نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صناعة الإعلانات في ثورة التعلم العميق, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 09:29 مساءً
نشر بوساطة علي محمد الغامدي في الرياض يوم 19 - 03 - 2025
البيانات هي الوقود الذي يدفع عجلة التطور في مختلف المجالات وخاصة في مجال التسويق، وفي عصرنا الحالي مع تدفق البيانات الضخمة والتطور التقني المتسارع، أصبح التعلم العميق (Deep Learning) إحدى الأدوات الثورية التي غيرت قواعد اللعبة في مجال الإعلانات الرقمية، هذه التقنية المتطورة من الذكاء الاصطناعي تُحدث تحولاً جذرياً في فهم سلوك المستهلك، واستهداف الجمهور، وتوجيه الإعلانات بدقة وفعالية أكبر، بالإضافة إلى تحسين تجربة المستخدم وتعظيم العائد على الاستثمار الإعلاني.
يعتمد التعلم العميق على الشبكات العصبية الاصطناعية متعددة الطبقات التي تحاكي عمل الدماغ البشري، والتي تتميز بقدرتها على تحليل سلوك المستخدم من خلال معالجة تفاعلات المستخدمين السابقة مع الإعلانات والمحتوى لبناء نماذج تنبؤية دقيقة، وقدرتها أيضًا على الوصول الدقيق إلى الفئة المستهدفة عبر تقديم إعلانات مخصصة لكل مستخدم بناءً على اهتماماته وسلوكه الفريد، كذلك دورها في التحسين المستمر في عملها من خلال التعلم من النتائج وتعديل الاستراتيجيات في الوقت الفعلي لتحقيق أفضل النتائج، أيضًا قدرتها على تطوير تصميم الإعلانات عبر إنشاء وتحسين المحتوى الإعلاني آلياً واختبار آلاف التصميمات والنصوص والصور لتحديد المزيج الأمثل الذي يجذب انتباه الجمهور المستهدف ويحفزه على التفاعل، كذلك دورها في تحديد التوقيت الأمثل لعرض الإعلانات بناءً على أنماط نشاط المستخدم بالشكل الذي يزيد من احتمالية التفاعل الإيجابي ويقلل من تجربة الإزعاج الإعلاني، بالإضافة إلى تحديد القيمة المثلى للمساحات الإعلانية من خلال تقييم قيمة المساحات الإعلانية في الوقت الفعلي، مما يضمن أقصى عائد للناشرين وأفضل استثمار للمعلنين.
تتنوع استخدامات التعلم العميق في مجال التسويق ولكن تتمركز بشكل أكبر في الإعلانات الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث ومنصات البث والتلفزيون الرقمي، بغرض تقديم محتوى وإعلانات أكثر صلة ومناسبة لاهتمامات المستخدمين، بالشكل الذي يؤدي إلى تحسين تجربة المستخدم وزيادة فعالية الحملات الإعلانية.
يواجه استخدام التعلم العميق في مجال الإعلانات عدة تحديات تتمحور حول الخصوصية وحماية بيانات المستخدمين، أيضًا الشفافية والعدالة في توزيع الإعلانات بين مختلف شرائح المجتمع، بالإضافة إلى التكلفة العالية والتعقيد الكبير في عملها نظرًا لحاجة التعلم العميق إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية والخبرات، مما قد يشكل عائقاً للشركات الصغيرة والمتوسطة.
مع استمرار تطور تقنيات التعلم العميق، نتوقع لها مستقبلاً باهراً في مجال التسويق وبخاصة الإعلانات التفاعلية المتطورة عبر استخدام تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي لخلق تجارب إعلانية غامرة، أيضًا التخصيص فائق الدقة في تقديم محتوى وإعلانات مصممة بالكامل لتناسب ظروف المستخدم الحالية وحالته النفسية مع تجنب الإفراط في عرض الإعلانات، كذلك التكامل مع إنترنت الأشياء عبر استخدام البيانات من الأجهزة المتصلة لتقديم إعلانات في السياق المناسب تماماً، بالإضافة إلى التحليل متعدد القنوات بغرض فهم رحلة العميل عبر مختلف نقاط الاتصال لتقديم تجربة عميل متكاملة.
يمثل التعلم العميق تحولاً جذرياً في طريقة تصميم وتنفيذ وقياس الحملات الإعلانية، ومع استمرار تطور هذه التقنيات، سنشهد إعلانات أكثر ذكاءً وفعالية وأقل تطفلاً، مما يحقق توازناً أفضل بين أهداف المعلنين واحتياجات المستهلكين، والشركات التي تتبنى هذه التقنيات مبكراً ستكتسب ميزة تنافسية كبيرة في سوق الإعلانات المتطور باستمرار.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق