نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المسلسلات.. بين الحاضر والماضي, اليوم الأحد 23 مارس 2025 10:01 مساءً
نشر بوساطة عبد الله آل عسوج في الرياض يوم 23 - 03 - 2025
كل عام يحمل رمضان معه زخمًا دراميًا يتنافس فيه صنّاع الفن لتقديم محتوى يجذب الجمهور، إلا أن عام 2025 يبدو مختلفًا. فقد شهد هذا الموسم تحولات بارزة في الإنتاج السعودي، مع ظهور أعمال متنوعة حاولت كسر القالب التقليدي وتقديم قصص أكثر نضجًا وعمقًا، بعيدًا عن احتكار بعض الأسماء للساحة الدرامية.
"جاك العلم"، هل تجاوز محيط نجر وأبو محمد؟، الجزء الثاني من جاك العلم، حاول توسيع نطاق الأحداث ليشمل مناطق جديدة، وهو ما كان ضروريًا لإثراء الحركة والحبكة، وإضافة شخصيات متنوعة تسهم، في بناء عالم العمل بشكل أقوى. ومع ذلك، لا يزال التركيز على شخصيتي أبو صامل وأم صامل يطغى بنسبة "90%"، ما قد يُفقد العمل عنصر التنوع، هنا سيكون تقليص هذا التركيز إلى "70%"، مع إشراك كتاب جدد أكثر احترافية، عاملًا أساسيًا في نجاح المواسم القادمة.. أيضا "شارع الأعشى" خطوة جريئة ولكن يُحسب لهذا العمل خروجه من دائرة "الشللية" التي سيطرت على الدراما السعودية، لسنوات طويلة. غير أن الانتقادات التي طالته، خاصة فيما يتعلق بضعف اللهجة وعدم إتقانها، تعكس مشكلة متكررة في بعض الأعمال التي تحاول تجسيد بيئات تراثية دون الاهتمام بالتفاصيل اللغوية والثقافية الدقيقة. ورغم ذلك، فإن جرأة الطرح وتقديم قصة مختلفة عن المعتاد تضعه في قائمة الأعمال البارزة لهذا العام.
غالبا الإنتاج القوي لا يكفي وحده، مثل ما يحدث في مسلسل "الزافر"، فرغم وجود أسماء كبيرة مثل: راشد الشمراني وجبران الجبران، إلا أن الزافر عانى من ضعف واضح في القصة والكتابة من ناحية أخرى، فمحاولة مزج عدة مناطق الباحة، الطائف، سبت العلايا، عسير أضعفت الهوية البصرية والقصصية للعمل، مما أدى إلى تشتيت المشاهد، كان من الأفضل التركيز على بيئة واحدة لتعزيز التماسك الدرامي بدلاً من خلق عالم مشوش يصعب تحديد هويته، إذ يمكن القول إن "2025"، يمثل بداية لانطلاقة جديدة للدراما السعودية، على الرغم من أن الإنتاج المصري لا يزال يهيمن بنسبة كبيرة، يليه الإنتاج السوري ثم الكويتي، فالتوازن بدأ يتغير لصالح الأعمال السعودية، وأسباب هذا التطور بروز نجوم وممثلين جدد يقدمون أداءً أكثر حيوية وإبداعًا، والدعم الحكومي الكبير من خلال هيئة الأفلام، وهيئة الترفيه، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، ما وفر إمكانيات إنتاجية عالية، وكسر احتكار الشللية التي كانت تفرض أسماء معينة على الجمهور دون تجديد.
المرحلة القادمة ربما تتطلب، فتح مساحة أفضل للمواهب في المملكة، والاستثمار في الكُتاب الشباب لتحسين جودة النصوص، وتنويع الفرص بشكل مدروس حتى للمدققين اللغويين والمخرجين السعوديين، بحيث يعكس كل عمل هوية واضحة بدلاً من الأخطاء غير المدروسة بين المناطق، كذلك تشجيع الإنتاجات السعودية التي تنافس عربيا، بدلًا من التركيز على الأعمال الموسمية المحدودة.
عبدالله آل عسوج
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق