نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الترجمة الذاتية.. مناصرة لغات وكشف هويات, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 05:33 صباحاً
نشر بوساطة تركية العمري في الرياض يوم 02 - 05 - 2025
«الترجمة الذاتية الأدبية عمل سخي وأناني، ورحلة إبداعية يتم فيها اختبار ثراء اللغة وإمكاناتها وحدودها».
جيما دونيل تُعرف الترجمة الذاتية الأدبية بأنها قيام المؤلفين بترجمة كتاباتهم الأدبية، وللترجمة الذاتية تاريخ طويل منذ القرون الوسطى، ولكن عندما نعود إلى دراسات الترجمة وممارساتها المختلفة نجد أن الترجمة الذاتية كانت أكثر الممارسات إهمالاً ولم تحظى بالاهتمام إلا مؤخراً حيث أصبحت موضوع بحث في حقول الترجمة الأدبية والأدب المقارن كما أصبحت أيضاً تخصصاً في حد ذاته وفرعاً مستقلاً لدراسات الترجمة، وبدأت تُنظم ملتقيات ومؤتمرات يتم فيها تسليط الضوء على الترجمة الذاتية من منظور جديد وفي سياقات ثقافية وسياسية جديدة.
ويمتلك المترجم الذاتي السلطة والحرية في تغيير الكلمات أو المصطلحات كما أنه يستطيع الوصول إلى عمق السياق الثقافي لنصه أفضل من المترجم العادي تشير فيرينا جونغ إلى هذه الميزة التي يتمتع بها المترجم الذاتي «الفرق الرئيسي بين المترجمين العاديين والمترجمين الذاتيين هو حقيقة أن المترجمين الذاتيين يمكنهم الوصول إلى هدفهم الأساسي والسياق الثقافي الحقيقي».
ولكن ماذا عن المتعة في الترجمة الذاتية !
هناك متعة لا يشعر بها إلا من يمارس الترجمة الذاتية فالمترجم الذاتي يعبر ذهاباً وإياباً بين نصين متساويين ولغتين وثقافتين ويأخذه هذا العبور إلى المستوى الجمالي حيث يرى ويلمس تفاعلات جمالية جديدة بين وتلك التفاعلات تقود إلى حوار حيوي بينهما.
وفيما يتعلق بالثنائية فإن الترجمة الذاتية الأدبية المترجم الذاتي يقف أمام ثنائيات متعددة: ثنائية اللغات والهويات والسياقات، لتضع الترجمة الذاتية للنص بنسختيه مكاناً بينهم في محاولة لزعزعة اللغات المهيمنة، فالترجمة الذاتية الأدبية تسعى لتحقيق المساواة، ومناصرة لغات الأقليات كما أنها ترسم مسارات للتنوع الثقافي بين الشعوب.
تبني الترجمة الذاتية الأدبية لها علاقة مع الهويات حيث تساهم في الحفاظ عليها وتعرف الآخرين بها، وعبر الفنون البصرية بدأت الترجمة الذاتية الأدبية تحمل هويات بصرية وموسيقية تنتمي لموطن النص الأصل.
وفي عصر الرقمية ووسائطها المتعددة، بدأت الترجمة الذاتية الأدبية تخطو نحو احتضان كل الهويات ولم تعد تقتصر على هويات المهاجرين كما كان في السابق ليجد المترجم الذاتي نفسه أنه عبر ترجماته يشارك العالم في تحقيق تواصل معرفي وسلام.
*كاتبة /مترجمة
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق