نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القيادة الملهمة.. سرّ التميّز وصناعة الأثر, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 04:06 صباحاً
نشر بوساطة jebadr@ في البلاد يوم 05 - 05 - 2025
في عالم الأعمال المتقلب، لا يُقاس القائد بعناوينه أو سلطته، بل بما يزرعه من إلهام في نفوس من حوله. وقد قرأت مقالاً مؤخرا نُشر في هارفارد بزنس ريفيو للكاتب آدم غالينسكي، تناول فيه جوهر القيادة الملهمة، مستشهداً بقصة واقعية لرئيس تنفيذي واجه أزمة اقتصادية خانقة عام 2009، لكنه اختار أن يكون إنساناً قبل أن يكون مسؤولاً، وأن يقود بقلبه قبل قلمه. هذا القائد لم يلجأ إلى تسريح الموظفين كما كان متوقعاً، بل قدّم خطة قائمة على القيم المشتركة، تقوم على تقليص مؤقت للرواتب مقابل راحة نفسية وبدنية، ورسالة شجاعة للموظفين مفادها: نحن نواجه الأزمة معًا.
تلك اللحظة لم تكن مجرد قرار إداري، بل درساً في فن القيادة، حيث امتلك هذا القائد القدرة على الجمع بين الرؤية المستقبلية، والتجسيد الحقيقي للقيم، والرعاية العاطفية لفريقه. وقد أشار غالينسكي في مقاله إلى أن القادة الملهمين يتجسدون في ثلاث صور مترابطة: الرؤيوي الذي يمنح المعنى والهدف، والقدوة الذي تثير الحماس، والمرشد الذي يعزز الانتماء والتمكين. وما يميّز هؤلاء القادة ليس عبقريتهم الفردية، بل سلوكهم اليومي الذي يغذّي الثقة، ويخلق بيئة تفيض بالإبداع والولاء.
ومن المعروف أن الإلهام يتجاوز التحفيز المؤقت ليصبح ثقافة مستدامة تعيد تشكيل المؤسسات من الداخل. فالقائد الملهم هو من يرى في الأزمات فرصاً للتقارب، وفي الاختلاف إثراءً للتفكير، وفي الإنجاز مسؤولية جماعية لا بطولة فردية. وهو من يُحسن الإصغاء، ويشارك الفضل، ويتحمّل الخطأ. إن ما نحتاجه اليوم هو هذا النوع من القيادة القادرة على بثّ الحياة في القيم، لا الاكتفاء بتعليقها على الجدران.
الإلهام ليس هبة سماوية، بل مهارة يمكن صقلها بالتأمل في الذات، وتعلّم الأفضل من الآخرين، وتحويل النوايا إلى سلوك يومي ملموس. فما أجمل أن يبدأ القائد يومه بكلمة شكر، أو لفتة تقدير، أو نظرة تفاؤل، فهذه التفاصيل الصغيرة تُحدث أثراً عظيماً. وفي زمن يطغى فيه الضجيج، يبقى صوت القائد الملهم هو النغمة التي تعيد التوازن، وتُوقظ الأمل، وتدفع الجميع نحو القمة بشغف لا بضغط، وبإيمان لا بخوف.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق