الهندسة الاجتماعية في عصر الذكاء الاصطناعي

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الهندسة الاجتماعية في عصر الذكاء الاصطناعي, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 09:33 مساءً

الهندسة الاجتماعية في عصر الذكاء الاصطناعي

نشر بوساطة معتصم باكراع في الوطن يوم 22 - 04 - 2025

1164042
ما هي الهندسة الاجتماعية؟ وكيف يتم تهكير العقول عن طريقها؟! الهندسة الاجتماعية هذا المصطلح المهم وغير الدارج باللغة العربية في أوساط المجتمع، مع الأسف، هو استخدام التقنيات اللازمة في خداعك للحصول على منفعة مادية.. باختصار هو اختراقك.
ولكن.. لماذا سميت «اجتماعية»؟ لأن الهدف هو الإنسان. كما أن المهاجم أو المخترق سوف يستغل مشاعر الثقة التي لديك في تحقيق هدفه.
أنت الآن مخدوع من صديقك الذي تعرفه أو أخيك أو حتى أبيك وأمك، حيث إنها حيلة الهندسة الاجتماعية مع تقمص شخصيات الآخرين من خلال بصمتك الرقمية (Digital Footprint) التي تعرف بأنها الأثر الذي يتركه الإنسان في أثناء استخدامه الإنترنت، حيث إنه من الشائع أن تسمع أن الحيل التي يستخدمونها قد وقع في مصيدتها قريب أو صديق، وهو يردد عبارة «ليتني لم افتح الرابط.. نقودي تبخرت في مهب الريح».
وكما يقول كيفين ميتنيك في كتابه «فن الخداع»: «الهندسة الاجتماعية ليست في اختراق الأجهزة، بل في اختراق العقول».
ومع التحديثات التقنية المتسارعة، أصبحت الهندسة الاجتماعية سلاحا يقتنص الضحايا دون رحمة. لذلك، فإن الوعي السيبراني هو مسؤوليتك الشخصية.
وفي ضوء الذكاء الاصطناعي هناك قصة أخرى، منشورة بصحيفة «وول ستريت»، أنه في تاريخ أغسطس 2019 استخدم المحتال الذكاء الاصطناعي لمحاكاة صوت الرئيس التنفيذي في قضية جريمة إلكترونية هزت شركة طاقة إلكترونية بريطانية.. ماذا تتوقع حدث؟ تم الاستيلاء على 243.000 دولار أمريكي بعد استخدام
تقنية استنساخ الصوت (Voice Cloning) المولدة بالذكاء الاصطناعي في تقليد نبرة صوت الرئيس التنفيذي بنجاح، حيث إنه بعد التحويل الأول تم طلب تحويلات عدة أخرى حتى استيقظ الموظف المنهوب من نومه، ولكن بعد فوات الأوان.
وعلى صعيد الواقع المعزز فالقصة أكثر سهولة، حيث إن انتشار وتوسع استخداماته في الرعاية الصحية والتعليم والتسوق يُزيدان التعقيد في اقتناصه، إذ بات بإمكان المهاجمين إنشاء واجهات زائفة.
وكما يقول الدكتور فيليب، الباحث في الأمن السيبراني في جامعة جورج واشنطن: «نحن لا نخترق فقط من خلال الكود البرمجي، بل من خلال الإدراك».
وكما أظهرت دراسة، نشرتها جامعة ملقة الإسبانية في مارس 2025، بعد تحليل تأثير الواقع المعزز في سلوك الطلاب في بيئة التعليم الذكي، فإن المستخدمين كانوا أكثر استعدادا لمشاركة معلومات شخصية داخل بيئات الواقع المعزز.
كما أن دراسة أخرى أكدت أن النوافذ المعززة التي تطلب تأكيد هوية المستخدم قد تمثل خطرا إذا تم اختراق التطبيق.
وبعد استعراضي الموجز عن بعض انتهاكات الهندسة الاجتماعية، يأتي الأمن السيبراني ليتصدى لكل تلك الهجمات بكل قوة من خلال تقنيات وأساليب عدة. كما أنه يوظف الذكاء الاصطناعي في تموضعات تقنية عدة، لصد هذه الهجمات، أبرزها التحقق متعدد العوامل (MFA) في كل عملية إدخال بيانات، بالإضافة إلى أنظمة كشف التزوير المعزز (AR Spoofing)، وتحليلات اكتشاف الأنماط غير الطبيعية للذكاء الاصطناعي.
ربما قراءتي كتاب «تأثير الأمن السيبراني»، للكاتبة ماري آيكن، هو ما قادني لفهم هذا السلوك الذي وقع تحت مقصلته العديد من الضحايا.
ومن هنا يأتي الدور الريادي للأمن السيبراني في كل المنشآت، للتوعية والتثقيف عن أحدث الممارسات الاحتيالية لتخطي المنظومة السيبرانية.
وعلى صعيد إنجازات المملكة في مجال الأمن السيبراني بشكل موجز، حققت المركز الثاني على دول مجموعة العشرين، والرابع عالميا، في جاهزية التنظيمات الرقمية وفقا لتقرير الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، بالإضافة إلى تعزيز دور الهيئة الوطنية للأمن السيبراني عن طريق مبادرات عدة رائدة، مثل الإطار الوطني لحوكمة الأمن السيبراني، ونظام حماية البيانات الوطنية، وإطلاق منصات تدريب وتأهيل، مثل أكاديمية الأمن السيبراني.
واختم مقالي بهذه الاقتباس من دراسة هاريسون بليد بعنوان «الهندسة الاجتماعية المدعومة بالذكاء الاصطناعي»: «تعد تقنيات التزييف العميق المدعومة بالذكاء الاصطناعي من أخطر أدوات الهندسة الاجتماعية الحديثة، لأنها تستغل الثقة الإنسانية في أكثر صورها البدائية».

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق