نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خلافة هشام بن عبدالملك, اليوم الأحد 16 مارس 2025 03:17 صباحاً
نشر بوساطة ليان العصيمي في الرياض يوم 16 - 03 - 2025
تولى الخليفة هشام بن عبدالملك بن مروان الخلافة الأموية عام 105ه بعد وفاة أخيه يزيد بن عبدالملك، ليستمر حكمه حتى عام 125ه، وهو من أطول الخلفاء الأمويين حكمًا، حيث شهدت مكة المكرمة في عهده استقرارًا إداريًا وأمنيًا رغم التحديات السياسية التي واجهتها الدولة الأموية في تلك الفترة.
اهتم هشام بن عبدالملك بإدارة الحجاز عمومًا ومكة المكرمة على وجه الخصوص، حيث حرص على تعيين ولاة أكفاء لضبط الأمن وتنظيم الحج، وكان من أبرزهم عبدالواحد بن الصمد. ومن بين أولوياته الكبرى، تأمين سلامة الحجاج عبر تعزيز الحماية على الطرق المؤدية إلى مكة، خاصة في ظل التهديدات التي كانت تواجه القوافل القادمة من العراق وخراسان. كما وُضعت خطط لتنظيم موسم الحج، بما في ذلك الإشراف المباشر على شعائره لضمان سلاسة أدائه دون صراعات قبلية أو اضطرابات سياسية.
لم تخلُ مكة في عهده من التوترات، فقد شهدت بعض الصراعات بين القبائل والفصائل السياسية التي كانت تسعى لتعزيز نفوذها في المدينة، إلا أن الحزم الإداري الذي انتهجه هشام ساعد في احتوائها دون أن تؤثر على الطابع الديني لمكة. إضافة إلى ذلك، استمر في سياسة توسيع المسجد الحرام وتحسين بنيته التحتية، حيث حرص على تزويد الحرم بالمياه وتأمين الخدمات للحجاج والمعتمرين.
كان هشام معروفًا بنظامه الإداري الصارم، إذ طبق سياسات مالية حازمة هدفت إلى ضبط الإنفاق وتحقيق الاستقرار الاقتصادي، مما انعكس إيجابًا على مكة التي ظلت مركزًا دينيًا وتجاريًا مهمًا خلال عهده. ومع ذلك، لم يكن هذا العهد خاليًا من الانتقادات، حيث واجه الخليفة معارضة داخلية بسبب سياساته التقشفية والتشدد في فرض الضرائب، ما أدى إلى تصاعد بعض التوترات بينه وبين بعض القبائل التي كانت تعتمد على الامتيازات الاقتصادية.
اختُتم عهد هشام بن عبد الملك بوفاته في عام 125ه، تاركًا خلفه إرثًا من الإنجازات الإدارية والتنظيمية التي أسهمت في استقرار مكة خلال فترة حرجة من التاريخ الإسلامي. وبرغم التحديات، فقد تمكن من الحفاظ على دور مكة كقبلة للمسلمين ومركز للحج، مما عزز مكانتها في ظل الدولة الأموية.
المصادر:
-كتاب أمراء مكة عبر عصور الإسلام، مكتبة المعارف، عبدالفتاح رواه
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق