ثقافة التطوع

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ثقافة التطوع, اليوم الاثنين 10 مارس 2025 08:01 مساءً

ثقافة التطوع

نشر بوساطة محمد الصالح في الرياض يوم 10 - 03 - 2025

2122553
جاء من ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، وصول عدد المتطوعين في المملكة إلى مليون متطوع، والرائع والإنجاز حقاً هو تحقيق هذا المستهدف قبل 6 سنوات من حلول عام 2030م كما جاء في الخبر المنشور في وسائل الإعلام فقد أعلن معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس إدارة المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي المهندس أحمد بن سليمان الراجحي عن وصول عدد المتطوعين في المملكة إلى مليون متطوع، وذلك ضمن فعاليات يوم التطوع السعودي والعالمي تحت شعار «مجتمع معطاء»، الذي يوافق 5 ديسمبر من كل عام، ويتزامن مع اليوم العالمي للتطوع، وأوضح معاليه في كلمته أثناء الفعاليات، أن المنجز هذا يأتي ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث تم تحقيقه قبل حلول عام 2030م بست سنوات.
وفي رأيي بأن تحقيق هذا الإنجاز قبل سنوات من حلول العام 2030م، يمثل حرص ورغبة وإقدام شباب وشابات هذا البلد المبارك، في خدمة وطنه، وعلى حب وغرس غريزة مساعدة الآخرين لديهم، ويعكس أيضاً قوة العطاء وروح العمل الجماعي لدى أبناء وبنات هذا البلد المبارك، ويعكس كذلك الجهود الحثيثة التي تمت من خلالها إطلاق بناء وتفعيل منصة إلكترونية وطنية للمتطوعين في المملكة تعمل على تيسير عملية التطوع بين المتطوعين الراغبين في التطوع، وإجراء حملات توعوية شاملة للتحفيز على التطوع وبيان أثره الإيجابي على الفرد والمجتمع، ويعكس أيضاً في الجانب الآخر على تفعيل الشراكات مع المؤسسات التعليمية، والمؤسسات التربوية، والمؤسسات الاجتماعية والمؤسسات الحكومية لتعزيز وتنمية التطوع لنشر الثقافة والوعي بالعمل التطوعي.
والعمل التطوعيّ عمل نبيل ويتم فيه تقديمُ المساعدةِ والعون مِن أجل العمل على تحقيقِ الخير في المُجتمعِ عُموماً ولأفراده خصوصاً، وأُطلقَ عليه مُسمّى عملٍ تطوعيّ لأنّ الإنسان يقومُ به طواعيةً دون إجبارٍ من الآخرين على فعله.
والتطوع له آثار إيجابية على الفرد المتطوع بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام، فهو يساهم في اكتساب المتطوع الخبرات اللازمة في المجالات كافة ويساعد كذلك في اكتساب المهارات اللازمة، وعلى استغلال أوقات الفراغ للمتطوعين، وعلى تعزيز الثقة في نفوسهم. وقد حث ديننا الحنيف على العمل التطوعي حيث يقول الله - عز وجل - في القرآن الكريم مرغباً في ذلك: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . ومن أمثلة العمل التطوعي الذي قصه علينا الله - عز وجل - في القرآن الكريم ما قام به نبي الله موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين في مشهد يعبر عن المروءة والشهامة والنخوة وحب المساعدة للآخرين.. يقول الله عز وجل: وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ* فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ، وقد ورد في الحديث عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مُسلم يَغْرِسُ غَرْساً، أو يَزْرَعُ زَرْعاً، فيأكلَ منه طَير، أو إنسان، أو بَهِيمة، إلا كان له به صدقة». أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
وأعتقد بأن المتطوع عند قيامه بأي عمل تطوعي لن يعرف معنى الملل، فكل ما في عالم التطوع تجربة مثيرة وجديدة من شتى النواحي ترتقي بك إلى آفاق واسعة.
وبيَّن عليه الصلاة والسلام أن في هذه الأعمالِ التطوعيةِ الخالصةِ للهِ تعالى الأجرَ العظيمَ والثوابَ الجزيلَ في الدنيا والآخرةِ. فقال صلى الله عليه وسلم: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) متفق عليه. إن المتطوع ليشعر بالراحة النفسية والطمأنينة والسعادة عند قيامه بمساعدة الآخرين وقد نقل عن ابن القيم -رحمه الله تعالى- قوله: «إن في قضاء حوائج الناس لذَّة لا يعرفها إلا من جرَّبها، فافعل الخير مهما استصغرتَه؛ فإنك لا تدري أي حسنة تدخلك الجنة».

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق