نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مواقف في بيت ثعابين, اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025 01:49 صباحاً
نشر بوساطة محمد الأحيدب في الرياض يوم 16 - 04 - 2025
ثمة خيط رفيع بين التحذير والترويع، خصوصاً في ذكر الثعابين، فكثير من الرجال والنساء لا يحبون ذكرها ناهيك عن رؤيتها على الطبيعة أو حتى رؤية صورها ومقاطع الفيديو التي أنشرها في حسابي في منصة x، ولا أنسى موقف زميل رغب في أن يزور بيت الثعابين في مركز إنتاج الأمصال في الحرس الوطني، فاستقبلته هناك وأطلعته على كل أنواعها السامة، وندمت أيما ندم لأنه في اليوم التالي اتصل بي متوهماً أن ثعباناً في غرفة نومه في منزله بالرياض حسب ما ذكرت طفلته أنها رأت حشرة تتحرك بحركة دودية وعبثاً حاولت إقناعه أن الثعبان لا يصعد الدرج للدور الثاني ولعلها شاهدت شيئاً آخر، لكنه أصر على البحث عن الثعبان المزعوم مما اضطرني لإرسال فريق البحث عن الثعابين لمنزله ولم يجدوا شيئاً وعجزوا عن إقناعه بعدم وجود أثر لثعبان وأن الوضع سليم جداً، لكن صاحبي واصل توهمه ولم يعد يقتنع بتطميناتي ولجأ لتنفيذ مشورة شخص قال له: (أحرق قرون ثور في الغرفة وسيخرج الثعبان)، وفعل ذلك، وكاد أن يحرق منزله ثم أخلى الغرفة من كل الأثاث ولا أدري إن كان اطمأن أم باع المنزل!
أما زميل آخر فقد أحضره أخوه لرؤية الثعابين وبينما هو ينظر للثعابين في أقفاصها بهلع وتوجس قام شقيقه -هداه الله- بلمس ساقه من الخلف فقفز لترتطم ركبته بخشب الرف ويصاب بكسر في ركبته، وشخصياً أنا أستمتع برؤية الثعابين ومسكها وإخراج السم منها، وأمضيت معها سنوات جميلة كان مكتبي بين أقفاصها في بدايات تأسيس المركز الوطني لإنتاج الأمصال بالحرس الوطني، وكنت أقوم بتغذيتها بفئران التجارب البيضاء، وأصور ذلك، ولديّ كم من أشرطة الفيديو القديمة (بيتاماكس) لثعابين تأكل وأخرى تتزاوج وثعابين تبيض، وتمكنت خلال معايشتها أن أصحح مفاهيم كثيرة خاطئة نشرها بعض أساتذة علم الحيوان منها؛ أن الثعبان لا يشرب الماء وأن وضع الماء في صناديقها هو لترطيب البيئة، لكنني رأيت وصورت الصل الأسود وهو يشرب شرب الهيم (الإبل العطاش)، وخرجت من ذلك إلى التحذير من أن الصل الأسود قد يوجد قرب مصادر الماء وقرب سواقي الماء في المزارع ورأيت ذلك عياناً بياناً، فقد وجدت الصل عدة مرات تحت زير ماء ينضح في مزرعة، ورأيت أم جنيب وهي تبيض 30 بيضة وأنثى الصل تبيض 35 بيضة خلال دقائق وتفقس بسرعة، وهذا يجعلنا حينما نجد فرخ ثعبان نتوقع أكثر من عشرة غير بعيد.
وعموماً فإن هذا الهلع لدى البعض يجعلني أتردد أحياناً في أمر التحذير لكن المصلحة تقتضي التحذير، لذا فإن مقالي المقبل سيكون عن سبل الوقاية من الثعابين والعقارب والظروف التي تحتم كثرة ظهورها هذا الصيف.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق