نشر بوساطة راشد السكران في الرياض يوم 20 - 03 - 2025

حققت المملكة العربية السعودية رقمًا تاريخيًا غير مسبوقاً في أعداد المعتمرين خلال عام 1445، وتجاوز 16 مليونا 924 ألف معتمرًا أدى مناسك العمرة، وهذا يعكس الجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة لزيادة أعداد المعتمرين وتسهيل أدائهم للمناسك، وفي كل عام تقدم المملكة خدمات تقنية جديدة يتم توفيرها للمعتمرين لتحسين تجربة العمرة، ويأتي ذلك في إطار رؤية السعودية 2030، أطلقت المملكة برنامج خدمة ضيوف الرحمن بهدف تيسير استضافة المعتمرين وتسهيل وصولهم إلى الحرمين الشريفين، وتقديم خدمات ذات جودة عالية، وإثراء تجربتهم الدينية والثقافية. ويهدف البرنامج إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمعتمرين إلى 15 مليون معتمر سنويًا بحلول هذا العام مع تطوير 15 موقعًا إسلامياً تاريخياً وثقافياً، وتحقيق نسبة رضا تصل إلى 85 % بين الحجاج والمعتمرين عن الخدمات المقدمة، ومن المبادرات البارزة التي ساهمت في تحقيق هذا الرقم القياسي كما أن تسهيل إجراءات استخراج التأشيرات في مدة زمنية قياسية ساهم في زيادة أعداد المعتمرين من الخارج، وكذلك إطلاق منصة نسك التي قدمت هذه المنصة الرقمية العديد من الخدمات لتسهيل رحلة ضيوف الرحمن، بدءًا من التخطيط وحتى أداء المناسك، وساهم تطوير المواقع التاريخية والثقافية وتأهيل وتطوير العديد من والوجهات الأثرية، وأتاح للمعتمرين تجربة إيمانية وثقافية مميزة.
"شعيرة العمرة"
للعمرة مكانة وفضائل عظيمة، ومن ذلك أن الله قرنَها بالحج، وأمر بإتمامها وأدائها على أكمل وجهٍ ابتغاء وجه الله، قال تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} وأنها تطهرُ من الذنوب، وتقلل من الفقر والحاجة: قال صلى اللهُ عليه وسلم: «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ»، والعمرة من مكفرات الذنوب: قال صلى اللهُ عليه وسلم: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا»، وخطوات الطواف تزيد الحسنات وتغفر السيئات: فقد قال صلى الله عليه وسلم في فضل الطواف بالبيت الحرام: «من طاف بالبيت، لم يرفع قدماً ولم يضع أخرى، إلا كتب الله له حسنة، وحط عنه بها خطيئة، ورفع له بها درجة»، والسعي بين الصفا والمروة سببٌ لشكر الله لعبده وإثابته لعبده: فقد أخبر الله بعد ذكر السعي بين الصفا والمروة أنه عليمٌ بعمل عبده، وسيشكر له صنيعَه وحُسنَ عمله، فقال: {ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم}، وتعتبر العمرة سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويمكن أداؤها في أي وقت من السنة، مما يجعلها خيارًا محبوبًا للمسلمين من جميع أنحاء العالم.
كثافة المعتمرين
رغم أن العمرة متاحة طوال العام، إلا أن هناك أوقاتًا محددة تشهد كثافة عالية من المعتمرين، فشهر رمضان أكثر الشهور ازدحامًا، خاصة خلال العشر الأواخر، حيث يسعى المسلمون لأداء العمرة في هذا الشهر الفضيل لما له من أجر مضاعف، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلمعمرة في رمضان تعدل حجة معي" (رواه البخاري ومسلم)، وتزداد الأعداد بشكل كبير في ليلة 27 رمضان، حيث يحرص المعتمرون على أداء العمرة والاعتكاف في الحرم المكي، ومع بداية موسم الحج، يزداد عدد المعتمرين خاصة في شهري شوال وذي القعدة، حيث يؤدي الكثيرون العمرة قبل أداء فريضة الحج، وبعد انتهاء الحج، يشهد شهر ذي الحجة زيادة في عدد المعتمرين الذين لم يتمكنوا من أداء الحج ويرغبون في الاستفادة من الأجواء الإيمانية للحرم.
«جهود والتزام»
وساهمت التطبيقات الذكية في زيادة المعتمرين ومساعدتهم في التنقل وإيجاد المرافق بسهولة وتزداد أعداد المعتمرين خلال الإجازات الصيفية وإجازات منتصف العام، حيث تستغل العائلات فرصة السفر لأداء العمرة، كما أن الإجازات الطويلة في بعض الدول الإسلامية، مثل إجازة رأس السنة الهجرية، تشهد أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المعتمرين، كما الأشهر القمرية المحببة للعمرة (رجب، شعبان، محرم) ويعتبر شهر رجب من الأشهر التي يفضلها كثير من المسلمين للعمرة، حيث يرى البعض أنه من الأشهر المباركة التي تستعد فيها النفوس لاستقبال رمضان، وكذلك شعبان يشهد كثافة متزايدة، خاصة مع اقتراب رمضان، ويحرص البعض على أداء العمرة لما له من فضل عظيم، وتحرص المملكة لمواكبة كثافة المعتمرين لمواجهة تزايد الأعداد في فترات الذروة.
وقد قامت المملكة بتطبيق عدة استراتيجيات، منها زيادة الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين، خصوصًا في رمضان والحج، وإطلاق نظام الحجز المسبق لضمان تنظيم الحشود، وبفضل الله ثم هذه الجهود، أصبح أداء العمرة أكثر سهولة حتى في الأوقات التي تشهد ازدحامًا شديدًا، وتعكس الإحصاءات المتزايدة لأعداد المعتمرين الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لتيسير مناسك العمرة وضمان راحة ضيوف الرحمن. ويعكس تحقيق رقم قياسي بلغ 16,924,689 معتمرًا خلال العام الماضي عدة عوامل رئيسة ساهمت في هذا النجاح، منها: تحسين خدمات التأشيرات والتسهيلات الإلكترونية وتسهيل إجراءات الحصول على تأشيرات العمرة، حيث بات بإمكان العديد من الزوار الحصول على التأشيرة في وقت قياسي.
«خدمات متكاملة»
وساهم تطوير خدمات النقل بين المشاعر المقدسة، بما في ذلك قطار الحرمين السريع، الذي قلل زمن التنقل بين مكة والمدينة بشكل كبير وفي إطار تعزيز جهود المملكة لتوفير بيئة آمنة ومريحة للمعتمرين خلال شهر رمضان المبارك، تشارك دوريات الأمن في تنفيذ خطة قوات أمن العمرة لهذا العام باستخدام أحدث التقنيات في الرصد والمتابعة، وتتميز هذه الخطة بتوظيف كاميرات مراقبة متطورة بدرجة 360 على مركبات الدوريات التي تتيح مراقبة سائر المواقع المحورية في المسجد الحرام والمناطق المحيطة به، كما تم دمج هذه الكاميرات مع تقنية الذكاء الاصطناعي التي تمكن من التعرف الفوري على أي أوامر متابعة أو رصد، مما يُسهم في تسريع استجابة الفرق الأمنية لأي حدث طارئ، ولضمان تواصل فعّال وشامل، تم استخدام طائرات الدرون لمتابعة مواقف المعتمرين بشكل مستمر، حيث تساعد هذه الطائرات في توفير مراقبة دقيقة للمناطق ذات الكثافة العالية، مما يعزز من قدرة الجهات الأمنية على اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة المعتمرين وتنظيم الحشود، وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود المملكة المستمرة في تعزيز الأمن والسلامة خلال موسم العمرة، حيث تسعى إلى توفير أفضل الخدمات للزوار عبر أحدث التقنيات لتسهيل الحركة وضمان سلامة المعتمرين والمصلين.
«راحة واطمئنان»
كما يتم تعزيز الأمن والسلامة من خلال نشر فرق الدفاع المدني والفرق الطبية لضمان التعامل الفوري مع أي حالات طارئة، وساهم ذلك في تنفيذ خطط تنظيمية مرنة حدت من الازدحام أثناء مواسم الذروة، إضافة إلى ذلك أسهم استثمار التكنولوجيا في تحسين تجربة العمرة باستخدام الذكاء الاصطناعي في تنظيم الحشود داخل الحرم، وقد بلغ أعداد المعتمرين والحجاج في عام 2024 مايقارب 18.5 مليون حاج ومعتمر، جاء ذلك في كلمة الدكتور توفيق الربيعة، وزير الحج والعمرة، خلال إطلاق نسخة تطبيق «نسك» المحدثة ب100 خدمة إضافية، وأضاف الربيعة أن عدد زوار الروضة الشريفة ارتفع إلى أكثر من 13 مليون زائر في 2024، وأشار إلى أنه جرى العمل على تعزيز التنافسية بين شركات الحج، حيث ارتفع عددها إلى 45 شركة، ما أسهم بارتفاع مستوى رضا الحجاج عن خدماتها.
وكل تلك الجهود تدخل ضمن رؤية 2030 بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للمعتمرين ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي تسعى المملكة من خلاله إلى رفع عدد المعتمرين إلى 30 مليون معتمر سنويًا بحلول عام 2030، عبر تطوير الخدمات والبنية التحتية وتوسيع نطاق التأشيرات، وهذه الجهود جعلت من العمرة تجربة أكثر راحة وسهولة واطمئنان، ما انعكس في الارتفاع المستمر لأعداد المعتمرين وزيادة رضاهم عن الخدمات المقدمة، وقد أظهرت إحصاءات الهيئة العامة للإحصاء أن إجمالي عدد المعتمرين في الربع الثالث من العام الماضي بلغ 6,254,751 معتمرًا، بزيادة قدرها 35% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. من بينهم، بلغ عدد معتمري الخارج 3,348,512 معتمرًا، بزيادة نسبتها 29.2 % عن الربع الثالث للعام السابق وتعكس هذه الجهود التزام المملكة بتوفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وتسهيل أدائهم للمناسك بيسر وسهولة، مع الحرص على إثراء تجربتهم الدينية والثقافية.
«منصة نسك»
ويعد تطبيق نسك منصة إلكترونية رسمية أطلقتها وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية، تهدف إلى تسهيل تجربة ضيوف الرحمن وخصوصاً المعتمرين ويقدم التطبيق مجموعة متنوعة من الخدمات التي تساعد المستخدمين في التخطيط لرحلتهم وأداء مناسكهم بسهولة ويسر. من أبرز هذه الخدمات: إصدار التأشيرات والتصاريح: فيُمكّن التطبيق الراغبين في أداء العمرة أو الزيارة من إصدار التأشيرات والتصاريح اللازمة إلكترونيًا، وحجز باقات وبرامج العمرة ويوفر التطبيق إمكانية حجز باقات متنوعة تشمل خدمات السكن والنقل والإعاشة، ما يساعد في تنظيم رحلة متكاملة.
ويتضمن التطبيق إرشادات ومعلومات صحية لضمان سلامة المعتمرين بالإضافة إلى دليل رقمي يحتوي على خدمات مقدمة بعدة لغات، كما يتضمن خرائط تفاعلية وأوقات الذروة: يتيح التطبيق معرفة أوقات الذروة والازدحام لتفاديها، بالإضافة إلى خرائط تفاعلية تساعد في التنقل داخل المناطق المقدسة، إضافة لحجز تذاكر النقل والفنادق: يُمكّن التطبيق المستخدمين من حجز تذاكر قطار الحرمين الشريفين وخدمات حجز الفنادق في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقدم نسك خدمات المسجد الحرام والمسجد النبوي وإصدار تصاريح العمرة والصلاة في الروضة الشريفة للرجال والنساء، كما أن إطلاق منصة «نسك» توفر للمعتمرين خدمات متكاملة، بدءًا من حجز تصاريح العمرة وحتى تنظيم الإقامة والتنقلات، كما ساهم تطوير البنية التحتية للحرمين الشريفين، وتوسعة المطاف والمسعى لاستيعاب أعداد أكبر من المعتمرين، إضافة إلى ذلك تحسين أنظمة التكييف، والمرافق الصحية، ومناطق الاستراحة داخل الحرم المكي والمسجد النبوي، وباستخدام تطبيق نسك، يمكن للمسافرين من جميع أنحاء العالم تنظيم وتخطيط جميع تفاصيل زيارتهم بسهولة، مما يضمن تجربة دينية وروحية ميسرة ومتكاملة، وفي هذا الشهر أشار الرئيس التنفيذي أحمد الميمان إلى أن عدد مستخدمي منصة نسك تجاوز 13 مليون مستخدم من أكثر من 190 دولة، مع إصدار أكثر من 30 مليون تصريح للعمرة وزيارة الروضة الشريفة خلال العام الماضي.
ذكريات العمرة
طرق عالمية لخدمة الزائرين على مدار العام
نظافة على مدار الساعة

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.