الدعوة إلى الهجرة

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الدعوة إلى الهجرة, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 09:17 مساءً

الدعوة إلى الهجرة

نشر بوساطة غيداء السنيدي في الرياض يوم 19 - 03 - 2025

2123855
بعد العقبة الثانية مع أهل المدينة التي تمت في شهر ذي الحجة من السنة الثانية عشرة للبعثة، شجع الحبيب صلى الله عليه وسلم أصحابه -أهل مكة- للهجرة إلى المدينة المنورة قبل أن يهاجر هو -الرسول-، حيث أمرهم بالهجرة بغية التأكد على وصول أتباع إلى المدينة بكل سلام، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الله -عز وجل- قد جعل لكم إخوانًا ودارًا تأمنون بها، فخرجوا أرسالا، وأقام الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة حتى يأذن له ربه بالخروج منها، والهجرة إلى المدينة.
بعد أن هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد أصحابه وأتباعه، جعل الهجرة شرطًا مهمًا في المبايعة على الإسلام وتمامه، وكان يحُط من أسلوب البداوة والترحل في تلك المرحلة، حيث شاع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قد نهى عن قبول هدايا الأعراب أو طعامهم، والمقصود بالإعراب هو كل منقطع من البادية لا يتصل بالمسلمين في المدينة، ولا يجيب دعوى الجهاد والدين، وحدث ذلك بعد أن أهدى له أعرابي ناقتين، فعوضه لم يرض مما حمله على القول: (لقد هممت ألا أتهب إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي)
ويعطي ذلك فكرة عن وجود محاولة لتهجير الأعراب، فعندما سئُل صلى الله عليه وسلم عن آية (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات) قال: (هم الجفاة من بني تميم لولا أنهم أشد الناس قتالا للأعور الدجال لدعوت الله أن يهلكهم) شفع لهؤلاء الأعراب الجفاة تميزهم بالشدة في القتال، وإلا استحقوا غضب الله لكونهم عالة على دولة الإسلام بتعطل قدراتهم الفكرية والاقتصادية، إذ طال انقطاعهم في البادية، واحتاجت المدينة -آنذاك- احتياطياً كبيراً من الجنود الذائدين، فوجود الأعراب ذوي الشدة القتالية سوف يجعل مهمة استنفارهم للجهاد سهلة وميسرة؛ ولذلك قيل (لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار)
واستهدفت الدعوة إلى الهجرة، أولًا تكوين مجتمع الأمة الإسلامية الجديد القائم على أسس قوية من الاستقرار والتحضر، والبعد عن الانفرادية والانعزالية، كما استهدفت إعداد نواة قوية للجيش الإسلامي لممارسة مهامه في الجهاد ومقاتلة الكفار، وبعد فتح مكة أسقط صلى الله عليه وسلم شرط الهجرة للمبايعة.
كِتاب: مجتمع المدينة
في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم للمؤلف: د. عبدالله بن عبدالعزيز
بن إدريس

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار ذات صلة

0 تعليق