نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حارس أمن يرسم الجمال على جدران مدينته, اليوم الاثنين 7 أبريل 2025 09:01 مساءً
نشر في الوطن يوم 07 - 04 - 2025
في زحام الحياة اليومية، حيث تتشابك المهن والأحلام، برز علي هادي، حارس الأمن في مستشفى محافظة أبوعريش بمنطقة جازان، ليكون أكثر من مجرد عين ساهرة على الأمان، بل رسامًا ماهرًا ينثر الجمال على جدران مدينته، لم يكن علي مجرد هاوٍ عابر، بل عاشقًا للفن والتصميم منذ أكثر من عشرين عامًا، يمارس هوايته بشغف، محولًا أفكاره إلى لوحات تحارب التشوه البصري، وتعيد إلى أبوعريش رونقها التاريخي والثقافي.
لمسة إبداع
بينما ينشغل كثيرون بوظائفهم الروتينية، كان علي هادي ينظر إلى مدينته بعين الفنان، يرى في الجدران لوحات غير مكتملة تحتاج إلى لمسة إبداع، لم يكن الأمر مجرد اهتمام عابر، بل هواية تحوّلت إلى رسالة تبنّاها، فبجهدٍ شخصي وتعاونٍ من أبناء الحي الشرقي، حيث يسكن، حوّل زاويةً من مدينته إلى متحف مفتوح يحكي قصة جازان العريقة.
ذاكرةٌ تتجدد
في قلب الحي، حيث الأزقة تتنفس عبق الماضي، أقام علي هادي ركنًا تراثيًا أشبه بآلة زمن تنقل الزوار إلى أيام الأجداد، هناك، تتربع «العشة» بجدرانها المصنوعة من سعف النخيل، تحكي قصص ليالٍ مضاءة بمصابيح الزيت، وبئرٌ عتيقة كانت يومًا مصدر الحياة، وهندولٌ (سرير الأطفال المعلّق) يهتز على وقع الذكريات، لم يكتفِ بذلك، بل زين المكان بأوانٍ فخارية وأزياء تراثية، ليعيد من خلالها روح جازان القديمة إلى الواجهة.
رسالة جمالية تتجاوز الحي
ما بدأ كمشروع فردي، تحول إلى مبادرة حضرية تنافس مشاريع البلديات في تحسين المشهد البصري. المواطنون، الجهات الحكومية، وحتى الزوار، وجدوا في أعماله لمسةً أصيلة، ما جعل الإقبال عليها يتزايد، وصار الطلب عليها ملحًّا من المؤسسات والأفراد.
روح الشباب وشغف لا يشيخ
رغم أنه في الخمسين من عمره، فإن روحه الشابة تتقد داخله، مؤكدًا أن مشروعه لن يتوقف عند هذا الحد، بل سيواصل تطوير الركن التراثي ليكون وجهة ثقافية دائمة، بمساعدة شباب الحي الذين يرونه قدوة في حب الأرض وإحياء التراث.
يقول علي هادي بابتسامة يملؤها الفخر: «لم يكن هدفي مجرد تزيين المكان، بل إعادة تراث جازان إلى ذاكرة الجيل الجديد، هذه الهواية ليست مجرد مشروعٍ رمضانيٍ مؤقت، بل سيظل المكان مفتوحًا لكل من يريد أن يغوص في أعماق تاريخنا، ويعرف كيف كان يعيش أجدادنا».
بوابة هاوي تدعم الهواة
وأشاد علي هادي بالدور الذي تلعبه بوابة هاوي في خدمة الهواة بمختلف المجالات، قائلًا: «منصات مثل بوابة هاوي تُعد رافدًا مهمًا لكل من يملك موهبة أو هواية يسعى لتطويرها، فقد أتاحت الفرصة للكثير من الموهوبين لإبراز إبداعاتهم، وأسهمت في توفير بيئة داعمة تتيح لهم النمو والاحتراف. الاهتمام بالهواة هو استثمار في الإبداع، وهذه البوابة قدمت الكثير لتشجيع الشباب على الاستمرار في ممارسة هواياتهم وتطويرها».
هكذا، في زاوية من مدينة أبوعريش، لم يكن علي هادي مجرد حارس أمن، بل حارسًا لذاكرة المكان، ونحاتًا للجمال في وجه المدينة.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق