريبية الرفيعة التي أسهمت في خفض معدل البطالة بين السعوديين إلى %7 مع توقعات بتحقيق التوظيف الكامل بحلول 2030، وأشار إلى أن من أكبر المكاسب التي تحققت خلال هذه السنوات التسعة تلك النهضة التشريعية المتكاملة التي حققتها بلادنا بمتابعة لصيقة من أعلى مستويات قيادتها، حيث تم تعديل العديد من الأنظمة بما يتوافق مع انضمام السعودية لكثير من العهود والمواثيق الدولية، إضافة إلى سن تشريعات جديدة تستكمل النواقص وتردم الفجوة بين الأنظمة الموجودة والحاجة الفعلية للمجتمع، إضافة إلى استحداث وإصلاح الأنظمة التي تحفظ الحقوق وتُرسِّخ مبادئ العدالة والشفافية وحماية حقوق الإنسان وتحقّق التنمية الشاملة، وتعزّز تنافسية المملكة عالميًا من خلال مرجعيات مؤسسية، إضافة إلى جملة من الإنجازات مثل القضاء على آفة الإرهاب، واستئصال وباء الفساد المالي والإداري، والتجاوب الكبير مع متطلبات العناية بالبيئة وعناصر الطبيعة، ونجاح برامج الاستدامة المالية وكفاءة الإنفاق وغير ذلك من النجاحات والمكاسب التي تحققت، ولذلك يمكن القول بكل ثقة إن رؤية السعودية 2030 ليست مجرد وصفة اقتصادية محددة، بل هي خريطة طريق شديد الطموح تتضمن مستهدفات واضحة المعالم ومحددة الآجال، كما أن النجاح الكبير الذي تحقق لتجسيدها يثبت قوة وهمة الإنسان السعودي ومع دخول الرؤية عامها العاشر، يستمر البناء نحو غد أكثر إشراقًا، حيث تتعزز ثقة المملكة بشعبها، وتتواصل مسيرة التنمية بخطى واثقة نحو القمة.
إصلاح وبناء استراتيجي
ويقول عضو مجلس الشورى الأستاذ فضل بن سعد البوعينين إن الرؤية أحدثت تحولا جذريا في الاقتصاد والمجتمع، ونجحت في تحقيق مستهدفاتها خلال تسع سنوات من إطلاقها، وأرست قواعد التغيير والإصلاح، والبناء الاستراتيجي، واستشراف المستقبل، ووضعت خارطة طريق واضحة للأجيال القادمة، لمواصلة مسيرة النماء والازدهار، ويضيف : بفضل الله أولاً وآخرا ، ثم بجهود القيادة الحكيمة، والإشراف المباشر من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حققت رؤية السعودية 2030 إنجازات نوعية ومهمة، تؤكد ريادتها عالميًا، ونجاحها في صناعة أعظم قصة نجاح في القرن ال21 ، وتابع" إنجازات مهمة تؤكد حرص القيادة الرشيدة على صناعة مستقبل تنموي واعد، يعزز مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا ويحقق تطلعات المواطنين ورفاهيتهم، وتؤكد في الوقت عينه دقة التخطيط الاستراتيجي وجودة التنفيذ والقدرة على استشراف المستقبل وصناعته للأجيال القادمة".
تحقيق جُلَّ المستهدفات
وقال عضو الشورى البوعينين إن رؤية السعودية نجحت في تحقيق جُلَّ مستهدفاتها الرئيسة، وفي مقدمها تنويع مصادر الاقتصاد، والدخل، ورفع مساهمة القطاع غير النفطي في الاقتصاد ، ومساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي ليصل إلى 47 %، ورفع نسبة الإيرادات غير النفطية إلى مستوى قياسي غير مسبوق، ما سيسهم في تعزيز الاستدامة المالية، وخفض معدل البطالة إلى 7 %، وهو مستهدف العام 2030 ، وخفض معدل بطالة السعوديات إلى أدنى مستوى تاريخي، عند 11.9 %، ورفع مشاركة المرأة في سوق العمل لتصل إلى 33 %، متجاوزة المستهدف، ورفع نسبة تملك الأسر السعودية مساكنها إلى 65.4 %، إضافة إلى مضاعفة أصول صندوق الاستثمارات العامة، ونمو الناتج المحلي، والنمو المتسارع في التوظيف وريادة الأعمال، إضافة إلى إنجازات مهمة ومتنوعة، عكستها مؤشرات الرؤية، ومنها تحقيق 93 % من البرامج والاستراتيجيات الوطنية لمستهدفاتها المرحلية، واكتمال 85 % من المبادرات و تحقيق 8 مستهدفات كبرى قبل أوانها ب 6 سنوات، وتحقيق أهم المستهدفات الاقتصادية والمالية.
وختم البوعينين" نشعر بالفخر والاعتزاز للنجاحات النوعية والمهمة التي تحققت خلال السنوات الماضية، وبمناسبة ما تحقق من منجزات نوعية في رؤية السعودية 2030 يشرفني أن أرفع التهنئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء سائلا الله الكريم ان يحفظهما وان يبارك في جهودهما وان يديم على بلادنا أمنها واستقرارها وازدهارها.
من الطموح إلى التحقق
وتحدثت الدكتورة آمال يحيى الشيخ عضو مجلس الشورى وقالت : منذ الإعلان عن رؤية المملكة العربية السعودية ، أطلقت الدولة مشروعا وطنيا طموحا يستهدف إعادة هيكلة الاقتصاد، وتنمية القطاعات غير النفطية، ورفع جودة الحياة، بما ينسجم مع طموحات الشعب السعودي وتطلعات قيادته، وقد جاءت هذه الرؤية كإطار شامل للإصلاح، حيث حددت أهدافًا استراتيجية واضحة، ووضعت أسسا تنفيذية قائمة على الكفاءة والابتكار، مستندة إلى المقومات الاقتصادية، والموقع الجغرافي، والطاقات البشرية التي تتمتع بها المملكة، وتضيف الشيخ: بدأت ملامح هذه الرؤية بالتحقق بشكل ملموس على أرض الواقع، ويظهر ذلك في مجالات متعددة، فعلى الصعيد الاقتصادي، تمكنت المملكة من تقليل الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل، من خلال التوسع في مجالات واعدة كالسياحة، والصناعات الوطنية، والاقتصاد الرقمي، ويشهد قطاع السياحة على وجه الخصوص قفزات نوعية، حيث أطلقت المملكة عدة مواسم سياحية، وفتحت المجال أمام التأشيرات السياحية الإلكترونية، مما أسهم في جذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، كما أن مشروعات الطاقة المتجددة تمثل أحد أوجه التحول الاقتصادي المستدام، مثل مشروع "نيوم" و"السعودية الخضراء"، التي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة، وتعزيز الاستدامة البيئية.
التوازن المجتمعي
وفي جانب التمكين الاجتماعي، أكدت عضو الشورى أن المرأة السعودية حققت تقدمًا غير مسبوق، و تم تمكينها في مجالات متعددة، ومنحها فرصًا واسعة في سوق العمل، وتعيينها في مناصب قيادية، إضافة إلى تشجيعها على ريادة الأعمال ويأتي ذلك ضمن مساعي الرؤية لإشراك جميع أفراد المجتمع في التنمية الوطنية، بما يضمن عدالة التوزيع في الفرص، وتحقيق التوازن المجتمعي، وأما على صعيد الإدارة الحكومية، فترى الدكتورة الشيخ أن التحول الرقمي أدى إلى تحسين كفاءة الأجهزة الحكومية، وتعزيز الشفافية، وتسريع تقديم الخدمات، وتم إطلاق منصات إلكترونية موحدة مثل "أبشر"، و"توكلنا"، و"نفاذ"، التي أسهمت في تقليل الإجراءات البيروقراطية، وتحقيق رضا المستفيدين، ويعد هذا التحول من الركائز الأساسية للرؤية، نظرا لدوره في رفع الأداء المؤسسي وتعزيز الثقة بين المواطن والحكومة.
رفع جودة الحياة
وتقول عضو مجلس الشورى إن أحد أبرز مكونات الرؤية يتمثل في رفع جودة الحياة، حيث عملت الحكومة على تطوير البنية التحتية، وتوسيع نطاق الخدمات الترفيهية والثقافية والرياضية، وتم إنشاء الحدائق العامة، والمرافق الرياضية الحديثة، والمسارح، والمراكز المجتمعية، في مختلف مناطق المملكة. وقد انعكست هذه الجهود إيجابا على نمط حياة السكان، وأسهمت في بناء مجتمع أكثر نشاطا وتماسكا، إضافة إلى ذلك، تشكل المشاريع الوطنية الكبرى إحدى العلامات البارزة على جدية المملكة في تنفيذ الرؤية، فمشاريع مثل "نيوم"، و"القدية"، و"مشروع البحر الأحمر" ليست فقط مشروعات تنموية، بل هي نماذج لاقتصاد المستقبل، تسعى إلى استقطاب الاستثمارات العالمية، وتوفير فرص العمل، وتقديم نمط حياة جديد، يتكامل مع التنمية المستدامة.
الرؤية واقع
وفي ضوء ما سبق، فتؤكد الشيخ أن رؤية المملكة 2030 لم تعد مجرد وثيقة استراتيجية، بل أصبحت واقعا ملموسا، يتجسد من خلال الإنجازات المتتابعة في مختلف المجالات، ومن خلال التزام الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، والدعم المجتمعي المتواصل، تسير المملكة بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها التنموية الشاملة، وتثبيت مكانتها ضمن الاقتصادات الكبرى في العالم بحلول عام 2030.
أ.فضل البوعينين
أ.د. آمال الشيخ
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق