نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأثر الثقافي للتقاليد الرمضانية, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 12:17 صباحاً
نشر بوساطة فاطمة المزيني في الوطن يوم 17 - 03 - 2025
لشهر رمضان تقاليد متنوعة، مستوحاة من طبائع المجتمعات واهتماماتها، وتعكس أيضًا التحولات الفكرية والاقتصادية فيها.
تستمد هذه التقاليد أهميتها من كونها منظومة متكاملة يتلقى الإنسان من خلالها شعيرة الصيام وما يتصل بها من معانٍ وقيم، وما ينتج عنها من مشاعر وروحانيات وعلاقات.
ويمكننا القول إن للتقاليد الرمضانية تأثيرًا ثقافيًا عميقًا تجاوز اليوم المجتمعات الإسلامية، وتحول بفعل التقنية والهجرة والسياحة إلى لغة اتصال مع الآخر، الذي ينجذب لاكتشاف الهويات الإسلامية من خلال مظهرها وطقوسها.
تتعدد التقاليد الرمضانية وتختلف من شعب لآخر، وتتمثل في الزينات والفوانيس والأزياء الخاصة والاجتماعات الأسرية وأنواع الطعام، وقبل هذا كله في الشعائر الدينية المخصوصة بوقتها وصفتها.
تعزز هذه العادات الرمضانية قيم التكافل الاجتماعي وتقوي الروابط الأسرية والاجتماعية، كما أنها تؤثر على الأنشطة الثقافية والفنية، فتزدهر الفنون والدراما الرمضانية والمجالس الثقافية.
من جهة أخرى، تؤثر هذه التقاليد في الاقتصاد، إذ يرتفع الطلب على المنتجات الغذائية والملابس وغيرها، مما يحرك التجارة ويغير من نمط الاستهلاك.
يتجاوز رمضان كونه عبادة فردية ليكون تجربة اجتماعية وثقافية متكاملة تعكس الهوية والتقاليد الموروثة عبر الأجيال.
ويطرح هذا سؤالًا مهمًا حول توثيق ما يستجد في مجتمعنا السعودي بشكل خاص من مظاهر يستحسنها الناس ويجتمعون حولها، مثل الأطعمة التي تقدمها الأسر في مقصورات بيع داخل الأحياء، وكذلك الأزياء والنقوش الفنية الخاصة التي أصبحت تُستخدم مؤخرًا في الأثاث والملابس، والألعاب الشعبية التي عادت إلى طاولات المقاهي والأندية، والصوالين والديوانيات الثقافية التي أصبحت تعتني بالشعر والفلسفة والأدب، وغيرها من مستجدات استحدثت أو من تقاليد تطورت وتأثرت بروح العصر.
نحتاج إلى جهد ثقافي يؤرخ لما يدخل على موروثنا وما يُستحدث بجانبه، إذ إنه بشكل أو بآخر يمتزج بمادة التقاليد التي ستعبر عن هويتنا وستنتقل إلى أجيالنا القادمة.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق