المدينة المنورة والتنمية المتسارعة

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المدينة المنورة والتنمية المتسارعة, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 10:33 مساءً

المدينة المنورة والتنمية المتسارعة

نشر بوساطة طلعت حافظ في الرياض يوم 19 - 03 - 2025

2123864
خلال زيارتي الأخيرة للمدينة المنورة، لمست فيها وبالمحافظات التسع التابعة للمنطقة قفزات حضارية عملاقة ونهضة حضارية وعمرانية غير مسبوقة، جَسدتها البُنى التحيتة والفوقية الجبارة والضخمة، من شوارع ومن طرقات رئيسة ومحورية، التي أضفت إلى المدينة المنورة وللمنطقة رونقاً وجمالاً وزهواً حضارياً يتناغم وينسجم مع رؤية السعودية المباركة 2030، وبالذات مع أحد أهم وابرز برامجها برنامج "جودة الحياة".
هذه النقلة الحضارية التي شهدتها المدينة المنورة ومحافظاتها خلال فترة يسيرة وقصيرة جداً من الزمن، لم تأتِ من فراغ أو تأتِ بمحض الصدفة، وإنما أتت وتحققت نتيجة لجهود عظيمة بذلتها الجهات الحكومية المختلفة بالمنطقة كلاً في مجال عمله وبمجال اختصاصاته، بتنسيق مستمر ودائم مع هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-
في مقال سابق نشر بالجريدة بعنوان "فرص استثمارية واعدة بالمدينة المنورة"، أشرت إلى أن المدينة المنورة والمنطقة تزخر بفرص استثمارية واعدة ومتنوعة، أسهمت بشكلٍ فاعل وواضح في تحقيق نمو متسارع بطيبة الطيبة خصوصاً وبالمنطقة عموماً، سيما حين النظر إلى المقومات الدينية والتاريخية والتراثية، بما في ذلك -وكما ذكرت- الفرص الاستثمارية الواعدة، والتي سلط الضوء عليها في وقتٍ سابق منتدى المدينة المنورة للاستثمار، الذي عُقد بالمدينة المنورة خلال الفترة 22 - 23 ديسمبر الماضي.
إن المدينة المنورة إلى جانب قدسيتها كمدينة دينية والمنطقة عموماً، فإنها تتمتع يقوة جذب واستقطاب عجيبة للمستثمرين المحليين والأجانب على حدٍ سواء، وما يؤكد على ذلك النمو المضطرد للاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، التي شهدت نمواً ملحوظاً بالمنطقة، بارتفاعها من 23.7 مليار سعودي في عام 2020، إلى 53.7 مليار ريال سعودي بنهاية عام 2023، مسجلة بذلك متوسط معدل نمو مرتفع بلغ نحو 10 % خلال تلك الفترة.
كما أن منطقة المدينة المنورة تسهم بشكلٍ فعال في تحقيق رؤية السعودية 2030، من خلال ما تشهده من تنوع اقتصادي بمجالات عدة، من بينها: خدمات الضيافة المقدمة لزوار المسجد النبوي الشريف، وأيضاً في مجالات أخرى كالصناعة، والسياحة، والنقل والتعدين، وغيرها من القطاعات والأنشطة الاقتصادية الأخرى.
وتتميز المدينة المنورة أيضاً بتوافد الملايين في كل عام من الزوار للمسجد النبوي الشريف الذي تجاوز عددهم 14 مليون زائر في عام 2023 من داخل المملكة وخارجها، كما أنها كمنطقة تستأثر بنحو 5.5 % من إجمالي المصانع العاملة في المملكة (بما يزيد على 520 مصنعاً) ويوجد بها عدة مدن صناعية تمتلك لمقومات صناعية متميزة، بما يدعم الصناعة واحتياجاتها.
يُذكر وكما ذكرت بالمقال السابق، أن المدينة المنورة قد حققت المرتبة الأولى محلياً والخامسة خليجياً والسابعة شرق أوسطياً في مؤشر أفضل مئة وجهة سياحية لعام 2024، والرابعة محلياً والسابعة عربياً بمؤشر المدن الذكية والثانية على مستوى المملكة انتقالاً للعمل فيها، والأولى عالمياً أماناً للسفر للنساء بمفردهن. كما وقد حَصدت المدينة النورى الشهادة الذهبية لبرنامج مدن أهداف التنمية المستدامة (SDG-Cities) التابع لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
أخيراً وليس آخراً، يأتي إطلاق مشروع درب الهجرة النبوية وتجربة "على خُطاه" الذي يحاكي الدرب التاريخي الذي سلكه النبي محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- خلال الهجرة، ليعزز من المتانة الثقافية والتاريخية والحضارية للمنطقة المدينة المنورة، وما يحيط بهما من مواقع تاريخية.
ولعل ما يميز المشروع، أنه يترجم الجهود الحكومية الرامية إلى تعزيز ارتباط الزوار بالسيرة النبوية العطرة، والإسهام في إثراء رحلتهم وتعميق تجربة زيارتهم إلى المملكة، وبما ينسجم مع شريعتنا السمحة دون إفراط أو تفريط.
وقد أشار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة، بحفل إطلاق المشروع بأنه يمتد على مسافة تتجاوز 470 كيلومترًا، ويتيح للزوار فرصة مميزة لتتبع خطوات النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وزيارة المواقع التي ارتبطت بتلك الرحلة العظيمة، مؤكدًا في نفس الوقت على أن المشروع يسهم في تقديم تجربة استثنائية لضيوف الرحمن، تجمع بين الأثر الإيماني العميق للهجرة، وتعكس جزءًا من الثقافة الوطنية الأصيلة التي تميز الشعب السعودي.
أخلص القول؛ إن المدينة المنورة والمنطقة تشهد تقدماً وتطوراً تنموياً ملحوظاً بجميع مناحي الحياة، لتعكس بذلك الصورة الإسلامية الصحيحة للتطور التي تشهده كمكان مقدس، يعكس التراث والتاريخ الإسلامي العظيم، ويعكس أيضاً الجهود الحكومية المبذولة لخدمة الإسلام والمسلمين بشتى بقاع الأرض، بما في ذلك مدينة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والزائرين للمدينة المنورة وللمنطقة ولمسجد النبوي الشريف.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق