نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العلاقات السعودية - الهندية.. شراكة استراتيجية تتجدد وآفاق تعاون تتسع, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 03:57 مساءً
نشر بوساطة طلحة الأنصاري في الرياض يوم 22 - 04 - 2025
في مشهد يعكس عمق العلاقات التاريخية ومتانة الأواصر الاستراتيجية، حطّ دولة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي رحاله في المملكة، في زيارة رسمية تؤكد المكانة المتقدمة التي تحظى بها المملكة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وتأتي هذه الزيارة في توقيت دقيق، حيث تشهد المنطقة تطورات سياسية وعسكرية متسارعة، مما يعزز الحاجة إلى التشاور وتنسيق الجهود بين البلدين الصديقين، دفاعًا عن الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وحماية لمصالحهما المشتركة، لا سيما في ملفات الطاقة وأمن التجارة الدولية.
وليس خافيًا أن اهتمام دولة رئيس الوزراء الهندي بلقاء سمو ولي العهد يعكس إيمان القيادة الهندية بالدور المحوري الذي تؤديه المملكة، وثقلها السياسي والاقتصادي المتنامي في منظومة العلاقات الدولية.
تاريخ من التفاهم وروح من الشراكة
تأتي العلاقات بين الرياض ونيودلهي كامتداد لتاريخ طويل من التواصل والتعاون، توج خلال السنوات الأخيرة بتبادل زيارات رفيعة المستوى، كان أبرزها زيارتا سمو ولي العهد - حفظه الله - للهند عامي 2019م و2023م، وزيارات رئيس الوزراء الهندي إلى المملكة في عامي 2016م و2019م.
وشكلت زيارة سمو ولي العهد إلى الهند عام 2019م نقطة تحول مفصلية، حيث أعلن خلالها عن تأسيس مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي - الهندي، بإشراف مباشر من قيادتي البلدين، ومشاركة وزارية واسعة تغطي مختلف المجالات التنموية.
مواءمة الرؤى واستثمار المستقبل
ويعمل البلدان بروح الطموح والرؤية المشتركة لمواءمة رؤية "السعودية 2030" وبرامجها التحولية، مع رؤية "الهند المتقدمة 2047"، إلى جانب مبادرات الهند الكبرى مثل "اصنع في الهند"، و"ابدأ من الهند"، و"الهند النظيفة"، و"المدن الذكية"، و"الهند الرقمية"، وهو تناغم يفتح أبواباً واسعة للتكامل الاقتصادي والتنموي.
شراكة اقتصادية.. وأرقام تتحدث
وعلى صعيد التبادل التجاري، تُعد الهند ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة، فيما تأتي المملكة خامس أكبر شريك تجاري للهند وثاني أكبر مورد للنفط لها، بحجم تبادل تجاري بلغ نحو 39.9 مليار دولار في عام 2024م.
وتؤكد الشراكة في قطاع الطاقة خصوصًا على متانة العلاقة، إذ يتطابق موقف البلدين تجاه أهمية دعم استقرار أسواق الطاقة العالمية وضمان تدفق الإمدادات بما يعزز الأمن الاقتصادي العالمي، مع التزام المملكة الدائم بدورها كمصدر موثوق للطاقة للهند والعالم.
جسور من الثقة والنمو
وفي مضمار الاستثمارات، تواصل كبرى الشركات السعودية توسيع حضورها في السوق الهندي، حيث بلغت الاستثمارات السعودية هناك نحو 10 مليارات دولار، في المقابل، أصبحت المملكة وجهة جاذبة للاستثمارات الهندية، مع بلوغ رصيد الاستثمارات المباشرة نحو 4 مليارات دولار في عام 2023م، بنمو بلغ 39% عن العام السابق، تأكيداً على الثقة المتبادلة ونجاح رؤية المملكة في خلق بيئة استثمارية تنافسية.
وتجسد زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى المملكة فصلًا جديدًا في سجل العلاقات المتميزة بين البلدين، وترسم ملامح مستقبل مشترك عنوانه التعاون الوثيق، والتنمية المستدامة، والسلام الإقليمي والدولي، ومع الإرادة السياسية القوية التي تجمع قيادتي البلدين، والتكامل المتسارع بين رؤاهما الاقتصادية والتنموية، تبدو الشراكة السعودية - الهندية مرشحة للارتقاء إلى مستويات غير مسبوقة، ترسم ملامح عالم أكثر استقرارًا وازدهارًا.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق