نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: عولمة السعادة, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 02:06 صباحاًعولمة السعادة نشر بوساطة يوسف القبلان في الرياض يوم 07 - 05 - 2025 استمعت لمقطع في "العربية نت" يتحدث عن دراسة حديثة تحت عنوان: (هل شباب اليوم أسعد من الأجيال الماضية)؟ كشفت الدراسة أن معدلات السعادة والرفاهية تراجعت مقارنة بالأجيال السابقة، كما تشير الدراسة إلى أن الشباب بين عمر 18، 29 يعيشون أزمة صامته، وإلى ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب وانخفاض التواصل الاجتماعي إلى درجة العزلة بسبب الإدمان على الشاشات، يحدث هذا كما تشير الدراسة رغم عصر التقنية والذكاء الاصطناعي وتوفر وسائل الترفيه وسهولة الوصول إلى كل شيء، وتوفر الوسائل التي يفترض أنها تسهل الحياة، لكن الضغط الاجتماعي لتحقيق الكمال قد يكون أحد الأسباب كما تشير الدراسة. شدتني هذه الدراسة لطرح بعض الأسئلة حول موضوع السعادة وما يرتبط بها من أسباب ونتائج.الدراسة تقول: إن معدلات السعادة والرفاهية تراجعت مقارنة بالأجيال السابقة رغم توفر وسائل الترفيه! السؤال هنا: هل السعادة مرتبطة بوسائل الترفيه؟ هل الرفاهية سبب من أسباب السعادة أم العكس؟ تشير الدراسة إلى أن التراجع في معدلات السعادة يحدث رغم عصر التقنية والذكاء الاصطناعي، فما العلاقة بين السعادة والذكاء الاصطناعي؟ أحد أسباب القلق والاكتئاب كما تشير الدراسة هو الإدمان على الشاشات، وهذه ظاهرة عالمية بينما تستغرب الدراسة أن يحدث هذا رغم توفر وسائل الترفيه، فهل وسائل الترفيه سبب أم نتيجة؟في المقارنة بين جيلين، يلح سؤال حول علاقة تراجع معدلات السعادة بتوفر الوسائل التي سهلت ظروف الحياة كما تشير تساؤلات الدراسة، لكن السؤال المرتبط بهذه النقطة: هل هذه السهولة سبب للسعادة أم العكس؟ وهل يمكن تعميم هذا التراجع على مستوى العالم كونه أصبح قرية صغيرة بفعل التقنية؟ أليس الوصول إلى الهدف بعد لذة التعب يتضمن الشعور بالسعادة لدى كثيرين، وأن الملل يصيب من يحصل على كل شيء بضغطة زر؟! أليست هذه حالة تسبب الفراغ الذي يقود صاحبه إلى العالم الافتراضي؟ وهل سيجد السعادة في هذا العالم أم يتعرض لضغط اجتماعي بحثا عن الكمال كما تشير الدراسة، وهو هدف مستحيل فتكون النتيجة التأثير السلبي على الصحة النفسية؟سؤال آخر: هل السعادة مرتبطة بالاحتياجات الأساسية للإنسان أم الاحتياجات الكمالية؟ لكل إنسان مفهومه الخاص للسعادة لكن الأساس المشترك بين البشر هو الاحتياجات الأساسية، كيف يكون الإنسان سعيدا بلا غذاء أو أمن؟ هذا أمر لا مجال فيه للنقاش، أما الكماليات وما استجد في العالم من مخترعات ووسائل رفاهية وترفيه فقد غزت العالم وكأنها تحاول سرقة اهتمام الإنسان وإقناعه أن الكماليات هي سر السعادة!ما يتعلق بالتقنية والذكاء الاصطناعي ووسائل الاتصال، لماذا لم تسهم هذه التطورات في رفع معدلات السعادة حسب عينة الدراسة المشار إليها؟ قد يكون السبب هو أنها أدت إلى رفاهية زائدة وترشيد في حركة الإنسان وتفكيره. ومن البدهي أن هذا الاستنتاج خاص بعينة الدراسة ولا يعمم، لكن دراسات أخرى تشير إلى أن الشباب في مواقع كثيرة من العالم هم الأقل سعادة مقارنة بكبار السن، ويشير بعض الباحثين إلى التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، ويرى أحد الأطباء أن السماح للأطفال باستخدام هذه الوسائل يشبه إعطاءهم دواء لم يثبت أنه آمن.نعم العالم يعيش حاليا في قرية صغيرة ويتعامل مع عالم واقعي وعالم افتراضي، لكن مفهوم السعادة ليس معادلة علمية ملزمة للجميع، ولو طبقت الدراسة المشار إليها في مكان يعاني أهله من الجوع أو الحروب أو الأمراض لجاءت النتائج مختلفة ولا علاقة لها بالتقنية أو الرفاهية أو الذكاء الاصطناعي، لن تكون النتيجة تراجعا في معدلات السعادة والرفاهية، ولكن احتياج للأمن والسلام والغذاء والدواء. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.