نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رضوى مزين: تجربتي في الإذاعة مهدت طريقي للدراما, اليوم الأحد 4 مايو 2025 03:13 صباحاً
نشر بوساطة عبد الرحمن الناصر في الرياض يوم 03 - 05 - 2025
على بساطٍ من الكلمة والصوت، شقت رضوى مزين طريقها في عالم الإعلام، متوسدةً شغفها الخالص الذي لم يكن يومًا طارئًا، من الأستوديو الإذاعي الذي كان صوتها فيه بوصلة للمستمعين، إلى الكاميرا التي نقلت حضورها إلى شاشة الدراما، تحولت رحلتها إلى قصة نضج وتجدد دائم.
في هذا الحوار، تكشف رضوى تفاصيل بداياتها، وتحديات التحول من مذيعة إلى ممثلة، وتجربتها اللافتة في مسلسل "الزافر"، بين الفنتازيا والتراث، وتبوح لنا بأحلامها القادمة، حيث لا تزال تؤمن أن الصوت حين يلتقي الصورة بصدق، يولد أثرًا لا يزول، فإلى الحوار:
* في البداية، كيف بدأتِ مسيرتكِ الإعلامية؟ وما الذي دفعكِ لاختيار الإذاعة كمحطة أولى؟
* بدايتي كانت مدفوعة بالشغف الحقيقي بالكلمة والصوت، وجدت في الإذاعة مساحة حقيقية للتعبير بصوتي فقط، بعيدًا عن الصورة، وهذا ما جذبني لها كمحطة أولى. كانت الإذاعة بالنسبة لي مدرسة عميقة علمتني كيف يصل الإحساس للناس دون أن يروني، فقط يسمعونني. الإذاعة صقلت قدرتي على التعبير الصادق، وعلمتني كيف اُكوّن صورًا ذهنية بالكلمات وحدها، وهي خبرة ظلّت تؤثر في أدائي حتى اليوم.
* تنقلتِ بين عدد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، هذه التجارب شكلت منعطفًا خاصًا لكِ، هل هذا صحيح؟
* بالفعل صحيح.. فكل تجربة مررت بها تركت بصمتها عليّ، لكن العمل في التلفزيون فتح لي أبوابًا جديدة من الحضور والتواصل البصري مع الجمهور، بينما منحتني الإذاعة عمقًا وصدقًا في الأداء. التنقل بين المنصتين شكّل نضجًا مهنيًا وتطورًا طبيعيًا لمسيرتي. كل وسيط إعلامي كان له تحدياته وفرصه، والتعامل مع تنوع المنصات ساعدني على بناء شخصية إعلامية مرنة قادرة على التكيّف مع مختلف الأدوار.
* ما الفروقات التي لاحظتِها بين العمل الإذاعي والتلفزيوني؟ وكيف أثرت هذه التجارب في شخصيتك المهنية؟
* الإذاعة تعتمد على إيصال المشاعر بالكلمة فقط، بينما التلفزيون يضيف عنصر الصورة والتفاعل الجسدي. هذا التفاوت جعلني أكثر وعيًا بكيفية استخدام أدواتي كمقدمة، وساعدني على تطوير مهاراتي في الإلقاء، والحضور، والاتزان تحت الأضواء. كما أدركت أن لكل وسط لغته الخاصة، وأن الحفاظ على مصداقيتي أمام المايكروفون أو الكاميرا هو مفتاح نجاحي في كليهما.
* عام 2017 خضتِ تجربتكِ الأولى في التمثيل مع مسلسل "إحساس"، كيف تصفين تلك التجربة الأولى؟ وهل كنتِ ترينها مجرد تجربة أم بداية فعلية لمسار جديد؟
* كانت مزيجًا من التحدي والفضول، دخلت التجربة بشغف، وكنت أختبر نفسي في بيئة مختلفة تمامًا عن الإعلام، واليوم أراها كانت بداية حقيقية لمسار جديد أحاول أن أضع فيه بصمة خاصة بي. رغم توتري حينها، إلا أن الحماس الداخلي تغلب على خوفي، ومنذ تلك اللحظة شعرت أن بابًا جديدًا قد فُتح لي في التعبير الفني.
* بين الإعلام والتمثيل، ما التحديات التي واجهتِها حين قررتِ أن تعيدي تعريف نفسك كممثلة؟ وهل واجهتِ تحفظًا أو تشكيكًا؟
* بلا شك، واجهت تساؤلات وتشكيك من البعض، وهذا أمر طبيعي عندما يتحول الشخص من مجال إلى آخر، لكنني آمنت بأن الموهبة والعمل الجاد هما الفيصل، وأدركت أن إعادة تعريف الذات تتطلب شجاعة وصبرًا وثقة في النفس. تعلمت أيضًا أن أثق برحلتي الخاصة، حتى وإن تأخر الاعتراف أو القبول من الآخرين، فالأهم أن أكون مخلصة لشغفي.
* بعد مرور سنوات من العمل الإعلامي، كيف تقيمين دخولك إلى عالم الدراما؟ وهل شعرتِ أن أدواتكِ كإعلامية خدمت أداءك كممثلة؟
* أعتقد أن دخولي للدراما كان مدروسًا نوعًا ما. أدواتي كإعلامية، خصوصًا التحكم بالصوت والانفعالات، ساعدتني كثيرًا، لكن التمثيل عالم مختلف، يتطلب تركيزًا على تفاصيل أدق، لذلك حرصت على التعلم والتطوير المستمر. وأيقنت مع الوقت أن كل تجربة مهنية سابقة كانت تجهزني بطريقة غير مباشرة لهذا التحول الجديد. أما مشاركتي كضيفة شرف في "يوميات رجل عانس" فكانت تجربة مختلفة بالفعل، خفيفة ومليئة بالعفوية، واستمتعت بالتفاعل مع إبراهيم الحجاج وفيصل الدوخي، وكانت فرصة لطيفة للتواجد في عمل بطابع ساخر وإنساني في آن معًا.
* نصل إلى محطة "الزافر"، أول عمل سعودي يتناول الفنتازيا التراثية بهذا الحجم، كيف جاءكِ هذا الدور؟ وما الذي شدكِ إليه؟
* وصلني العرض بعد قراءة مطولة للنص، وشدني فيه الجمع بين الفنتازيا والعمق التراثي، أحببت فكرة كسر القالب المعتاد وتقديم شيء جريء ومختلف، وهذا ما جعلني أتحمس جدًا للعمل. شعرت أن المشروع يحمل روح المغامرة الفنية التي كنت أبحث عنها، فكان من المستحيل أن أرفض هذه الفرصة.
* تؤدين شخصية "صالحة"، وهي شخصية متعددة الطبقات، كيف استعددتِ لها نفسيًا وأدائيًا؟ وما مدى ارتباطكِ بها؟
* صالحة شخصية معقدة، تحمل في داخلها صراعًا داخليًا بين الماضي والحاضر، وبين القوة واللين. قضيت وقتًا في تحليل ملامحها النفسية، وتواصلت مع مخرجي العمل لفهم كل أبعادها. شعرت أنني مرتبطة بها على مستوى شخصي، ربما لأن فيها مني. كان عليّ أن أستحضر تجاربي ومشاعري الخاصة لأتمكن من تقديمها بصدق، وهذا ما جعل رحلتي مع صالحة رحلة داخلية أيضًا.
* ما أبرز التحديات التي واجهتكِ في "الزافر" من حيث الأداء أو نوع العمل؟ وهل شعرتِ أن هذا الدور يعبّر عن نقطة تحول؟
* أكبر تحدٍّ كان التعامل مع بيئة تصوير غير تقليدية، ومع نوع درامي جديد عليّ تمامًا، لكني أعتبر هذا الدور نقطة تحول مهمة، لأنه منحني الفرصة للتعبير عن إمكانيات لم تُظهرها أدواري السابقة. وكان عليّ أن أتعلم كيف أوازن بين الواقعية والمبالغة الرمزية المطلوبة في الفنتازيا، مما صقل أدائي بشكل لم أتوقعه.
* جمهوركِ يعرفكِ بصوتك في الإذاعة، كيف كان تفاعلهم معكِ بعد دخولك عالم التمثيل؟ وهل هناك فرق في الانطباع الذي تتلقينه؟
* كان التفاعل مدهشًا وصادقًا، كثير من المتابعين قالوا إنهم كانوا يتخيلونني بطريقة معينة، ورأوني اليوم بشخصيات درامية تُجسد صوتهم المألوف. هذا التباين جميل، ويؤكد أن الجمهور يقدّر التنوع والقدرة على التلوّن الفني. وأحسست أنني كنت أُعيد تقديم نفسي لهم بطريقة جديدة، تفتح أمامهم أبعادًا مختلفة عن شخصيتي الإعلامية التي اعتادوا عليها.
* هل تفكرين في الاستمرار في التمثيل كمجال أساسي؟ أم ترغبين بالموازنة بين الإعلام والفن؟
* أحب الإعلام، ولا يمكنني أن أتخلى عنه، لكنه أيضًا لا يتعارض مع شغفي المتنامي بالتمثيل. أطمح إلى تحقيق التوازن بين المجالين، بحيث أُعطي كل منهما ما يستحقه دون أن يطغى أحدهما على الآخر. أؤمن أن الفن والإعلام يكملان بعضهما حين يكون الدافع صادقًا، والرسالة إنسانية قبل أن تكون مهنية.
* ما الذي تطمح له رضوى مزين اليوم؟ وهل ثمة أدوار أو مشاريع تحلمين بها مستقبلاً؟
* أطمح لتقديم أدوار ذات عمق إنساني ورسائل حقيقية، سواء في الإعلام أو التمثيل. أحلم بتجسيد شخصية تاريخية، أو دور فيه تحدٍ نفسي كبير، وأسعى لأن أكون جزءًا من مشروع فني يصنع فرقًا. طموحي أن أترك أثرًا حقيقيًا، وألا أكون مجرد عابرة في ذاكرة الجمهور، بل جزءًا من قصصهم التي تشبههم.
* لاحظنا دخول عدد من المذيعات إلى عالم التمثيل، برأيك، ما الذي يجعل هذا التحول شائعًا؟ وهل ترين أنه من الممكن التوفيق بجدية بين المهنتين؟
* أعتقد أن التشابه في أدوات المجالين - الحضور، الأداء، الإلقاء - يجعل هذا التحول منطقيًا. الكثير من المذيعات يملكن أدوات التمثيل دون أن يعلمن، ومع التدريب والفرص يمكن لهن أن ينجحن في المجالين، المهم هو الجدية والاحترام الكامل لكل مهنة. وفي النهاية، سواء في الإعلام أو التمثيل، يبقى المعيار الحقيقي هو الشغف والالتزام، وهما كفيلان بتمييز المسيرة عن التجربة العابرة.
صالحة تشبهني وصراعاتها عشتها داخليًا
رضوى خلال كواليس مسلسل «الزافر» في موقع تراثي
عندما كانت تقدم برنامج «الليل والناس»
مسلسل مجمع 75
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق