نشر بوساطة ogailywass@ في البلاد يوم 14 - 04 - 2025

المتأمل المنصف الذي يتابع ما تقوم به وزارة الحج والعمرة من جهود عظيمة
وخدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام، وما تبذله كل عام من تطوير للخدمات وتحسين وتجديد للوسائل والأدوات، يدرك بكل حيادية وواقعية حجم
الجهود المبذولة والمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتق وزارة الحج والعمرة، التي يبذل وزيرها الهُمام الدكتور توفيق الربيعة غاية جهدة لتطوير تلك الخدمات عاماً بعد عام.
ولا نُبالغ إذا ما قلنا إنَّ العد التنازلي لتطوير خدمات الحج والعمرة، يبدأ بمجرد انتهاء كل موسم حج.
وفي هذا الصدد أقول بكل فخر وانشراح صدر إنني سُررت جداً عند أداء العمرة في شهر رمضان المبارك باستخدام عربات القولف في الطواف والسعي ورأيت تسهيلات عظيمة تُقدم لضيوف الرحمن وفوائد جمة بات زوار المسجد الحرام يحظون بها.
ومن أجل تقديم خدمة أفضل وتسهيلات أكبر فقد دوَّنت بعض الملحوظات والمقترحات وهي كالتالي:
– لفت انتباهي عدم وضوح الركن اليماني أثناء الطواف باستخدام عربات القولف ..لذا أقترح وضع إنارة بلون أزرق عند بداية الركن اليماني للتذكير كي يردد المار بمحاذاته:
(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
كما هو مطبق مع بداية الطواف (الحجر الأسود) باللون الأخضر.
– ولخدمة المعتمرين والحجاج مستخدمي عربات القولف، أقترح وضع
تسجيل صوتي يتم تشغيله عند بداية كل شوط من الطواف، أو السعي للتنبيه على الأذكار الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في مواضعها مع تنبيه
قائدي عربات القولف بالتريث لتمكين المعتمر من قراءة الأذكار مع كل شوط من أشواط الطواف والسعي.
– وللحيلولة دون التزاحم في المسعى على تعبئة (الجالونات)عند نقاط السقيا من ماء زمزم، أقترح جعل نقاط زمزم تلك للشرب، ولا يُتاح استخدامها للتعبئة
وبالتالي نحول دون تكدس أرباب (الجالونات)، وكذا منع حدوث تزاحم يعيق
الحركة في المسعى ويسمح لمن يريد أراد أن يبل ريقه من ماء زمزم ويرتشف بضع حسوات من الماء المبارك.
– وبما أن (الحج عرفة)، ويوم عرفة يبدأ من فجر التاسع من ذي الحجة إلى فجر اليوم التالي (24 ساعة) ، فأقترح تنظيم حج مسائي يبدأ من منتصف ليلة النحر ويكون قدومهم من جهة محافظة الطائف حتى لايكون هناك تداخل وازدحام مع الحجاج المغادرين لمشعر عرفات.
وهذا الاقتراح، بإذن الله، سيتيح لوزارة الحج استثمار هذا الوقت بدخول دفعة
من الحجاج ممن لم يتح لهم إدراك الوقوف بعرفة نهاراً، ويساعد هذا الاقتراح على زيادة عدد من يتاح لهم أداء نسك الحج خاصة أن مشعر عرفة
يمسي خالياً بعد الساعة 12 ليلة النحر.
وبالإمكان تخصيص هذه الفترة (الحج المسائي) للحجاج كبار السن
وذوي الإعاقة وأصحاب الأعذار من المرضى والمعاقين الذين يشق عليهم البقاء طوال يوم عرفة.
وختاماً، فإن ما تأمله هذه البلاد من بعض الدول العربية والإسلامية، هو نوعية حجاجها قبل قدومهم وشرح مناسك الحج لهم بالطريقة التي يفهمونها ويقتنعون بها، وهو ما تفعله بعض الدول الإسلامية. يظهر ذلك في سلوك حجاجها عندما تطأ أقدامهم الأراضي المقدسة من انتظام والتزام دقيق بالأنظمة التي وضعتها المملكة وهو ما نأمله من دول أخرى.
وأغرب ما سمعته من مواطن في بلد عربي عندما قال إن حجاج بلده مازالوا يعتقدون أن حجهم لا يُقبلُ إلا إذا أنهكوا أنفسهم أيما إنهاك وأجهدوها أيما إجهاد حتى إن بعضهم يأتي للحج وهو وذووه يعرفون أنه يعاني من أمراض مزمنة، وهذا يشكل ضغطاً على الخدمات الصحية في موسم الحج.
والله ولي التوفيق.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.