نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: ضمير منفصل تقديره نحن, اليوم الأحد 20 أبريل 2025 01:06 صباحاًضمير منفصل تقديره نحن نشر بوساطة إيمان حكيم في الرياض يوم 20 - 04 - 2025 في مقهى مكتظ، يجلس رجل وحيد يحدق في شاشة هاتفه، تتناثر حوله ضحكات ومحادثات لا تخصه، بينما يمسك فنجانه كأنما يستمد منه بعض الدفء في مواجهة فراغ غير مرئي. لم يكن وحيدًا بمعنى الكلمة، لكنه لم يكن أيضًا حاضرًا في أي علاقة حقيقية. هذه المفارقة، أن نكون وسط الزحام ونشعر بالوحدة، وأن نكون وحيدين دون أن نشعر بها، تكشف عن أزمة علاقاتنا الحديثة. لم يكن الإنسان يومًا أكثر ارتباطًا كما هو اليوم. يستطيع برسالة واحدة أن يصل إلى صديق في قارة أخرى، ويمكنه بكبسة زر أن يتابع أخبار الجميع دون أن يغادر سريره. ومع ذلك، يشهد العصر الحالي أعلى معدلات الشعور بالوحدة والاكتئاب. فكيف يحدث ذلك؟ يبدو أن العلاقات أصبحت قائمة على فكرة "التواصل"، لا على "التقارب". نحن نعرف أخبار بعضنا البعض، نهنئ ونواسي ونعجب بصور بعضنا، لكن هل نعرف حقًا ما يدور في أعماق من حولنا؟ هل ما زلنا نستطيع قراءة تعابير الوجوه دون الحاجة إلى إيموجي يوضح لنا المشاعر؟في الماضي، كان بناء العلاقات يتطلب وقتًا وجهدًا. كان اللقاء يتم ترتيبه بعناية، والمكالمات تحمل معنى، والرسائل تُكتب بحذر. هنا، أستحضر ذكرى جدتي، رحمها الله، التي كانت تمتلك شبكة واسعة من الصديقات، ربما تعادل أضعاف عدد أصدقائي اليوم. كانت تلك الروابط تجسد عمق العلاقات الإنسانية، حيث كانت تجلس معهن لساعات تتبادل الضحكات والذكريات. لقد كانت تعرف كيف تبني تلك الصداقات، مستندة إلى لحظات حقيقية وتواصل عميق، دون أن يؤثر ذلك على أدوارها الإنسانية الأخرى.اليوم، يمكن استبدال صديق بآخر خلال دقائق، ويمكن إنهاء علاقة عمرها سنوات بحذف حساب من قائمة المتابعين. أصبحت العلاقات سهلة جدًا، لكنها فقدت معناها. عندما تكون كل الأشياء متاحة، فإننا لا نقدرها. وحين نعرف أننا نستطيع التواصل مع أي شخص في أي وقت، فإننا لا نبذل جهدًا للحفاظ على أي شخص. هذه السهولة خلقت فتورًا، وكأن الناس أصبحوا مجرد محطات مؤقتة في طريق حياتنا، لا جذورًا تمتد في أعماقنا.البعض، بعد أن جرب الزحام بلا دفء، يقرر أن يختار العزلة. يتوقف عن محاولة التواصل، ينسحب بهدوء من الدوائر الاجتماعية، ويجد راحته في وحدته. لكن، هل يمكن أن تصبح الحياة وكأننا في سباق تنافسي حيث الجميع يتوقفون عن التفاعل، كل واحد منهم يتفاخر بعزله وكأنه إنجاز؟يبدو أن عالمنا أصبح مليئًا بالاتصالات، لكنه موحش كمدينة مهجورة. من المؤكد أن «الإعجابات» على الصور لن تعطي دفء العناق، لكن من يدري؟ ربما نحن جميعًا مجرد شخصيات في مسرحية رقمية، نرتدي أقنعة السعادة بينما نتجول في هذا العرض المثير للسخرية. لذا، دعونا نرفع كأسًا (افتراضيًا بالطبع) لتلك اللحظات القليلة التي تجعلنا نشعر بأننا أحياء، حتى لو كانت في عالم مليء بالشاشات الفاترة! انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.