ثقافة التمرير وسطحية المعرفة

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ثقافة التمرير وسطحية المعرفة, اليوم الخميس 20 مارس 2025 10:09 مساءً

ثقافة التمرير وسطحية المعرفة

نشر بوساطة نجلاء الربيعان في الرياض يوم 20 - 03 - 2025

2124042
رمضان هو فرصة للتجديد، ليس على المستوى الروحي، بل على المستوى الذهني والديني أيضاً. لماذا لا نجعل من الشهر نقطة التحول في علاقتنا بكل شي معرفة، تركيز، تفكير نقدي؟! حيث نعود إلى القراءة العميقة ونعيد بناء قدرتنا على التركيز والتقليل من التشتت، فنصنع لأنفسنا بداية أكثر وعياً ومعرفة وأقل ارتباطاً ب»ثقافة التمرير».
نعم، هذه العبارة «ثقافة التمرير» باتت تروق لنا بطريقة أو بأخرى وأصبحت كالإدمان؛ لا نريد سوى محتوى سريع يجعلنا نستهلك كميات هائلة من المعلومات، دون أن نتوقف للتفكير فيما نقرأه، أو نشاهده، بل مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، أصبح التركيز العميق نادراً، واستبدل الناس «القراءة المتأنية «بسلوك «المسح البصري» السريع للمحتوى.
ونحن لا نعلم أن كثرة هذه التنبيهات والإشعارات جعلت من الصعب البقاء مع فكرة واحدة لفترةٍ طولية، لم نعد نقرأ كتاباً كاملاً أو مقالاً مفيداً، بل البحث عن كُل الملخصات السريعة والمختصرة.
نحن بتنا نستهلك هذه المعلومات بشكل يسلب المعلومة حقها لأننا (لا نتعمق فيما يعرض علينا ولا نقرأه مطولاً)، إنما تمرير شاشات بلا توقف، نقرأ العناوين دون التفاعل مع المضمون، ونستهلك المحتوى المرئي بكلمات عابرة دون استنتاج أو تحليل.
حقيقة هذه العادة أصبحت جزءاً من يومنا، وأصبحت تُقلل القدرة على التركيز والتفكير مما يجعل المعرفة سطحية وسريعة الزوال.
في كل مرة ننتقل فيها بسرعة من منشور إلى آخر تتكيف أدمغتنا على نمط التفكير السريع مما يجعل جميع الأمور التي تتعلق في الفهم والمعرفة أمراً مرهقاً.
أقف اليوم لكي أسأل كُل قارئ ومُحب للثقافة بشتى أنواعها؛ هل الانغماس في النصوص الطويلة والمركبة تحدياً في عصر رقمي يغذي نزعة الاستهلاك السريع للمعلومات، أم أن القراءة العميقة ضحية لهذا العصر؟! لقد جاء هذا الشهر الفضيل بكل مكارمه فرصة رائعة للتقليل من استخدام التواصل الاجتماعي عبر تخصيص وقت محدد للقراءة العميق دون مشتتات كأن نُفرغ وقتاً بعد الإفطار للتأمل في النصوص سواءً دينية أو ثقافية تُعزز من تفكيرنا، لندرك أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو أيضاً تدريب على ضبط النفس والابتعاد عن الضجيج، ويمكن لهذا الشهر الفضيل أن يأخذنا إلى الصمت اليومي بعيداً عن كُل المشتتات والتواصل مع الذات وفرصة لمراجعة طريقة استهلاكنا للمحتوى الذي نقرأه أو نشاهده.. لنعرف هل نقرأ ونشاهد لمجرد التسلية أم المعرفة الحقيقية؟!
ما أسعى إليه أن لا نكون أسرى ل»ثقافة التمرير» ونعيش في دوامة من المعلومات السريعة ونخسر في مقابلها التأمل والتركيز والتفاعل الحقيقي مع المعرفة. إن استعادة القدرة على القراءة العميقة والتفكير النقدي ليس رفاهية بل ضرورة في عالم يغرق في السطحية، لذا يجب علينا التوقف وسط هذا الضجيج الرقمي للحظه ونمنح عقولنا فرصة التأمل.ص

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق