ماذا يفعل بك الشعر؟

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ماذا يفعل بك الشعر؟, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 09:53 مساءً

ماذا يفعل بك الشعر؟

نشر بوساطة هناء حجازي في الرياض يوم 19 - 03 - 2025

2123881
كيف يمس الشعر قلبك؟ أو كيف هو الصدر الحنون الذي يستقبل ألمك، حزنك، شكوكك؟ يربت على وجعك، ويستمع إلى شكواك، لا يقدم لك حلولاً ولا لوماً، لكنه ينفخ على حرقتك، ويهدهد القلق الذي يشتعل في صدرك.
لا أعرف متى عرفت الشعر، أعرف أن القصائد التي كنا نحولها إلى أناشيد في المدرسة الابتدائية كانت بذرة العشق الأولى، وأعرف أن أول كتاب اخترته كي أشتريه، كان ديوان شعر، وكنت برفقة أمي التي كانت تشتري لوازم خياطة من البلد وأنني توقفت أمام مكتبة وقلبت في الكتب، وطلبت منها أن أشتري ذلك الديوان وأنها دفعت ثمنه وهي لا تعرف لماذا استجابت لطفلتها، كان ثمنه غالياً، لكن، يبدو أن للشعر ندهته التي لا يمكن أن لا يستجيب لها أحد.
كنت في سن المراهقة حين اكتشفت وأنا أزور خالتي أن ولدها لديه الأعمال الكاملة لنزار قباني، طلبت من ابنة خالتي أن أستعيره، عدت إلى البيت أقرؤه بلهفة، لم يكن فيه الشعر الذي تخيلت، لكنني قرأته، وعرفت أن الشعر طبقات، أو أنك يمكن أن تحب قصائد ولا تحب قصائد لنفس الشاعر، أو أنك تكبر على شعر أحببته يوماً، وتخلفه وراءك وأنت تتساءل كيف أحببته يوماً، تماماً كما تفعل مع البشر.
في الثانوية كان كتاب الأدب يحتوي على نصوص ل نازك الملائكة، حدثونا عن الشعر الحديث، الذي أصبحت أسيرته، شيء ما أسرني في هذا الشعر المنفلت من الشعر المنظوم، من بحور الشعر المقيدة، وصرت أتابع شاعراً سعودياً اسمه محمد الثبيتي، أرى قصائده في الجرائد، وتذكرت حين رأيته أول مرة، أن ديوانه الأول تهجيت حلماً موجود في مكتبتي الصغيرة في غرفتي الصغيرة.
في الثانوية أيضاً، وبدون مقدمات، أهدتني خالتي كتاباً ضخماً، مغلفاً بفخامة، شرح ديوان المتنبي، كم كانت سعادتي بهذا الكتاب، ربما كانت سعادتي أكبر أن حبي للشعر بات مفضوحاً، وحبي للمتنبي بالذات جعل خالتي التي زارت معرض الكتاب في جامعتها تختاره كي تهديني إياه، من يومها أدركت، أن حبي للشعر لم يعد خياراً، صار قدراً يدفعني إليه أقرب الناس لي.
حين بدأت أكتب، ولأن الشعر كان هو السحر الذي يهفو له قلبي، هو الكتابة في خيالي، بدأت أحاول، أرسلت لليمامة التي كانت نشرت أكثر من مقال لي في صفحة القراء التي كانت تتصدر الصفحات الأولى للمجلة، كانت طريقة عناية المجلة بقرائها عجيبة وفاتنة، وسعد الدوسري الذي كان محرر الصفحة، والذي نشر مقالاتي، نشر أيضاً قصيدة، أسميها مجازاً كذلك، لكنه بعد أن نشرها، قرأ قصصاً لي ومنحني نصيحة العمر، أنت في القصة أقوى.
لم تنته القصة، مسحت أسطراً كثيرة كتبتها لأن المساحة انتهت، هكذا يأخذني الشعر لمساحات واسعة، ربما أكملت يوماً ما، ربما الأسبوع المقبل.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق