نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حينما صار الممثلون واللاعبون والمغنون هم القدوة, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 09:33 مساءً
نشر بوساطة علي عادي طميحي في الوطن يوم 21 - 04 - 2025
شاهدت مساء البارحة معلما حليق الرأس، نحت رأسه من الأعلى قليلا ومن الجوانب كثيرا، في لوحة تحسب أنها فنية! لكنها «قزع بين». هذا المعلم لا أبخسه حقا، إنه على خلق، وهو ليس الأول ولن يكون الأخير في هذا الطريق ممن استهوتهم تلك القصات الغريبة، لكنه يظل معلما و«كاد المعلم أن يكون رسولا»!
وعندما يكون المعلم هو من «يحوم حول الحمى حتى يوشك أن يقع فيها» فهنا الأمر يختلف، نحتاج معه إلى وقفة جادة، إذ كيف ستقنع بعدها الصغير والمراهق أن هذا هو «القزع»؟! وكيف سيتقبل الآخرون ذلك النصح أو التوجيه؟!
الشاهد أنني كنت وما زلت في حرب ضروس مع أبنائي بسبب هذا «القزع»، فتارة يستجيبون لي وأخرى ادخل معهم في موجة «تنطنيش».. مكره فيها أخاك لا بطل. فعندما تشاهد كل من حولك تقريبا، شبابا وشيبا وحتى صغارا، جلهم قد أخذتهم تلك الموجة، عندها حتما ستجد نفسك مجبرا على أن تنحني أمامها.. (يا تهدي يا تعدي) وإلا سوف تجرفك تلك الموجة معها، وأنا هنا لجأت لخيار التهدئة، لعل وعسى أن أكسب معهم لاحقا.
وهكذا بين أخذ ورد وجزر ومد، أخذ «القزع» مساحة في حياتنا، تكبر وتتسع مع مرور الوقت، حتى قل المنكرون لدرجة التلاشي تقريبا، ويكبر ويصعب الأمر علينا عندما نشاهد من يفترض أن يكونوا هم القدوة هم من يكسرون تلك الهيبة. عندها حتما سوف تحبط، وتراودك فكرة التسليم.. هذا إن لم يكن قد سلمت أصلا من بدري.
في موضوع «القزع» لا أحد قد ارتدع، وفي هذا ما يثير الفزع؟! فأينما يممت وجهك اليوم ترى بأم عينيك ما يسمى بحلاقة «القزع».. لا شيء يعلو عليها، ولا أحد يتجرأ على فتح هذا الباب أصلا من باب النهي عنه!
شخصيا ما كنت يوما لأسمح لأحد أبنائي أو من أملك تجاههم بعض السلطة أن يحوموا حول الحمى في هذا الأمر، فكيف لو كان ذلك هو الواقع؟!
في الحقيقة لقد أُسقط في يدي اليوم، فكيف لي أن أحرمهم من شيء بات ينتشر أمامهم كالنار في الهشيم؟!
إنهم يرون اليوم أنه حق مشروع! فقد صار واقعا أمامهم، ويفرض علينا أن نعترف به ونغض الطرف عنه!
لقد دخل «القزع» عنوة، وفرض نفسه وسيطر حينما شاهدنا الممثل ولاعب كرة القدم والمغني أصبحوا هم القدوة ومصدر إلهام في ذلك، واليوم نرى من نحسبهم كبارا يسلمون ويستسلمون أمام ذلك، وعندما تشاهد كل من حولنا جلهم، إن لم يكن كلهم، قد استهوتهم أو غلبتهم تلك الموجة، حتى من يفترض أن يكونوا هم القدوة، فحتما سوف تراودك فكره التسليم هذا.. إن لم يكن قد سلمت من قبل أصلا.
شخصيا رفعت الراية البيضاء في هذا أخيرا، فهل سلمتم أنتم مثلي؟ هذا ما لا أتمناه حقيقة، وكل ما أرجوه أن أجد لديكم بعض ما استند عليه أو استمد منه القوة، لعل وعسى أن «يصلح العطار ما أفسده القزع».
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق