الإعلام والتنمية

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإعلام والتنمية, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 09:01 مساءً

الإعلام والتنمية

نشر بوساطة محمد الحمزة في الرياض يوم 17 - 03 - 2025

2123588
مما يعزز تحول قطاع الإعلام من التبعية المالية إلى الإنتاجية، نجد أن مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بلغت 1.2 % عام 2022، وتستهدف الرؤية رفعها إلى 2.5 % بحلول 2030. وهذا النمو يُعزى إلى استثمارات تتجاوز 25 مليار ريال في قطاعات المحتوى الرقمي والإعلام التفاعلي، وفق استراتيجية الاستثمار الوطني (2023)..
في مقابلة غنيّة بالرؤى والأفكار، كشف معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري، خلال حواره في برنامج "الليوان" مع الإعلامي عبدالله المديفر، عن توجهات استراتيجية لمستقبل الإعلام السعودي ودوره في التنمية الشاملة، وقد جمعت المقابلة بين التحليل السياسي والخبرة العملية، لترسم صورة واضحة لعلاقة الإعلام برؤية 2030، والتحديات التي تواجه المشهد الإعلامي، وآليات تعزيز دوره كرافد أساسي للتنمية الوطنية.
أكد معالي الوزير أن مشروعات رؤية السعودية وإنجازاتها تُعد "الذراع الإعلامية" الأكثر فاعلية في إقناع الجمهور وإشراكه في مسيرة التحول، فنجاحات الرؤية التي تحققت بوتيرة أسرع من المتوقع، لم تكن لتُترجم إعلاميا دون انسجام بين رسالة الدولة ووعي المواطنين. وهنا يبرز الإعلام كأداة لتعزيز الثقة الشعبية في القيادة، عبر نقل الإنجازات بشفافية تُبعد شبهة "المديح الزائف"، الذي ترفضه الدولة، فالتنمية لا تُبنى بالدعاية، بل بالواقع الذي يفرض نفسه.
وكما نعلم أن إنجازات الرؤية تجاوزت التوقعات، حيث تحققت 65 % من مستهدفات 2030 قبل الموعد المحدد، وفق تقارير الهيئة العامة للإحصاء (2023)، وهذه الإنجازات لم تكن لتُترجم إعلاميا لولا انسجام الرسالة الحكومية مع وعي الجمهور، الذي بلغت نسبة ثقته في الإعلام الوطني 82 %، حسب استطلاع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني (2022)، وهنا، يُظهر الإعلام قوته كأداة لتعزيز الانتماء، فكما قال معاليه: "إنجازاتنا تتحدث عن نفسها".
رفض معالي الوزير مقارنة حرية الإعلام السعودي بنظيره الأوروبي، مشددا على أن "لكل مجتمع ما يناسبه". فالحرية في السعودية ليست فوضى، بل التزامٌ بضوابط تحمي القيم والهوية الوطنية. وهذا النموذج من "الحرية البنّاءة" يعكس فهما عميقا لدور الإعلام في التنمية: إعلامٌ يوازن بين النقد البناء والحفاظ على الاستقرار، ويُسهم في تشكيل وعي جمعي يدعم التحول الاقتصادي والاجتماعي. وهو ما يتطلب من الإعلاميين التحلي بالمسؤولية، والانحياز إلى الموضوعية بدلا من العاطفة أو الشعبوية، كما أشار معاليه.
لفت معالي الوزير في اللقاء إلى أن قطاع الإعلام في السعودية لم يعد تابعا للدعم الحكومي، بل أصبح جزءا من الاقتصاد المعرفي، يُسهم في الناتج المحلي ويستقطب الاستثمارات. وتوقع أن يتضاعف هذا الدور بحلول 2030، مما يعزز مكانة الإعلام كشريك في التنويع الاقتصادي. إلا أن هذا النمو مشروطٌ بجودة المحتوى؛ فالمحتوى الهابط يُواجه برفض الجمهور الواعي، الذي يمتلك "سلطة المقاطعة" كسلاح لمحاربة الانحرافات الإعلامية. هنا، يُعيد الوزير تعريف العلاقة بين الإعلام والجمهور: ليست علاقة تلقٍّ فحسب، بل مشاركةٌ فاعلة في صياغة المشهد الإعلامي.
ومما يعزز تحول قطاع الإعلام من التبعية المالية إلى الإنتاجية، نجد أن مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بلغت 1.2 % عام 2022، وتستهدف الرؤية رفعها إلى 2.5 % بحلول 2030. وهذا النمو يُعزى إلى استثمارات تتجاوز 25 مليار ريال في قطاعات المحتوى الرقمي والإعلام التفاعلي، وفق استراتيجية الاستثمار الوطني (2023). كما أن 60 % من السعوديين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي يوميا، مما يفتح آفاقا لاقتصاد رقمي يُسهم في تنويع مصادر الدخل، خاصة مع ارتفاع نسبة الشباب دون 30 عاما إلى 63 % من السكان، وفق الإحصاء السعودي (2023).
لم يغفل معالي الوزير الحديث عن الظواهر السلبية في الإعلام الرياضي، مثل "المحلل المشجع" الذي يُغذي التعصب بدلا من تثقيف الجمهور. وأكد أن الأنظمة الإعلامية تتصدى لهذه الظاهرة عبر الرصد والتشريعات، لكنه أشار إلى أن الحل الجذري يكمن في وعي الجمهور وتوجيهه. وهذه النقطة تُظهر فهمًا استراتيجيًا لدور الإعلام كمُعلّم اجتماعي، يعمل على ترسيخ قيم التنافس الشريف والهوية الوطنية، حتى في المجالات الترفيهية.
لم تكن المقابلة حوارا سياسيا بحتا، بل كشفت عن جانب إنساني لوزير الإعلام، الذي اعترف ب"كذبة" قديمة على والده ليمارس مهنة الصحافة، معتبرا أن خدمة الوطن لا ترتبط بمنصب بعينه. كما أبدى قلقه على "موت الصحفي" لا المهنة، في إشارة إلى أهمية تأهيل كوادر إعلامية واعية. واستذكر درسا تعلمه من المصور الصحفي عمران حيدر: أن الإعلام رسالةٌ قبل أن يكون مهنة.
في مجمل حديثه، رسم معالي الوزير خريطة طريق لمستقبل الإعلام السعودي: إعلامٌ يُسهم في التنمية عبر الربط بين الإنجازات والوعي، ويوازن بين الحرية والمسؤولية، ويعتمد على الكفاءات الوطنية. كما أكد أن نجاح الرؤية الاقتصادية مرتبطٌ بوجود إعلام قادر على الابتكار والإقناع، دون إغفال القيم المجتمعية. ففي عصر تتسارع فيه التحولات، يبقى الإعلام السعودي، وفقا لما قال معاليه: "جسرا بين طموحات القيادة ووعي المواطن، وبين المحلية والعالمية".

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق