زيادة احتياطي النفط والغاز بالمملكة لارتفاع التنقيب والتطوير

المدينة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ
قال أمين الناصر (الرئيس وكبير الإداريِّين التنفيذيِّين فى شركة «أرامكو السعوديَّة»): إنَّ احتياطي المملكة من النفط والغاز في ازدياد منذ 30 عامًا، مشيرًا إلى أنَّ معظم الطروحات السابقة بوصول النفط إلى ذروة الإنتاج قبل سنوات كانت غير صحيحة.وأرجع زيادة احتياطات المملكة من النفط والغاز إلى استمرار اعمال الاكتشاف والتنقيب خلال السنوات الماضية ، مشيرا الى انه على الرغم من ارتفاع الاحتياطي النفطي لدى المملكة حاليا ليكفى اكثر من 70 عاما ، الا ان اعمال التنقيب والاكتشاف وتوسيع الابار مستمرة ، وكل برميل يتم استخراجه يجرى العمل على تعويضه بوسائل مختلفة .

واشار الى جاهزية ارامكو للتعامل مع كافة الاحداث الطارئة ، معيدا الى الذاكرة التحرك الناجح والسريع في احتواء اثار الاعتداء على منشأتى النفط في بقيق وخريص قبل عدة سنوات في المنطقة الشرقية دون اى تتاثر الاسواق .

وارجع ذلك الى نهج أرامكو في العمل وفق اطار مؤسسي واعداد مختلف السيناريوهات لمواجهة المخاطر من خلال تاهيل القوى البشرية وتنفيذ التجارب الافتراضية اللازمة للتأكد من جاهزية مختلف الادارات والقطاعات .

جاء ذلك خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المحليَّة -مؤخَّرًا- على هامش الجولة التي نظَّمتها «أرامكو» في حقل الشيبة، ومرافق الشركة المختلفة؛ لاطلاعهم على مستجدَّات القطاع، والتطورات الجارية في المملكة؛ لتحديث مزيج الطاقة، والتعرف على المشروعات والخطط التطويريَّة المختلفة عن قُرب.

انخفاض الطلب على النفط

وردًّا على سؤال يتعلَّق بتأثير حرب الرسوم التجاريَّة على استهلاك النفط، توقَّع الناصر أنْ تؤدِّي الرسوم التجاريَّة، إلى انخفاض في الطلب على النفط؛ نتيجة حالة الغموض الرَّاهنة، وتراجع الإنتاج في المصانع، متوقِّعًا ظهور التأثير مع انتهاء مهلة الـ90 يومًا التي منحها الرئيس الأمريكي، من أجل التوصل إلى اتفاق بشان الرسوم التجاريَّة.

وأشار إلى أنَّ غالبيَّة التقديرات الرَّاهنة ترى تراجع الطَّلب على النفط من 1.3 مليون برميل خلال العام الحالي، إلى ما بين 700 إلى 800 ألف برميل فقط.

وفيما كانت التوقُّعات تشير إلى ارتفاع الإنتاج إلى 106 ملايين برميل يوميًّا بنهاية العام الجاري، من المتوقَّع أنْ يتراجع الإنتاج -إلى حدٍّ ما- تبعًا للظروف الاقتصاديَّة، والتوترات السياسيَّة، والرسوم الجمركيَّة.

وفي المجمل فإنَّ العالم بأسره، سيظل في احتياج لجميع سبل الطاقة مجتمعة لعدَّة سنوات مقبلة.

ورأى ان التذبذب الراهن في الاسواق يؤدى الى ارتباك في قطاع الاستثمار ولايصب الامر في المجمل في صالح السوق النفطية.

تأثير محدود على السوق السعودي

وعن رؤية أرامكو الاستثمارية وانعكاسات الحرب التجارية على السوق السعودي ، قلل الناصر من هذا الامر ، مرجعا ذلك الى اعتماد ارامكو على خطط استثمارية طويلة الاجل تتراوح بين 5 الى 10 سنوات ، فضلا عن تمتع الشركة بملاءة مالية مرتفعة وخطط ممتدة لفترات تتراوح بين 20 الى 30 عام .

كما تعمل الشركة من خلال نموذج تشغيلي واقتصادي متوازن يجمع بين القوة النسبية في الصناعة النفطية والقدرات التشغيلية ، والتى تشمل تنافسية الكلفة الإنتاجية، والكفاءة المالية العالية .

مخاوف من تسييس تحوُّل الطَّاقة

وردًّا على سؤال يتعلَّق بتحوُّل الطَّاقة والتغيُّر المناخي، حذَّر الناصر من محاولات تسييس هذه القضيَّة لصالح أطراف دون أُخْرى، داعيًا إلى التحوُّل في إطار من التوازن، الذي يأخذ بعين الاعتبار صعوبة التحوُّل المفاجىء من مصادر الطَّاقة التقليديَّة ذات الموثوقيَّة العاليَّة، إلى المصادر المتجدِّدة مرتفعة التَّكلفة حتى الوقت الرَّاهن.

وأشار إلى أهميَّة أنْ يرتبط ذلك بثلاثة عوامل أساسيَّة، هي: أمن الطَّاقة وسلامة الإمدادات حول العالم، والثاني تقييم الأثر، والثالث أنْ يتم التحوُّل بأسعار معقولة.

وأشار إلى أنَّ ارتفاع أسعار المنتجات النفطيَّة في الدول الغربيَّة بشكل ملحوظ، يرجع -بنسبة كبيرة- إلى فرض ضرائب عالية القيمة على هذه المنتجات.

ولفت إلى أنَّ مزيج الطَّاقة المكوَّن من المصادر التقليديَّة، بجانب الطَّاقة الشمسيَّة، وطاقة الرِّياح، والطَّاقة النوويَّة يجب أنْ يكون متوازنًا، مشيرًا إلى سعي المملكة للوصول بمزيج الطَّاقة إلى 50% في 2030، من خلال التوسُّع في الاعتماد على الغاز والمصادر المتجدِّدة.

وقال: إنَّ وزارة الطَّاقة تتولَّى مسؤوليَّة هذا الملف، من خلال إستراتيجية ممتازة، حقَّقت نجاحات جيدة طوال السنوات الماضية، وعلى الرغم من الطروحات المتعدِّدة لخفض استخدام وسائل الطَّاقة التقليديَّة على نطاق واسع، إلَّا أنَّ الإقبال لايزال كبيرًا على الفحم في العديد من الدول المتقدِّمة، وإن كان مزيج الطاقة يتَّجه تدريجيًّا إلى مزيد من التوازن، بعد أنْ استحوذت الوسائل التقليديَّة على 80% من حجم الطَّلب -حتَّى سنوات قليلة مضت-.

الذكاء الاصطناعي

وردًّا على سؤال يتعلَّق بدور الذكاء الاصطناعيِّ في اعمال الشركة، قال الناصر: إنَّ الشركة تتعاون مع مثيلاتها في المملكة والعالم، في تقييم المنارات الصناعيَّة، فيما يتولَّى 285 روبوتًا رقميًّا المساعدة في المهام الروتينيَّة، مع التوسُّع في الاعتماد على حاضنات الأعمال، والمساعد الإلكترونيِّ للتعامل مع الملفات المختلفة، وتطوير سيناريوهات محاكاة للواقع.

كما تعكفُ على تطوير نموذج لغويٍّ كبيرٍ يحوي تريليون مَعْلمة؛ لتشغيل التطبيقات المعرفيَّة.

وتطرَّق الناصر إلى أهميَّة الذكاء الاصطناعيِّ بمجال الطَّاقة، من خلال التنبؤ بالأعطال عبر التعلُّم الآليِّ، وتقليل وقت التوقُّف عن العمل، وتعزيز البنية التحتيَّة الرقميَّة، ودفع ابتكارات الذكاء الاصطناعيِّ المتقدِّمة.

وتستخدم «أرامكو» حلول الذكاء الاصطناعيِّ في مجالات مختلفة، تتراوح من مراقبة حرق الغاز في الشعلات، إلى نماذج محاكاة المكامن، وأنظمة تحديد أماكن وصلات أنابيب الحفر.

ولفت الى اكثر من 400 حالة لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لرفع كفاءة الاداء والتشغيل بالشركة مما أدى الى توفير أكثر من مليارى دولار .

تركُّز النفط في الشرقيَّة

وحول أسباب تركز النفط في المنطقة الشرقيَّة، أرجع ذلك إلى الترسًّبات والعوامل الجولوجيَّة المختلفة على مدار السنين.

مشيرًا أنَّ البترول هو الثروة الناتجة من رواسب المحيطات الضخم.

وتضم الشرقيَّة حقل الغوار، وهو واحد من أكبر حقول النفط في العالم.

وفي الوقت الرَّاهن تشهد المملكة أكبر عملية مسح جيولوجي على مساحة 600 ألف كم 2، من أجل تحديث البيانات الجولوجيَّة، والتعرُّف على الثروة التعدينيَّة المختلفة.

وأشار إلى حرص المملكة على الاستفادة من ثرواتها المعدنيَّة المختلفة، مثل الليثيوم وغيره من المعادن النادرة، التي يزداد الاعتماد عليها في المرحلة الراهنة، من أجل التحوُّل إلى صناعة السيَّارات الكهربائيَّة.

الحضور الإعلامي

وردًّا على سؤال يتعلَّق بتعزيز الصورة الذهنيَّة لأرامكو، والتَّعريف بجهودها الوطنيَّة، عبر المشاركة فى المعارض النوعيَّة المختلفة، أكَّد الناصر أهميَّة الحضور الإعلاميِّ، مشيرًا إلى وجود 26 مليون متابع لأنشطة الشركة على وسائل الإعلام المختلفة.

وشدَّد -في السياق ذاته- على دور الصحافة في التَّعريف بدور الشركة الوطنيِّ على كافَّة المستويات.

وأشار إلى أنَّ الشركة، يتقدَّم لوظائفها المتميِّزة عشرات الآلاف من أبناء الوطن المؤهَّلين، وفي إطار دعمها لجهود التَّنويع الاقتصاديِّ، بالتعاون مع الشركاء من مختلف القطاعات، رفعت الشركة نسبة المحتوى المحلىِّ إلى 67% حاليًّا، ومن المتوقَّع أنْ تصل إلى 75% بحلول 2030.

ويتولَّى مركز العمليَّات الموحَّد إدارة كافَّة الأعمال التشغيليَّة، ومن أبرزها، منصَّات التنقيب، ومتابعة مراكز سلاسل الإمداد؛ للتعرُّف على أيِّ جوانب للقصور أوَّلًا بأول.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق