«وادي الفراشات» رسمٌ بملامحِ اللامعقول

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«وادي الفراشات» رسمٌ بملامحِ اللامعقول, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 05:33 صباحاً

«وادي الفراشات» رسمٌ بملامحِ اللامعقول

نشر بوساطة نزار عبد الحميد في الرياض يوم 02 - 05 - 2025

2130202
من قلب بغداد الممزق ما بين أنقاض حروب وأحلامٍ مفقودة، تضعنا رواية (وادي الفراشات) للأديب والروائي العراقي أزهر جرجيس، في مواجهة مع الوجود نفسه، حيث يلتقط المواجع بشكلها العبثي، وتسير الشخصيات ضمن صراعٍ لا منتهٍ مع أسئلةٍ كبرى للحياة.
مَنْ نحن؟ ولماذا نحن؟! وهل ثمة معنىً لهذا الوجود المعلّق في الفراغ؟ وخلال رحلة شخصية الرواية المحورية "عزيز عواد" وعوالمه الداخلية، تتكشف لنا طبقات عدّة ما بين الواقع المزري والخيال الأكثر إيلامًا، في جولة من التباسات الزمن وتشظٍ نفسي؛ ميّزه اغتراب وجودي يأخذنا نحو عوالم أدبٍ توشَّح بسمات اللامعقول.
ذلك الصنف من الأدب الرافض لتقليدي المنطق، مقدمًا الواقع كما هو بكل عبثيته، بلا تفسيراتٍ، ولا ضمانات، ولا أي إجابات قد تكون نهائية ضمن عالمٍ مغلّف بواقع ملتبس.
(وادي الفراشات) حيث تتداخل الأصوات بالزمان والمكان، ولا يملك عزيز عواد حتى الحقيقة ليتمكن من مواجهة ما يدور حوله، لم يكن -أي عزيز- ذلك النموذج البطولي اللاهث خلف هدف أو مكملًا لرحلةٍ ذات مغزى بالمعنى المطلق، بل هو ذاك الشخص الباحث عن شيءٍ لا يستطيع تحديده.
وفي الوقت ذاته يعيش حالة من الاغتراب في داخله ومحيطه، حاله كحال الشخصيات الأخرى التي لا يُمَكَّن لها أن تعثرَ على نقطة ثباتٍ في عالم يفتقر للمنطق.
عزيز تجسيدٌ للباحث عن معنىً للوجود في عالم حاول جاهدًا أن يواجهه بشجاعة اللامعقول، دون أن يمتلك الأدوات المناسبة لإدراك ما حوله، في عالم مربك لا يملك تمييز واضح بين الموت والحياة، ولا بين الحقيقة والخيال حيث ينعكس الصراع الوجودي بصوره كافة.
وينتقل بين الحلم والواقع بين الموت والحياة، والكل مشترك في حالة من العجز عن تحقيق التواصل الفعلي مع الآخر.
(وادي الفراشات) لمن تكن مجرد عمل سردي يحكي قصة شاب في واقع مضطرب، بل هي رواية للوجود نفسه فكل شيءٍ قابلٍ للشك وبالتالي التفكك، هي رحلة في عوالم اللامعقول، حيث لا يمكن للبطل أن يجد نفسه حتى في أبسط الأمور كالعمل أو الحب أو العيش ضمن حيزٍ يحقق له شيئًا من الآدمية، بالتالي كيف له أن يجدَ حلًا لكبريات الأسئلة حول قضايا ضربت مجتمعًا غارقًا في الحصار والفقر والقمع، ومن حوله حياة وموت وارباك للحياة بكل تفاصيلها .
قد يلاحظ القارئ طرحًا سرديًا سلسلًا من خلال صورةٍ صادقةٍ لإنسانٍ يواجه عبث الحياةِ وغياب للمعنى، لكنه طرح عميق لامس عصبًا لقضايا كبرى كانت ولاتزال مثار نقاشٍ فكري و سردي.
برغم كل هذا بحث عزيز عواد ومن خلفه أزهر جرجيس عن نفسه في وادي الفراشات ونجد أنفسنا جميعًا، نبحث معه أيضًا في وادي اللامعقول حيث أسئلة بلا إجابات وحياة ستبقى مستمرة رغم غياب شبه كامل للاستقرار.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق