نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: عندما يكون التفاخر بالأنساب ميزانا للتفاضل في الأحساب, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 06:13 مساءًعندما يكون التفاخر بالأنساب ميزانا للتفاضل في الأحساب نشر بوساطة طارق بن حزام في الوطن يوم 21 - 04 - 2025 في زمنٍ تتسارع فيه الأمم نحو التقدّم بالعلم والعمل والخلق، لا يزال البعض يُرجع الفضل والمكانة إلى أنسابٍ لم يسعَ لصناعتها، بل وُلد فيها وكأن عمل الإنسان يُقاس بسلالة آبائه وأجداده لا بمقدار عطائه، وإنجازاته في مجتمعاتنا، يتسلل التفاخر بالأنساب في الحوارات، والقرارات والزيجات، بل حتى في نظرات العابرين والعابرات. وكأن الناس يُقوَّمون بألقاب آبائهم وأجدادهم لا بما في قلوبهم وأعمالهم وأخلاقهم.لقد نهى الإسلام عن التفاخر بين الناس الذي يؤدي بهم إلى العصبية أو القبلية التي تؤدي إلى الشقاق والخلاف بين الناس والتفريق بين المجتمع والوطن الواحد، بل وتؤدي بهم إلى قطع أواصر الصلة والمحبة بينهم وقد جاء القرآن الكريم ليؤكد التواصل والمحبة بين المسلمين، ويحقق الوئام بين عموم المسلمين، ويحث على الرجوع إلى رابطة العقيدة الإسلاميةالتي هي أسمى رابط بين المجتمع المسلم.وما شهدته السنوات الأخيرة من عودة لبعض أنواع التفاخر بالقبيلة، وظهور العصبية. والتي تكون مبعثا للفخر والكبر، وغمط الناس، واحتقارهم والكذب والمبالغة والتي يترتب عليها الآثار السلبية الوخيمة، على الدين والدنيا، وعلى وحدة الوطن، وتماسك المجتمع.إن المفاخرة بالقبيلة واستنقاص الناس يتنافى مع التواضع؛ إذ يقول صلى الله عليه وسلم: «إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد».الافتخار بالآباء والاعتزاز بالانتماء القبلي والطعن في أنساب الناس وأصولهم واحتقارهم أمر منكر يدل على ضعف الإيمان وخور العقل، إنه مرض فتاك يشعل العداوات ويفرق الجماعات، يولّد الكبر المذموم والزهور الممقوت: «الكبر بطر الحق وغمط الناس».استنقاص الناس والتقليل من شأنهم والحطّ من قدرهم على أساس العنصريات القبلية والانتماءات المكانية أمر يتنافى مع تعاليم الإسلام ويفرق الأخوة الإسلامية ويزرع الأحقاد: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره».ومما ينبغى التنبيه له أنه لا بد من التفريق بين علم الأنساب الذي يربط المجتمع ويحقق التكافل بين أبنائه والعصبية التي تفرق أبناء المجتمع الواحد وتمزق أواصره، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل "والله لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ". [الحديد: 23]وإذا قدر أن محل الافتخار موجود لدى المفتخر، فإنه لا ينبغي له أن يتظاهر أمام الناس بمظاهر العظمة والكبرياء ولذا جاء في الحديث الشريف أن النبي، صلى الله عليه وسلم قال، "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" قال ابن الأثير أي لا أقوله تبجحًا ولكن شكرًا لله وتحدثًا بنعمه.والسنّة النبوية مليئة بالتحذير والتنفير من الفخر والمفاخرة ومن ذلك ما رواه مسلم أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد"، وروى أبو داود أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل عصبية وليس منا من مات على عصبية".وختاماً.............أن معرفة الشخص لنسبه ما هي إلا نعمة خالصة من الله فهو سبحانه شاء لك أن تولد ابن فلان الفلاني ولوشاء سبحانه أن تولد ابن فلان من الناس لنَفَذَتْ مشيئة الله، إذًا فالنسب نعمة تستحق الشكر لا الفخر ولنا في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أسوة حسنة حيث قال "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلا فَخْرَ"، وقبل ذلك قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13] فالله سبحانه يقول (لتعارفوا) وليس لتفاخروا وتعاظموا. فليس عيبًا أن يعرف الإنسان نسبه حتى يتحقق التعارف بين الناس شعوبهم وقبائلهم، ولكن العيب أن يكون ذلك مدعاة للتعاظم والتعالي على غيرهم. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.