أمن الحرمين

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أمن الحرمين, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 09:29 مساءً

أمن الحرمين

نشر بوساطة محمد الحمزة في الرياض يوم 19 - 03 - 2025

2123882
تعدّ المشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة قبلةً للمسلمين من شتى بقاع الأرض، حيث يفد ملايين المعتمرين والزوار سنويًّا لأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي، وخدمة المعتمرين والزائرين يعتبر جزءًا محوريًا من استراتيجية المملكة لتعزيز مكانة الحرمين الشريفين وضمان أفضل تجربة لزوار بيت الله الحرام، حيث تخصص السعودية ميزانيات ضخمة لتطوير البنية التحتية وتقديم الخدمات في مكة المكرمة والمدينة المنورة، مع تركيز خاص على الجوانب الأمنية والصحية واللوجستية.
فقد تجاوزت تكلفة مشاريع توسعة الحرم المكي 100 مليار ريال خلال العقود الماضية، بما في ذلك زيادة الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام لاستقبال أكثر من 2 مليون مصلٍ في وقت واحد، وفي إطار رؤية 2030، تستهدف السعودية زيادة أعداد المعتمرين إلى 30 مليون معتمر سنويًّا، مما يتطلب استثمارات إضافية في التقنية (مثل الهوية الرقمية للزوار)، وتطوير المطارات، وتحسين تجربة النقل العام، فالأولوية المطلقة هي خدمة ضيوف الرحمن والتي تترجم عبر المشاريع العملاقة والخدمات المقدّمة مجانًا أو بتكلفة مخفّضة.
وفي ظل هذا الزخم الهائل، تبرز أهمية الدور الأمني لوزارة الداخلية السعودية في حفظ أمن الحرمين الشريفين، وتنظيم حركة الزوار، وضمان سلامتهم، وهو دور يجمع بين الحزم في تطبيق الأنظمة والرحمة في تيسير الشعائر، حيث تنفق الوزارة مئات الملايين سنويًّا على نشر أكثر من 50 ألف عنصر أمني، وتوفير تقنيات مراقبة متطورة (كاميرات حرارية، أنظمة ذكاء اصطناعي)، وتبدأ جهودها قبل أشهر من موسم العمرة، عبر خطط تبنى على تحليل البيانات السابقة وتوقع التحديات المحتملة، وتستخدم تقنيات متطورة مثل الكاميرات الحرارية وأجهزة الاستشعار لقياس كثافة الزوار لحظيًّا، مع توجيههم عبر مسارات محددة لتجنب التزاحم. كما جرى تطوير أنظمة إلكترونية مثل تطبيقي «اعتمرنا» و»نسك» لتنظيم مواعيد العمرة، حيث بلغ عدد التصاريح الصادرة عبر التطبيقين أكثر من 15 مليون تصريح خلال عام 2023 ، وفق إحصاءات رسمية لوزارة الحج والعمرة.
تعمل وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة، والصحة، والجهات العسكرية والأمنية، لتنفيذ خطط تشمل الإسعافات الأولية، والتدخل السريع في الحالات الطارئة، لضمان تغطية شاملة لكل شبر في المنطقة المركزية المحيطة بالحرمين. وتم تفعيل أنظمة إلكترونية لتنظيم دخول السيارات والمشاة، مع استخدام تقنية «البصمة» لتحديد هوية الزوار ومنع الدخول خارج المواعيد المحددة، كما جرى تخصيص ممرات خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، لضمان حركتهم بسلاسة.
تطلق الوزارة حملات توعوية بلغات متعددة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تركز على إرشادات مثل الالتزام بالمسارات المحددة، وتجنب حمل الأغراض الثقيلة، والإبلاغ الفوري عن أي حالات طارئة، حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه الحملات أكثر من 8 ملايين شخص خلال الموسم الماضي. وقد أسفرت هذه الجهود الأمنية عن نتائج ملموسة؛ حيث قلت حوادث التدافع بنسبة 90 % خلال السنوات الخمس الماضية، وسهولة دخول الزوار عبر البوابات الإلكترونية، مع تقليص متوسط وقت الانتظار إلى 15 دقيقة فقط، مقارنة بساعات في السابق.
يشكل تعاون المعتمرين والزوار مع الجهود الأمنية ركيزةً أساسية لنجاح منظومة الحج والعمرة، فمسؤوليتهم لا تقل أهمية عن دور الجهات الرسمية، وأولى هذه المسؤوليات هو الالتزام بالأنظمة المعلنة، مثل اتباع مواعيد التصاريح عبر التطبيقات الذكية، وتجنب الخروج عن المسارات المحددة، أو إدخال المواد المحظورة التي قد تعرض السلامة للخطر، كما يجب أن يتحلى الزوار بوعي فردي يمكّنهم من الإبلاغ الفوري عن أي سلوك مشبوه أو أجسام غريبة، مع الابتعاد عن المناطق المخصصة للطوارئ أو الخدمات.
وعليهم الاستفادة من التقنية عبر استخدام التطبيقات الرسمية لمعرفة تحديثات الازدحام، أو الاسترشاد بخرائط الممرات داخل الحرمين. وعليهم التحلي بالآداب العامة التي تعكس قدسية المكان، كتجنب الإزعاج بالصوت المرتفع، أو التصرفات غير اللائقة التي تشوّه صورة الشعيرة. إن أمن الحرمين الشريفين مسؤولية مشتركة، ونجاح الجهود الأمنية مرهون بوعي الزوار بأنهم شركاء في هذه الرسالة الإنسانية، فبالتزامهم تحفظ الأرواح، وتيسّر العبادة.
الأمن في الحرمين الشريفين ليس مجرد إجراءات نظامية؛ بل هو رسالة إيمانية تجسد عمق الانتماء الإسلامي، وتبرهن أن المملكة -بقيادة وزارة الداخلية- تمسك بزمام الريادة في إدارة التحديات العالمية بحكمة واقتدار، ولن يكتب لهذه الجهود النجاح إلا بوعي الزوار بأنهم شركاء في هذه المسؤولية، لتظل العمرة رحلة روحية خالصة، تعزز قيم الوحدة، وتظهر للعالم وجه السعودية الإنساني.. يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز: «خدمة ضيوف الرحمن شرف لنا، وواجب نجسده بأعلى معايير الأمان والجودة».

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار ذات صلة

0 تعليق