حين لا يُعرف الجمال إلا بعد غيابه

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حين لا يُعرف الجمال إلا بعد غيابه, اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025 11:29 مساءً

حين لا يُعرف الجمال إلا بعد غيابه

نشر بوساطة محمد فايع في الرياض يوم 16 - 04 - 2025

2127690
قرأت بيتين من الشعر أحسست فيهما أن الشاعر قد جسّد حالة إنسانية تتكرر كثيراً في حياتنا العامة، وهي أننا «لا نكتشف قيمة الأشخاص ومكانتهم في قلوبنا إلا بعد فقدهم بالرحيل»، تلك اللحظة التي يدرك فيها بعضنا أهمية شخصٍ ما في حياته ثم في لحظة من لحظات العمر افتقده، بيتان صاغهما الشاعر فصوّر لنا حالة من صور الندم بلغة رقيقة وعميقة، حيث يظهر التقدير بعد الرحيل، وترفع الأمنيات لعودة المستحيل.
عرفوا مكانك بعدما فارقتهم
يا ليتهم عرفوه قبل المصرعي
ولكم تمنوا أن تعود إليهم
أنتَ الشباب إذا مضى لا يُرجعي
في البيت الأول صور الشاعر جهل الناس بقيمة من يعيش بينهم، حتى إذا رحل، أدركوا مكانته، وهذا يعكس طبيعة الإنسان الذي يألف شخصيات في حياته، كانت لهم مكانة لأخلاقياتهم ولمواقفهم، ولصدق حضورهم ونقاء صدورهم، وصفاء قلوبهم، فلا يرى جمال تلك الشخصيات إلا حين يغيبون فيقول الشاعر بوجع:
«يا ليتهم عرفوه قبل المصرعي»
هي صرخة النادم الذي يتمنى لو أن الزمن يُسترجع ليتمكّن من البقاء قريباً مع هؤلاء، لكن الأمنيات لا تُعيد الراحلين.
ثم يأتي البيت الأخير ليرسّخ المعنى الأشد وقعاً:
«أنت الشباب إذا مضى لا يرجعي»
فيصبح الشخص في الأبيات ليس مجرد شخص يُبكى لفقده، بل يصبح رمزاً لمرحلة أعمق لمرحلة الشباب، لزمن الطموح والقوة والحضور المؤثر. ومع رحيله، يرحل معه ما لا يمكن أن يعوض كالشباب ذاته.
هكذا ينقلب الحال في البيتين من رثاء رحيل شخص غالٍ، إلى رثاء عمر بكل ما فيه دون رجعة، هذه وقفة تأمل في تعاملنا مع اللحظات التي ترحل ولا يمكن تعويضها مع من نحب، ومع من يصنعون فرقاً في حياتنا. فربما كان بالإمكان قول كلمة، أو تقديم دعم، أو على الأقل الاعتراف بالمكانة، قبل أن يصبح، أو لخلق فرصة للتسامح وتقديم الاعتذار، ذلك مجرد حديث على أطلال الراحلين، بيتان يُعلّماننا درساً ثميناً بأن لا تؤجل التقدير ولا تُهمل الاعتراف، ولا تنتظر الرحيل لتُدرك قيمة الأشياء.. وليت الزمن يعود.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار ذات صلة

0 تعليق