نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رواية الأعمى, اليوم الاثنين 7 أبريل 2025 03:01 مساءً
نشر بوساطة عبد الله العامري في الوطن يوم 07 - 04 - 2025
لم أكن من متابعي مسلسل شارع الأعشى، الذي تفوق فيه طاقم التمثيل السعودي بصورة مميزة، وظهور ممثلين على قدر عالٍ من الموهبة والاحترافية، وهذا يعكس الثقافة والعلم في أبناء وبنات هذا الوطن العظيم لأداء الأدوار.
ولكن الرواية حملت أدب الشارع وسلوكياته وتصرفاته وبلورتها كدراما للمشاهدين تحمل فلسفة خفية، كانت تدور داخل البيوت والحواري في حقبة من الزمن، أضعفت دور الأب ودور الأم ودور الأسرة في بناء المجتمع.
وما هو متعارف عليه في اللغة بأن الأعشى هو الذي لا يرى بعد الغروب، فكان مسلسل الأعشى لم يبصر ويرى العادات والتقاليد والنخوة والرجولة في آبائنا وأمهاتنا وبناتنا، ويرى فيهم الجانب المشرق الذي كان الحياء غطاء وسترا، وكانت القيم هي الركيزة الأساسية في التربية والتوجيه، وأن العار هو الدماء التي تلوث السمعة عندما تتصرف البنت بتلك التصرفات العمياء طواعية لقلبها، لقد رسمت دراما الأعشى مكياج البرود في وجه الأب وضعف دوره أمام المشاكل في التمثيل، وكانت الرخامة في الإخوة، والهروب في بنات المسلسل، والأمهات دورهن غثاء.
كانت المرأة تناكف الرجال من أجل انتزاع الحق لأبنائها، عندما تكون أرملة تكون رجلا لحرمة أسرتها، كانت البيوت مدارس قوية تورث العادات والتقاليد، تعلم القوة والصلابة والرجولة، وتعلم البنت أن تكون حصيفة وحسيفة وحسيبة ذات نهج قويم مهما كانت المغريات، كان العشق والغزل على مر التاريخ العربي موجودًا، ولا ننكر ذلك، ولكن كانت له حدود، وأن هذه الصبية الشابة أمام الرجال تحفظ حشمتها وسترها، فهو التاج فوق رأسها إن ضيعته كان الثمن رأسها، وإنها لا ترخص نفسها أمام الأجانب، ولا يكون لها الخنوع الساذج الذي يملي عليها الهروب.
ما زالت النخوة العربية متجذرة في أبناء الجزيرة العربية لا يزوجون الغرباء إلا فيما ندر، وفي شارع الأعشى أصبحت الأسرة تبيع بنتها بالصمت، والبنت تبيع أهلها بمحاولة الهروب. إن هذه الرواية مزج حبرها بشحمة خنزير ففاحت رائحتها هواء في المجتمع لينكره.
هذه الرواية تنفع أن يكون أبطالها في عام 2045 تكون الشعوب قد انصهرت وأصبحت العولمة هي مدارس الأبناء في المجتمعات بعاداتها وتقاليدها العالمية. وتكون الرواية حينها دراما، الكل يصفق لها، وتسابق لتنال جائزة الأوسكار العالمية.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق