المسجد النبوي.. معالم نورانية وقيم روحية

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المسجد النبوي.. معالم نورانية وقيم روحية, اليوم الأحد 16 مارس 2025 05:46 صباحاً

المسجد النبوي.. معالم نورانية وقيم روحية

نشر بوساطة خالد الزايدي في الرياض يوم 16 - 03 - 2025

2123248
يكتنز المسجد النبوي الشريف معالم نورانية، وثراء روحانيا فريدا لا مثيل له، حرم تحفُّه ملائكة الرحمن، ويضم ثراه الطاهر جسد النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضوان الله عليهما، أجور الصلاة فيه مضاعفة، وروضته الشريفة بقعة من الجنة، لكل جزء منه قصص وحكايات دونتها كتب السيرة والتاريخ بمداد من نور تلامس ثنايا الروح، وتلهب الشوق والوجدان، أضواء من الخلود وعبق من المجد، وعبير من المحبة تأسر القلوب، وتستهوي المهج بجلالها وشموخها، مآثر عظيمة في كل أجزاء المكان، روحانية وخشوع لا تصفها الحروف والكلمات، يفيض المسجد النبوي قداسة وإجلالا بعمارته ورسومه وزخارفه، بقبابه ومنائره ودكاته، بمحاريبه وامتداد صفوفه، بأروقته وساحاته وأسطحه، أولته القيادة السعودية المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وحتى العهد المبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، اهتماما مضاعفا وعناية بالغة، فكانت المحافظة على البناء العتيق للحجرة الشريفة، والقبة الخضراء، والعمل على تدعيمهما وترميمهما كلما دعت الحاجة إلى ذلك، والحرص على رعاية وطلاء القبة الفيحاء، وصيانتها عند تأثرها بالعوامل الجوية، وكل جزء من أجزاء الحرم الشريف شاهد على عناية لا مثيل لها.
المواجهة الشريفة
تحتضن حجرة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في المسجد النبوي أزكى وأطيب ثرى، حيث وُري الجسد الطاهر لنبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وخليفتيه الجليلين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، وتذكر الآثار والروايات بأن البقعة الطاهرة تحفها الملائكة ليلاً ونهاراً، يصلون على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي المواجهة الشريفة يبرز سياج نحاسي مهيب يحيط بالحجرة النبوية، ومن خلفها بيت السيدة الزهراء فاطمة -رضوان الله عليها-، وللمقصورة أربعة أبواب: باب جنوبي وهو الباب المواجه للزوار، وله ثلاثة مداخل نحاسية: الأوسط باب التوبة في مقابل المواجهة الشريفة، والأيمن، والأيسر جزء من البيت النبوي، باب شمالي "باب التهجد" ويوجد أمام دكة الأغوات خلف دار السيدة فاطمة، باب غربي "باب النبي" ويسمى بباب عائشة وباب الوفود وهو الباب المواجه للروضة الشريفة، باب شرقي "باب فاطمة" وهو الباب الذى يوجد ناحية البقيع يتم فتحه للدخول منه للقيام بشؤون وأغراض الحجرة النبوية الشريفة، ويوجد بابان آخران داخل المقصورة الشريفة، وكذلك شباك النبي -صلى الله عليه وسلم- من ناحية الروضة الشريفة بين أسطوانتي السرير والمحرس بمواجهة الرأس الشريف، وقد كان موضع الزيارة في عهد الصحابة رضي الله عنهم، ويقابله شباك آخر في الجدار الشرقي، وهو الشباك الموجود بجانب باب البقيع، ومنذ تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والقيادة تولي اهتماما بالغا بالمقصورة الشريفة حفاظا وصيانة.
الروضة الشريفة
يتسابق قاصدو المسجد النبوي للصلاة في الروضة الشريف، التي قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة"، رجاء الضفر بدعوات مستجابة وأجور مضاعفة، كانت مكانا للعبادة ومدرسة للعلم والمعرفة ومنطلقا لنشر الدين الحنيف لجميع المسلمين، تقع الروضة الشريفة غربي الحجرة النبوية، وتمتد إلى المنبر وتبلغ مساحتها نحو 330 متراً مربعاً، وتبلغ أبعادها 22 متراً من الشرق إلى الغرب و15 متراً من الشمال إلى الجنوب، وتضم المحراب النبوي الذي يقع في الجزء الغربي منها، ويفصلها عن المنبر مسافة 7 أمتار تقريباً، ويحد الروضة من الجنوب سياج من النحاس يفصلها عن زيادتي عمر وعثمان -رضي الله عنهما-، أما من الجهتين الشمالية والغربية فهي متصلة ببقية أجزاء المسجد، ويميّز الروضة عن باقي مساحة المسجد أعمدتها المكسوة بالرخام الأبيض الموشى بماء الذهب إلى ارتفاع مترين تقريباً، وتقع إلى الناحية الشرقية من الروضة الشريفة حجرة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-، ومن الغرب المنبر الشريف، ومن الجنوب جدار المسجد الذي به محراب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن الشمال الخط المار شرقاً من نهاية بيت عائشة -رضي الله عنها- إلى المنبر غرباً، وتضم الروضة على أطرافها معالم عدة منها الحجرة الشريفة التي تضمّ قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ومحرابه -صلى الله عليه وسلم-، الذي وضع في وسط جدارها القبلي، ومنبره عليه الصلاة والسلام، ويتخللها عدد من الأعمدة المميزة عن سائر أساطين المسجد، بما كسيت به من الرخام، وفي الجهة القبلية من الروضة حاجز نحاسي جميل، يفصل بين مقدمة المسجد والروضة بارتفاع متر، أقيم عليه مدخلان يكتنفان المحراب النبوي، وتنتشر في الروضة الأساطين الحجرية التي وضعت عليها خطوط مذهبة تميزها عن غيرها من السواري والأعمدة.
محراب النبي الكريم
يكتنز المحراب النبوي في الروضة الشريفة إرثا روحانيا، ينضح بطهر الرسالة السماوية الخاتمة، بمعمار عتيق وهندسة فريدة تلامس كل جوانب هيكله المحلى بالآيات والأحاديث الشريفة التي تبرز رونق الخط العربي، وجماليات النقوش والزخارف الإسلامية، وتذكر المصادر التاريخية أن القبلة الأولى للحرم الشريف كانت في أقصى الشمال، قبالة باب عثمان رضي الله عنه عند الأسطوانة الخامسة، حيث أمضى رسولنا الأعظم وصحبه الكرام ستة عشر شهرا يستقبلون بيت المقدس في صلاتهم حتى جاءت البشرى من السماء بالتوجه إلى الكعبة المشرفة "فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام" ، فحول النبي -صلى الله عليه وسلم- القبلة من الشمال إلى الجنوب، وكان المحراب جدارا مصمتا لقرابة قرن من الزمان، حتى عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز الذي أحدث المحراب المجوف، لتتوالى بعد ذلك العمارات والتجديدات، وفي العهد السعودي امتدت يد الإيمان والخير والإصلاح إلى المحراب الشريف فتم إعادة ترميمه ترميما شاملا عام 1404ه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- نقلت الإمامة للمحراب النبوي مجدداً بعد خمسة وعشرين عاما تيسيرا على قاصدي الزيارة الشريفة، وعودة للموضع المبارك.
المنبر النبوي
من المعالم المبارزة في المسجد النبوي الشريف منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- والذي جاءت الروايات بفضله فهو قطعة من قطع الجنة، وفي الحديث الشريف: "منبري على حوضي ومنبري على تُرعة من ترع الجنة وإن قوائم منبري هذا على رواتب من الجنة"، وفي الرواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جنب خشبة يسند ظهره إليها، فلما كثر الناس قال: "ابنوا لي منبراً"، فبنوا له منبراً له عتبتان، فلما قام على المنبر يخطب حنت الخشبة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال أنس : وأنا في المسجد، فسمعت الخشبة تحن حنين الواله، فما زالت تحن حتى نزل إليها فاحتضنها فسكتت، قال ابن النجار: طول المنبر -أي ارتفاعه- ذراعان وشبر وثلاثة أصابع، وعرضه ذراع راجح، وطول صدره -أي ارتفاع مسنده- وهو مستند النبي -صلى الله عليه وسلم- ذراع، وطول رمانتيه اللتين كان يمسكهما بيديه الكريمتين إذا جلس، شبر وإصبعان، وروى يحيى عن ابن أبي الزناد: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجلس على المجلس، ويضع رجليه على الدرجة الثانية، فلما ولي أبو بكر رضي الله عنه قام على الدرجة الثانية، ووضع رجليه على الدرجة السفلى، فلما ولي عمر رضي الله عنه، قام على الدرجة السفلى ووضع رجليه على الأرض إذا قعد، فلما ولي عثمان رضي الله عنه، فعل ذلك ست سنين من خلافته، ثم علا إلى موضع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان عثمان رضي الله عنه أول من كسا المنبر قبطية "الثوب الرقيق الأبيض من ثياب مصر"، وقد تعددت درجات المنبر فيما بعد، كما تعددت صناعته، فكان يصنع أحياناً من الخشب أو من المرمر، أو من الرخام، وفي العهد السعودي الميمون اهتمت حكومة المملكة بالمنبر وشملته بالرعاية والعناية المستمرة، حيث يتم طلاؤه بماء الذهب كلما دعت الحاجة إلى ذلك، ووضعت عليه ورقاً شفافاً لحمايته من اللمس حفاظاً عليه ليبقى شاهداً على دقة الفن الإسلامي وأحد أعاجيبه الباقية.
الأساطين
أساطين المسجد النبوي هي الأعمدة التي قام عليها البناء الأول للحرم الشريف في العهد النبوي وكانت من جذوع النخل، اشتهرت منها ست في الروضة الشريفة: المخلقة، القرعة، التوبة، السرير، المحرس، الوفود، ولكل أسطوانة قصة لتسميتها فالمخلقة أي المطيبة والمعطرة وهي التي صلى إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- المكتوبة بضعة عشر يوما بعد أن حولت القبلة، أسطوانة عائشة وهي الثالثة من المنبر والقبر والقبلة، وتعود تسميتها لإخبار أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عبدالله بن الزبير بفضلها فقام فصلى عندها، وأسطوانة السرير تلتصق بالشباك المطل على الروضة الشريفة وهي محل اعتكاف النبي الخاتم ، فقد كان له سرير من جريد النخل، وكان يوضع عند هذه السارية، كذلك كانت له عليه الصلاة السلام وسادة تطرح له، فكان يضطجع على سريره عندها، أما أسطوانة المحرس وتقع خلف السرير وتسمى أيضا بأسطوانة علي -رضي الله عنه- لأنه كان يجلس عندها ليحرس النبي المصطفى، وأسطوانة الوفود وتقع خلف المحرس شمالا وكان صلى الله عليه وسلم يجلس إليها ليقابل وفود العرب القادمين عليه، أما أسطوانة التوبة وتعرف بأبي لبابة أيضا وسميت بذلك لأنها شهدت توبته رضي الله عنه، يذكر ابن إسحاق: "لمَّا حاصر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم بني قريظة، بعثوا إليه أن ابعث لنا أبا لبابة ابن عبدالمنذر، أخا بني عمرو بن عوف، وكانوا حلفاء الأوس نستشيره في أمرنا، فأرسله رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلم إليهم، فلمَّا رأوه قام إليه الرجال، وأجهش إليه النساء، والصبيان يبكون في وجهه، فرقَّ لهم، فقالوا له: يا أبا لبابة، أترى أن ننزل على حكم محمد؟ قال: نعم، وأشار بيده إلى حلقه الذبح. قال أبو لبابة: فو اللهِ ما زالت قدماي حتَّى عرفتُ أنَّي قد خنتُ اللهَ ورسولَهُ، ثمَّ انطلقَ أبو لبابة على وجهه، ولم يأتِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم حتَّى ارتبط في المسجد إلى عمود من عمده، وقال: واللهِ لا أبرحُ من مكاني هذا حتَّى يتوبَ اللهُ عليَّ ممَّا صنعتُ، وعاهد الله أن لا يطأ بني قريظة أبدًا، ولا يراني الله في بلد خنتُ اللهَ ورسولَهُ فيه أبدًا، فلمَّا بلغ رسول الله خبره، وأبطأ عليه، وكان قد استبطأه، قال: "أمَّا لو جاءني لاستغفرتُ له، فأمَّا إذ فعل ما فعل، فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتَّى يتوبَ اللهُ عليه"، قالت أم سلمة: وأنزلت توبته على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم وهو في بيت أم سلمة، فسمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم من السحر يضحك، فقلتُ: ممَّ ضحكتَ يا رسولَ الله، أضحك الله سنَّك؟ قال: "تِيب على أبي لبابة"، فقلتُ : ألا أبشِّره بذلك يا رسولَ الله، قال: "بلى إنْ شئتِ"، قال: فقامت على باب حجرتها، وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجابُ، قالت: يا أبا لبابة؛ أبشر فقد تاب الله عليك، قال: فثار الناس إليه ليطلقوه، فقال: لا واللهِ، حتَّى يكونَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم هو الذي يطلقني بيده، فلمَّا مرَّ عليه خارجًا إلى صلاة الصبح أطلقه، وأنزل الله فيه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ".
خوخة الصديق
الخوخة هي الباب المفتوح على الزقاق المسقوف المغلق، ولم يكن في التأسيس الأول سوى ثلاث خوخ أساسية أشهرها خوخة الصديق، وهي إلى الغرب بعد العمود الأخير من حد المسجد، ومع التوسعات المبكرة دخلت مع داره ضمن الحرم، وفتح إلى غربها ما يبقيها معلمة خالدة، أثرا باقيا حتى اليوم، وتروي خوخة أبي بكر رضي الله عنه في المسجد النبوي قصة أول إغلاق للحرم الشريف بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وفي حديث تخييره صلى الله عليه وسلم بين الدنيا وما عند الله، اختار ما عنده، فبكى الصديق رضي الله عنه لفطنته وفهمه قرب أجل النبي الخاتم، فكان الأمر النبوي بيانا لمكانة خليفته الأول، ووفاء لصاحبه الجليل: " إنه ليس من الناس أحد، أمَنَّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكرِ ابن أبي قحافة، ولو كنت متخذا من الناس خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد، غير خوخة أبي بكر"، فسدت الأبواب والخوخ وكانت قبل ذاك لا تسد في الليل، ومنها أخذ الفقهاء جواز إغلاق المساجد إذا اقتضى الأمر ذلك، ويضم الحرم خوخة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والتي تمر بين حجرتي أم المؤمنين عائشة والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما، وفي يمين مدخلها إلى المسجد تقع أسطوانة الحرس، أما الثالثة فخوخة آل الخطاب وكانت بين حجرتي عائشة وحفصة رضي الله عنهما في مكان الشباك أمام الزائرين، وقد دخلتا ضمن المسجد خلال التوسعات القديمة.
القبة الخضراء
تعد القبة الخضراء المنتصبة سقفا للحجرة الشريفة التي تضم الجسد الطيب الطاهر للنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم وصاحبيه الجليلين رضي الله عنهما، معلمة تاريخية وتحفة معمارية، وهوية للمدينة المنورة بما تحمله من قيمة روحية، وما تعكسه من مكانة دينية، شارفت منذ تأسيسها الأول ثمانية قرون، ومرت بمراحل متعددة من الترميم والتجديد والصيانة وتعدد ألوان الطلاء، ويروي التاريخ أنها لم تشيد في الخلافة الراشدة أو الأموية ولا حتى العباسية التي امتدت ردحا من الزمن حتى سنة 656ه، ولكن إحداثها الأول جاء متأخرا إلى عهد السلطان قلاوون عام 678 ه فبنيت مربعة من أسفلها مثمنة من أعلاها وسمرت عليها ألواح الخشب، وصفحت بالرصاص، ثم رممت بعد ذلك بأعوام، وبعد أن اختلت الألواح جددت، ثم توالى الاهتمام بها حتى احترقت المقصورة والقبة فيما يعرف بالحريق الثاني، ثم أعاد السلطان قايتباي بناءها مرتين بعد تشققها، وأحكم إتقانها بالجبس الأبيض، وتوالى صبغها بألوان متعددة، فكانت خشبية اللون، ثم صبغت بالأبيض، فالأزرق ثم طليت بالأخضر وهو اللون الذي بقي حتى اليوم.
إرث إسلامي خالد وعناية لا مثيل لها
محاريب الحرم
يضم الحرم القديم محاريب متعددة، فريدة في جمال البناء والتصميم والنقوش والزخرفات واقتراب مواضعها، واحتفاظها بهيكلها التاريخي الذي يربو على قرون ومن تلك المحاريب: المحراب العثماني في حائط المسجد القبلي، المحراب السليماني وكان يعرف بالمحراب الحنفي وهو غربي المنبر، محراب فاطمة رضي الله عنها ويقع جنوبي محراب التهجد داخل المقصورة الشريفة، محراب شيخ الحرم وكان يقع خلف دكة الأغوات، ويشهد المحراب الشريف ازدحاما ملحوظا، وتقول المرويات التاريخية: إن القبلة الأولى في المسجد كانت في نهاية الحرم قديما من الشمال، مقابل باب عثمان عند الأسطوانة الخامسة، شمالي أسطوانة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث أمضى النبي الخاتم وصحبه الكرام قرابة 17 شهرا يستقبلون بيت المقدس في صلاتهم بعد قدومهم إلى طيبة الطيبة، وبعد تحويل القبلة إلى البيت الحرام، حيث حوله النبي صلى الله عليه وسلم من شمالي المسجد إلى جنوبيه، وصلى على أسطوانة عائشة مدة شهرين أو 4 أشهر، ثم تقدم إلى الأسطوانة المخلقة وصلى عندها أياماً، وكان ذلك موقفه في الصلاة، وفي زيادة الفاروق رضي الله عنه قدم محراب الإمام إلى نهاية زيادته جنوباً، وفي زيادة عثمان بن عفان رضي الله عنه وقف في محرابه العثماني، ولم يكن للمسجد محراب مجوف، لا في العهد النبوي ولا في عصر الخلفاء الراشدين، وتشير المصادر التاريخية إلى أن أول محراب مجوف كان في العهد الأموي عام 88ه
خوخة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
محراب النبي صلى الله عليه وسلم
الحجرات النبوية

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق