نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المرأة نموذج جديد للتمكين الاقتصادي, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 09:29 مساءً
نشر بوساطة إيمان حكيم في الرياض يوم 19 - 03 - 2025
عندما نبحث عن التحولات الكبرى التي يشهدها الاقتصاد السعودي، نجد أن أحد أكثر المشاهد إثارة للإعجاب هو صعود المرأة في مجالات كانت حكرًا على الرجال لعقود. لم يعد تمكين المرأة مجرد شعار، بل تحول إلى واقع ملموس يمكن قياسه بالأرقام والإنجازات، ولعل قطاع الضيافة والاستثمار في مكة واحد من أبرز القطاعات التي شهدت هذا التحول العميق، حيث باتت المرأة السعودية جزءًا لا يتجزأ من المشهد، ليس كمستثمرة فحسب، بل كقائدة وصاحبة قرار.
لطالما كان قطاع الضيافة في مكة محركًا اقتصاديًا قويًا، لكنه اليوم يشهد نقلة نوعية لم تكن ممكنة لولا الحضور المتزايد للمرأة في مفاصله المختلفة. من إدارة الفنادق، إلى تشغيل المنشآت السياحية، إلى ريادة الأعمال في الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، أصبحت المرأة المكية والسعودية بشكل عام شريكًا رئيسًا في صناعة تجربة الزائر.
اليوم، نرى سيدات أعمال يقدن مشاريع فندقية، ويوسعن أعمالهن في قطاع المطاعم والمقاهي التي تخدم ملايين الزوار سنويًا، ويؤسسن شركات تقدم خدمات متخصصة للحجاج والمعتمرين، بدءًا من النقل وانتهاءً بتنظيم البرامج السياحية. هذه ليست قصصًا فردية، بل اتجاه متصاعد يؤكد أن المرأة السعودية لم تقتحم هذا المجال فحسب، بل أصبحت جزءًا أساسيًا في تشكيل مستقبله.
النجاح في قطاع الضيافة ليس مجرد مسألة أرقام ومؤشرات نمو، بل هو قصة بناء وتحدي. كثير من النساء اللواتي دخلن هذا المجال لم يكن لديهن طريق ممهد، لكنهن أثبتن أن الاستثمار في المرأة هو استثمار في الابتكار والجودة والاستدامة. ففي مكة، حيث تتطلب إدارة الضيافة مستوى عالٍ من الاحترافية والقدرة على التعامل مع ثقافات متعددة، نجحت المرأة السعودية في إثبات كفاءتها، بل وتفوقت في تقديم نموذج إداري وإنساني راقٍ يعزز من تجربة الزائر.
مركاز البلد الأمين يسلط الضوء على هذه التجارب، ليس فقط للاحتفاء بها، بل لإبراز كيف يمكن أن يكون تمكين المرأة في قطاع الضيافة نموذجًا اقتصاديًا ناجحًا وقابلًا للتوسع. فعندما تُمنح المرأة الفرصة، لا تكتفي بالمشاركة، بل تعيد صياغة القواعد، وتخلق فرصًا جديدة، وتغير مفاهيم تقليدية حول الاستثمار والعمل.
الحديث عن المرأة في قطاع الضيافة لم يعد يدور حول "إمكانية" نجاحها، بل حول "مدى" تأثيرها، وحول المستقبل الذي ستساهم في رسمه. فالسؤال الآن ليس إن كانت المرأة قادرة على المنافسة في هذا القطاع، بل كيف يمكن دعمها بشكل أكبر لتكون شريكًا أساسيًا في نهضة مكة الاقتصادية؟
إيمان حكيم
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق