نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انكفاء الأخيار وتمادي الأشرار, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 09:33 مساءً
نشر بوساطة عبد المحسن محمد الحارثي في الوطن يوم 21 - 04 - 2025
بين السَّخاء والكرم شعرة، هذه الشعرة التي قصمت ظهر البعير اللئِيم، وجعلتْ سخاءهُ تكلفًا، وعلى العكس من ذلك؛ أنَّ الخير من طِباع الكُرماء، فمتى يكون السخاء على طبيعته دون تكلُّف وحقيقته دون خداع؟!.
حقيقةً الإجابة على هذا السؤال نجدها في مقولة «شكسبير» حينما قال: «عندما لاتجعلنا أفعالنا خونة؛ تجعلنا مُتخاذلين»!.
بمعنى أنَّ عمل الخير لأجل الخير؛ سِمَة الإنسان الكامل، وأنَّ عمل الخير لأجل الجزاء؛ سِمَةُ نصف إنسان، وعمل الخير لشيءٍ في نفس يعقوب، وتلك طبيعة اللِّئام الذين تجدهم بين رُكام الخيانة وأركان التخاذل ودهاليز الخداع؛ لذلك عليك أنْ تلحقهم بالبهائم؛ لأنهُم لا يعرفون الفرق بين الخير والشر، وإنْ عرفوه؛ فهُم لهُ خادعون!.
الإنسان الذي يُحِب أنْ يظهر هو إنسان يسأم الخير، ويبحث دائمًا عن الأفضل في نظره؛ فيجد الشَّر ويستسلم إليه، ولا يفوز من سلَّم نفسه للشر؛ لأنَّ الخط الفاصل بين الخير والشَّر؛ سيحتل رُكنًا من قلبه، وبهِ فقد دمَّر جُزءًا من قلبه، وخلط بين الخير والشر، وحينها لا يشعر بالخجل وهذا ما يجعلني متعجِّبًا!، في حالة مثل هذا الشرير؛ الناس يتحاشونه بالتودد إليه وعمل الخير معه اِتِّقاء شرِّهِ، يقول الشاعر في ذلك:
الخيرُ في الناسِ مصنوعٌ إذا جُبِرُوا..... والشرُّ في النَّاسِ لا يُغني وإنْ قبروا.
وبين الطرفين تحضُر صِفة الخداع، وكلاهُما يعلم أنهُ مُخادع ومخدوع، فالأوَّل يُجامل؛ حُبًا في عدم خلق مواقف معه، والثاني يتقبَّل ؛ لكنَّهُ يعلم أنهُ غير مرغوب فيه.
لا أحد يختار الشَّر لمُجرَّد الشَّر؛ بل اِعتقادِهِ خطأً أنهُ سعادته، وفي نظره أنَّ أثرهُ أقوى من أثر الخير، وهذا ما أكّده وليم شكسبير حينما قال: «تبقى الشر بعد مرتكبيه، أمَّا الخير فغالبًا ما يُوارى مع فاعليه»، ونؤكِّد أنَّهُ ليس الخير في العظمة، بل العظمة في الخير، فإذا عملت خيرًا فأستره، وإذا نِلْتَ خيرًا فانشره!.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق