نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المحتوى هو الإعلام.. شكرًا معالي الوزير, اليوم الاثنين 24 مارس 2025 09:57 مساءً
نشر بوساطة عادل الحربي في الرياض يوم 24 - 03 - 2025
الأسبوع الماضي، قال معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري إن "مشاريع الرؤية هي أهم أذرعتنا الإعلامية"، ولم يكن ذلك إلا تلخيصًا دقيقًا لجوهر الإعلام ووقوده الحقيقي الذي يجعله مؤثرًا وفاعلًا.. فالإعلام، مهما كانت أدواته وقدراته، لا يمكن أن يعمل في فراغ؛ وإذا لم يكن هناك منتج يستحق الترويج، وإنجازات فعلية، يصبح الحديث عن إعلام فاعل ومؤثر مضيعة للوقت والمال والجهد.
الإشكالية لم تكن يومًا خالصة في الإعلام، بل في غياب المحتوى الذي يحلّق خارج حدودنا، وحين وُجدت لدينا رؤية طموحة، ومشاريع ضخمة، وقرارات جريئة، وحراك سياسي واقتصادي عالمي، أصبح لدينا إعلام قوي، يملك لغة عالمية تجد من يُنصت لها.
هذه هي المعادلة التي لا تحتاج إلى تنظير: الإعلام لا يختلق واقعًا غير موجود، ولا يصنع محتوى من العدم، لكنه قادر على التحليق بالإنجازات والحقائق وتحويلها إلى قصص نجاح تصل إلى العالم إذا كانت موجودة أصلًا.. والدول والمؤسسات التي تدرك ذلك لا تنتظر من الإعلام أن يخلق لها وجودًا، بل تبادر إلى صناعة محتواها بحرفية، ليكون هو الأداة الأقوى في إبراز إنجازاتها وترسيخ صورتها أمام العالم.
أيضًا، حين قال معالي الوزير إن مفهوم الإعلام الخارجي التقليدي في وزارة الإعلام قد انتهى، كان يشير بلا شك إلى نهاية الأساليب البدائية مثل تلك التي كانت تعتمد على استضافة الصحافيين، وخصوصًا العرب، لإقناعهم بالكتابة عن المملكة، وغيرها من الأساليب المكررة التي لا تنتمي للعصر وأدواته ومنصاته، وهو النهج الذي اعتمد لعقود، والذي جعل بعض الصحافيين يعتقدون أن استضافتهم حق مكتسب، وأن وجودهم في مناسباتنا ضرورة.. لكن الواقع تغيّر، ولم يعد الإعلام الخارجي يُبنى على الولائم والضيافة، بل على منجزات حقيقية تفرض نفسها على أجندتهم، وتجعل الصحافة تتحدث دون الحاجة إلى استجداء؛ فنجاحاتنا اليوم تتحدث عن نفسها، والتأثير لا يأتي من دعوات المجاملة، بل من الحضور القوي للمحتوى الذي لا يمكن تجاهله.
شكرًا لمعالي الوزير.. ابن المهنة الذي يعرفها جيدًا، ويدرك أن الإعلام ليس مجرد صوت عالٍ، بل مرآة تعكس واقعًا يتحقق على الأرض، واقعًا لا يحتاج إلى ترويج، بل يفرض نفسه كحقيقة يُشهد لها في الداخل والخارج.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق